خلال مسيرتك المهنية قد تواجه تحديات مختلفة من فترة إلى أخرى، وأكبر تحدٍ قد تواجهه هو أن تفقد وظيفتك، ويختلف تعامل كل شخص مع هذا التحدي بحسب تأثيره عليه من الناحية المادية والمعنوية، فهناك من يتأثر بسبب الالتزامات المالية، فيكون هذا بمثابة صفعة موجعة لاستقراره المادي، وهناك من يتأثر بسبب مكانته الاجتماعية ومنصبه، ليكون فقدان الوظيفة بمثابة صفعة لكبريائه وتقديره لذاته.

وأحيانًا قد يصل الشخص إلى مرحلة الاكتئاب بسبب شعوره بالفشل والضعف والقلق والشفقة على الذات، فقد أظهرت دراسة أن صدمة مثل هذه قد تضعك في خطر أعلى للإصابة بالكآبة والقلق.

يقول كونفوشيوس إن طبيعتنا متشابهة، (على سبيل المثال: لا أحد منا يرغب في أن يفقد عمله)، ولذا فإن عاداتنا هي التي تفصل بيننا.

7 طرق فعالة للتعافي من فقدان الوظيفة

1. أبق تركيزك على المستقبل

من السهل أن تتعثر في الماضي وفي كلمات مثل (لو، ليت، لو أن) ذلك حدث، ولكنني لم أفعل ذلك. بذلك الفعل فقط ستبقي في داخلك العواطف المدمِرة التي تؤجج الغضب، والتي لن تفيدك بشيء غير رثاء الذات والشعور بالعجز.

ولذا قم بالتركيز على المستقبل، وعلى ما يجب عليك القيام به لتتمكن من التعافي سريعاً والحصول على أي فرصة متوافرة على الصعيد الوظيفي.

ركز على كيفية إعداد ميزانيتك المالية الخاصة، وعلاقتك مع أولئك الذين يمكن أن يساعدوك في العثور على وظيفة جديدة.

لا تشتت تفكيرك، وقم بالتركيز على ما تريده، وليس على ما لا ترغب فيه.

2. لا تدع وضعك الوظيفي يتحكم فيك

فقدان العمل هو بالتأكيد تجربة شخصية جدًا، ولكن لا تأخذ هذا الأمر بشكل شخصي أيضًا. ما تفعله به لا يعني أن هذا هو أنت. لم يكن كذلك يومًا، ولن يكون أبدًا.

وجد بحث أجراه عالم النفس مارتي سليغمان أن أكبر العوامل المحددة بين أولئك الذين ينجحون بعد الانتكاسات من أي نوع هو كيفية تعاطيهم وتفسيرهم لها.

الناس الذين يفسرون فقدان وظائفهم على أنها علامة على عدم الكفاية المهنية أو الشخصية أو الفشل هم أقل عرضة لمطاردة وظائفهم من أولئك الذين يفسرونها باعتبارها نتيجة ظروف مؤسفة ستوفر لاحقًا فرصة ثمينة لنمو الوعي الذاتي، وإعادة تقييم الأولويات وبناء القدرة على التحمل.

عليك أن تعرف أنك أنت، وليست وظيفتك أو قرار الشركة من يحددان توظيفك، لا تأخذ الأمر على أنه رفض شخصي ضدك، فقد تكون خسرت وظيفتك بسبب الأزمات والأوضاع الاقتصادية التي لا تملك التحكم فيها.

3. حدد أولويات الرعاية الذاتية

في حال خسرت وظيفتك، فإن أسهل ما عليك فعله على الإطلاق هو الارتماء على الأريكة، والإمساك بجهاز التحكم عن بعد بيد واحدة، وكيس من المكسرات أو من رقائق في الأخرى، والغرق في الشفقة على نفسك، الكثير يقوم بذلك! لكن المرونة العقلية والعاطفية تتطلب مرونة جسدية.

ولذا قم برعاية ذاتك والقيام بكل ما يلزم للشعور بالقوة والصحة. (بعد كل شيء، ليس لديك الآن أي عذر بعدم توافر الوقت لممارسة التمارين الرياضية!) وقد وجدت الدراسات أن التمارين الرياضية تخفف الشعور بالتوتر – حيث تنتج خلايا الجسم هرمونات تخفف الاستجابة للتوتر وتساعدك على التعافي.

قم بجولة جري في الهواء الطلق، فرصة لممارسة هواياتك أو افعل شيئًا يرفع من معنوياتك، فإن كل ذلك سوف يساعدك على تحويل المشاعر السلبية التي لديها القدرة على أن تبقيك بعيدًا عن الإيجابية التي تحتاج إليها في مطاردة وظيفة جديدة.

4. أحط نفسك بأشخاص إيجابيين

العواطف معدية. والناس المحيطون بك يؤثرون في كيفية رؤيتك لنفسك، وفي وضعك الخاص وماذا ستفعل من أجل تحسينه.

كن حريصًا على اختيار من سيخرج معك ولا تبق أسير دوامة أولئك الذين يريدون إقامة حزب للشفقة عليك أو على أنفسهم بسبب خسارة الوظيفة، فذلك مضيعة للوقت الثمين والطاقة بدلًا من التركيز على العودة إلى سوق العمل.

أحط نفسك بأشخاص يدفعونك إلى الأمام، وتجنب أولئك الذين لا يقومون بذلك.

قم بقراءة الكتب التي تعطيك شعورًا وأفكارًا إيجابية، شاهد أفلامًا ملهمة، وتذكر أن عائلتك سوف تلحظ ذلك. أعلمهم في أثناء ذلك بأنك لم تكن المسؤول عن اختيار ظروفك وفقدان الوظيفة، كن واثقًا بأنه مع مرور الوقت وبذل المزيد من الجهد، سوف تجمع كل الصفات الجيدة معًا، لتكون شخصًا أشد قوة وأكثر حكمة.

5. استفد من شبكة علاقاتك الشخصية

بعد فقدان العمل مباشرةً تواصل مع كل من تعرفهم في إطار العمل وخارجه للاستفسار عن توفير أي فرص توظيف في شركات أخرى.

أحيانًا لا يتم الإعلان عن الغالبية العظمى من فرص العمل، لذلك من الأفضل التواصل معهم وسؤالهم فأنت لا تطلب منهم وظيفة، بل تتواصل معهم للحصول على معلومة.

وبالتالي فإن القول المأثور "شبكة علاقاتك هي الشبكة الثمينة" حيث إنها ذات أهمية لفتح منافذ للفرص.

من الأفضل أن تحرص على حضور أي فعاليات مهنية مرتبطة في مجال عملك مثل الندوات والمعارض والمؤتمرات.

6. تعامل مع بحثك عن وظيفة باعتباره وظيفة

إذا كنت تشعر بالحاجة إلى فعل شيء، وفي مقدورك القيام به، قم بإعطاء نفسك فترة راحة لبضعة أيام أو أسبوع أو أسبوعين.

لا تأخذ وقتًا طويلًا قبل العودة إلى روتينك المألوف. أنشئ هيكلية خلال يومك. ستجد أن في يديك المزيد من الوقت وأكثر مما كنت تظنه من قبل، ولكنك سوف تدهش لمعرفة حجم الأعمال القليلة المنجزة في يوم واحد إذا لم تكن مدركًا لما تود فعلًا إنجازه.

ولذا قم بوضع خطة للبحث عن عمل مع أهداف وخطوات مدروسة، ثم حدد أولوياتك، وقم بهيكلة يومك وتعامل مع بحثك عن وظيفة باعتباره وظيفة.

7.قدم المساعدة للآخرين

إن مساعدة وفعل شيء لطيف للآخرين يجعلنا نشعر أننا بحال جيدة، سواء مساعدة أحد الجيران أو العمل التطوعي، إنه في الواقع أمر من المفيد القيام به لأنفسنا.

نعم، لقد وجد العلماء أن مساعدة الآخرين تعمل على تحفيز الدماغ على إنتاج بعض المواد الكيميائية التي تجعل الشخص يشعر بالسعادة، والتي لها تأثير مشابه للعقاقير المضادة للاكتئاب، وبالتالي تساعدك على التعافي بشكل أسرع.

وبالإضافة إلى ذلك، عندما نعطي وقتنا لمساعدة الآخرين، فإن ذلك يساعدنا على التوقف عن التفكير في مشكلاتنا الخاصة مثل فقدان الوظيفة، ويجعلنا ندرك كم علينا أن نكون شاكرين، أيضًا فهي وسيلة فعالة لبناء شبكة علاقات شخصية.