آخر الأخبار
أين عشال؟!
قضية اختطاف علي عشال كشفت عن قبح المؤامرة على اليمن.
المتابع لتصريحات مرتكبي الجريمة، يجد نفسه أمام عقلية مريضة تم اختيارها بعناية من قمامات الماضي الذي صنع بأدوات المؤامرة نفسها.
كشفت عن حقد دفين لشعب كريم وأمة تواقة للحريات والعدالة والمواطنة، لنظام جمهوري تأسس بتضحيات جسام في منطقة تعيش تحت قبضة الأسر الاقطاعية ، أسر تربعت الحكم باتفاقية سايس بيكو وتقاسم الأراضي العربية ، وتم تموضع تلك الاسر كأدوات معيقة لمشروع الأمة الكبير، لا تغرك النهضة الاسمنتية، والتفاخر بالأبراج ومشاريع البهرجة ، مظاهر خداعة سقطت فيها قيم العروبة، واليوم يتم إسقاط مبادئ الإسلام السامية، في تآمر أسقط أهم قلاع المشروع العربي والإسلامي ، ودمر مقومات التنافس أمام المشاريع الدولية الأخرى.
هذه العقلية التي تعبر عن المنظومة التي سيطرت على البلد ما بعد 2015م، لنكتشف أنهم مجرد عصابات قتل وانتهاك، نهب وبسط واستحواذ واستئثار بالسلطة والثروة، وساطور لقتل المشروع الوطني والأممي والإنساني ، بعد أن اسقطوا القيم والأخلاقيات ، يقومون بتصفية ما تبقى من عقول وضمائر وطنية، ترفض الهيمنة والتسلط ، الوصاية والتبعية.
لم يكن عشال سوى ورقة من أوراق مشروع الحق الذي يرعبهم، مهما كانت نسبته هو داعم للمشروع الوطني والإنساني الرافد لمشروع الوطن الجديد، مهما اختلفنا معه أو اتفقنا، يبقى الحق الوطني والإنساني هو القاسم المشترك ، هذا القاسم الذي تكفلت المنظومة المصطنعة اليوم في تدميره، بل في تصفية مقوماته من عقول وضمائر و افكار ورؤى ومشاريع .
كان للمال المدنس بالدم والعار دور في صناعة تلك المنظومة، التي ركبت على منصات مشاريع وطنية عادلة، نخرتها من الداخل ، دمرت عدالتها، وفككت صلابتها، وحولتها من حالة التوافق إلى حالة من التنافر الشديد، من حالة التسامح والتصالح، وأثخنتها بالثارات والأحقاد والضغائن، حتى صار اليوم البيت الوحد منقسما لحد الاقتتال في ظاهر خطيرة تحتاج لسنوات من التعافي منها.
السؤال المحرج اليوم هو أين عشال؟ بمعنى أين مشروعنا العادل؟ أين الحق من الباطل؟ أين الدولة من العصابات؟ أين الوطن من كل هذا العبث والاستهتار بحياة الناس حاضرهم ومستقبلهم ؟
أسئلة كثيرة لم نجد لها جوابا، وجدنا هروبا للاستنجاد بالأسياد، بالمخرج الذي رتب وخطط لسيناريو، في انتظار أن يعيد ترتيب المشهد على أمل أن يجد مخارج لأدواته القذرة.
قضية عشال هي القشة التي قصمت ظهر بعيرهم، وأضحت ضمير أمة كانت تقاد لمسالخ الأعداء ، قاومت وستقاوم ولن تستسلم ، وستتحرر من هذا الارتهان والتبعية ، والشعب إن أراد الحياة يستجيب له القدر، وإن غدا لناظره لقريب.
*المقال خاص بالمهرية نت *