آخر الأخبار

سبتمبر مجيد والثورة مستمرة 

الأحد, 17 سبتمبر, 2023

لم تكن سبتمبر الثورة حدثاً ماضوياً، بل فكرة تخلّقت في ستينات القرن المنصرم في وجدان الأمة، والفكرة لا تموت، حينما أعلنت الخلاص من نظام استبدادي طائفي مقيت، لتنشئ الجمهورية، وتحقق الحرية والديمقراطية.
 
الثورة فعل مستمر، تتطلع له الأجيال ومازالت تتنفس قيمها وأهدافها.
 
فالثورة اليوم فكرة تناقشها العقول الكبيرة، وحدث تناقشه العقول المتوسطة، وأشخاص (أصنام)، وجماعات تناقشها العقول الصغيرة.
 
لم تمت من العقول الكبيرة، وإن شوهتها الأحداث بنظر العقول المتوسطة، وفرغت من عدالتها بفعل أصنام بشرية دعمتها العقول الصغيرة.  
 
تأمّل معي حالنا عندما غابت العقول الكبيرة، والمفكرون الذين يمتلكون الحكمة، لمواجهة عواقب الظلم والقهر التي أضاعت علينا كل الفرص الممكنة لتحقيق الأهداف النبيلة للثورة.
 
وتتطاول الصغار على الثورة، والتقليل من أهميتها، والذهاب باعتبارها انقلاباً عسكرياً، دون النظر لثورة كفكرة تخلّقت من واقع آسي لم يعد يطاق، وكان لابد من إحداث تغيير حقيقي يلبي تطلعات الجماهير.
 
ولتتخلق فكرة الثورة، لابد أن تمر بمخاض حقيقي لإحداث تغيير (حالة الثورة)، وهي جملة الأحداث في معركة الثورة، والتي تواجه مقاومة من الثورة المضادة، هم مجموعة المصالح والأطماع، والمطبلين والمنافقين والمغرر بهم من العقول الصغيرة، التي تتوه بالأحداث وتتعلق بالأصنام البشرية.
 
في معركة الثورة، نسمع أنين المعذبين في سجون الظلم والقهر، وصرخات المظلومين واستبسالهم في معركة التغيير، ونشتمّ روائح دم الشهداء، وهي معركة ليست هينة مع الثورة المضادة التي تستبسل بكل إمكانياتها وقوتها لتحافظ على بقاء مصالحها الضيقة، وتستخدم كل العقول الصغيرة العمياء الفاقدة للبصيرة.

من السمات النبيلة للثورة، أنها تتسامح مع الجميع، وتحمل هدف استيعاب الجميع، وتقبل كل من ينخرط في عملية التغيير والتحول الذي تسعى إليه، وتقع في خدعة التآمر عليها من داخلها، وهو ما حدث لسبتمبر وأكتوبر، وثورة الربيع والتغيير فبراير.
 
من السذاجة اليوم، التقليل من قيمة فكرة الثورة الأم، التي بدأت كشمعة تتقاذفها رياح الظلام العاتية، شمعة وجدت من عدن مأمناً لها في 48م، ومنبراً أشع نورها للوطن، بتحالف النعمان والزبيري ولقمان والمجلس العمالي، وهبّ أبناء هذا الوطن للذود عن سبتمبر التي سهّلت ميلاد أكتوبر، حينما لم تتلطخ بعد العقول بقذارة الكراهية والعنصرية، ورفضهم للمناطقية والطائفية.
 
فلا حلّ اليوم إلا بالثورة، ولا خلاص دون إحياء روح سبتمبر، لتحيا روح أكتوبر، ونستعيد مخاض فبراير، بالثورة ينتصر الوطن، وتنتصر الجمهورية والديمقراطية والحرية، ويأمن الناس من الاستبداد والظلم والقهر، والاستئثار والاستحواذ بالسلطة والثروة، والارتهان والتبعية للخارج.
 
سبتمبر مجيد والثورة مستمرة.

الظلم ظلمات يوم القيامة
الثلاثاء, 16 يوليو, 2024
أين عشال؟!
الاربعاء, 10 يوليو, 2024