آخر الأخبار
انتفاضة المعلمين في صنعاء وعدن وتعز
عندما خرج اليمنيون للساحات، كان خروجهم يحدوه أمل إحداث تغيير حقيقي، ينقل البلد والشعب لحال أفضل؛ والقبول بالمبادرة الخليجية هو قبول بأمل دفع الأشقاء في الخليج بعملية تغيير حقيقي وما كان الحوار الوطني إلا طاولة لصياغة مسار هذا التغيير والتحول السياسي، كل هذا انهار بانقلاب الحوثي على العملية برمتها تحت مبرر التدخل الخارجي.
والحقيقة هي فتح الباب على مصرعيه لتدخل عسكري خارجي سافر فقدنا فيه أمل التغيير والتحول السياسي.
تسع سنوات عجاف من الحرب فقد الجنوب والشمال بوادر الأمل في إحداث تغيير مأمول بعد أن ضربت أدوات التغيير , واستبدلت بأدوات طائفية في الشمال وجهوية ومناطقية في الجنوب، ودمرت أركان الدولة الوطنية والجيش الوطني والأمن الوطني؛ بل تم القضاء نهائيا على الهامش الديمقراطي والحريات وتلاشت من بين أيدينا معالم الدولة لنجد أنفسنا في حالة لا دولة ولا نظام ولا قانون.
فوضى عارمة وعبث غير مسبوق.. سلمنا أنفسنا للتحالف , وهي مجموعة الدولة العصية على التغيير ، الممالك و والدويلات التي يتوارث حكمها أسر لا تقبل الشراكة السياسية ولا مفهوم المواطنة والحريات والعدالة وفاقد الشيء لا يعطيه.
نحن في وضع لا يحسد عليه، سقطنا وسقط الكثير ممن كانوا رهان التغيير في شباك العمالة والارتهان، ونقع جميعا في خيبة أمل وانهار منسوب أحلامنا من تغيير حقيقي وتحول سياسي ودولة ضامنة للمواطنة والحريات والعدالة لصراخ ألم يطالب بالخدمات والراتب لينجو من العذاب والموت المحتم.
وقعنا في فوضى عارمة.. اختلط فيها الحابل بالنابل وصار التحالف وصيا على السيادة، ويملك من الأدوات التي تحمي مصالحه وأطماعه أكثر من أن تحمي أبسط حلم لمواطن مهدور الحقوق ومكلوم ومهان الكرامة.
حديث اليوم هو الراتب، والراتب المهدور بعد أن فقد قدرته الشرائية بالانهيارات المتتالية للعملة والغلاء المسعور الجاثم على السوق الذي جعل من الراتب مجرد رشفة ماء تنقذ أصحابها من الموت عطشا أما الجوع فهو قدر محتوم.. الراتب الذي فقده الناس في الشمال اليوم يتعرض المواطن في الجنوب للابتزاز براتبه تحت عنوان إصلاحات ومحاربة الفساد والعبث بالمال العام.
مع أن الفساد والعبث بالمال العام هو في قمة السلطات العليا وبدعم التحالف الذي حول الدعم لابتزاز وشراء الذمم وتشكيلات عسكرية وتفريخ سياسي وإنشاء وتأسيس مكونات وأدوات العبث والنفوذ السياسي والعسكري، وراتبهم بالعملة الصعبة بينما الناس تموت جوعا ومجاعة، الوجع في الرأس لا في الجسد.
بعد أن سيطر التحالف على الرأس وعجز في السيطرة على الشعب جسد الأمة، انتقل بمسرحياته السمجة لضرب هذا الجسد المنهك، اجتمعت القوى الرجعية في الخارج وأدواتها في الداخل على استهداف التعليم، مصدر نشء الأمة والمعلم محور العملية في الرسالة السامية، وهما اليوم على المحك.
وفي اعتقادي لن تنهض الأمة إلا بالمعلم، وانتفاضة التعليم اليوم في عدن وتعز وصنعاء هي نقطة الوصل لاستعادة تغيير حقيقي ينقذ الأمة واستعادة وطن.
*المقال خاص بالمهرية نت*