آخر الأخبار
سقطرى.. مشاهد من الاحتفاء الكبير بعودة المحافظ السابق رمزي محروس
تناهى إلى أسماع الناس خبر وصول المحافظ السابق إلى موطنه محافظة سقطرى وتحديدا مديريه حديبوه.. كان قرار جرئ وحاسم اتخذه الرجل في ظروف غامضة ووقت محدود لم يتسنَ لأحد معرفته سواء من البلد القادم منها سلطنة عمان أو من المطار القادم عبره مطار الريان.
كان الرجل برفقه والدته التي تسلمت كرت الصعود على متن طائرة اليمنية متجهة إلى سقطرى وطلب منها الدخول إلى صالة المغادرة.. كانت تنتظر أن يودعها ابنها ويعود كالعادة؛ لكنه هذه المرة لم يفعل وتفاجأت وتفاجأ الجميع بدخوله إلى صالة المغادرة في اللحظات التي طلب فيها موظف المطار الركاب الصعود إلى الطائرة.
ونظرا لضيق الوقت لم يتنشر الخبر ولم يسمع عنه أحد؛ فمن الممكن أنهم لو عرفوا لتجمهرت جموع غفيرة من الناس لاستقباله في مطار سقطرى، ولكان استقبالا مهيبا لكنه لم يرد ذلك، ولم يرد أن يثير حفيظة السلطة الانتقالية الجاثمة على المحافظة منذ سنتين ولم تصنع شيئا ولم تحض بتأييد ولا باستقبال يليق.
فور معرفة الناس بخبر قدوم محافظهم السابق وولدهم البار وصديقهم الحنون توافدوا إلى بيته زرافات ووحدانا بما فيهم من تعاونوا على إخراجه من المحافظة من قبل، ومنهم من بادره بالاعتذار قبل معانقته والسلام عليه لكن الرجل لم يسمح لأحد بالخوض في الملفات السابقة فكلما تحدث أحدهم عن موضوع الانقلاب على المحافظة والمحافظ قاطعه بقوله نحن في فترة جديدة وما كان في الماضي صار من الماضي.
رحب بمحروس الجميع الصاحب والمضاد والمواطن والمقيم والزائر والرجال والنساء وتسابق الناشطون في تزيين صفحاتهم بصور الرجل مردفه بعبارات المدح والثناء، واستأنس الجميع به واستبشر وقد لا تفي كلماتي بتوضيح صورة الفرحة على وجوه الناس لحظة استقباله، لكن من رأى صور العناق الحار الذي بادلوه الناس ومن سمع عبارات الترحيب المتتالية لفهم مدى حب الناس له ومدى ندم البعض منهم على تصرفاتهم السابقة ضده ومدى حبه لهم واهتمامه بهم.
رمزي محروس الذي رأيته اليوم يجسد صورة العفو والأسوة بالنبي صلى الله عليه في قوله حين قدم مكة ((اذهبوا فأنتم الطلقاء)) ويعبر عن المفهوم السماوي((فمن عفا وأصلح فأجره على الله))؛ لذلك بش الرجل للجميع ورحب بالجميع واكتفى من ذلك كله أنه أشبع نهمه وأروى ظمأه شوقه إلى أهله وخلانه ومرتع صباه وموطن نموه ودلالات هذا الروي ترتسم على وجهه.
حين تفد على بيته ترى جموعا من الناس منهم الداخل والخارج وفي اليومين الأولين لم تتسع لهم المجالس ولم تجد سياراتهم المواقف لكثرتهم.
وربما قال البعض إن الرجل لم يترك أثرا كبيرا يذكر وهذا ليس حقيقيا؛ فقد نشأت الكثير من المشاريع الخدمية في فترة إداراته وكان هو السبب الرئيس فيها والساعي إلى تنفيذها، ولو سلمنا بهذا القول الجاحد جدلا فإنه يكفينا للرد على هؤلاء صور الجموع الغفيرة التي تتوافد على زيارته وهذه شهادة سماوية فإذا أحب الله العبد وضع له القبول في الأرض فهذا القبول الذي حظي به رمزي محروس لم يكتب لكثير من الأعيان والمشايخ السلطات التي تعاقبت على الأرخبيل.
حكى لي أحدهم أن شابا قدم إلى بيت رمزي محروس لزيارته وحين ولج على عتبة الباب فتح ذراعاه وقال يا حي بو حمد فقام إليه وحياه وعانقه ورحب به ولجأ الشاب إلى مقعد في طرف المجلس وكلمه المحروس وسأله عن أحواله ولكن الشاب احتبست كلماته ولم يفلح في الرد وانهمرت دموعه فغادر المجلس من فوره تأثر الحاضرون وبكى البعض منهم وتبعه المحروس فهدأه وودعه.
مشاهد الوفاء والمحبة بين رمزي محروس والمواطنين كثيرة فمنهم من ألقى قصيدة ارتجالية ومنهم من يستعيد الذكريات السابقة والمواقف البطولية وذكريات الخرجات والرحلات والمقالب الظريفة ومنهم من جاء رسولا من قريته يطلب استضافته وزيارته إلى القرية وهذه شواهد كافية على ما تركه الرجل من الود والمحبة في قلوب الناس وهذا هو سر السلطة لمن استطاع اكتشافه.
*المقال خاص بالمهرية نت *