آخر الأخبار
سقطرى وليلى...مؤسسة كلنا لأجل سقطرى
ما أشبه الليلة بالبارحة كما يقال وما أشبه سقطرى بليلى التي يدعى الكل وصل بها ورغم أنها لا تقر لأحد بذاك بما فيهم مجنون ليلى نفسه كذلك هي سقطرى يدعي الكل حبها وخدمتها ولم تر من المدعين أي حب أو أي تفان وخدمة.
الكل يدعي القبيلي والوضيع والمتعلم والأمي والمواطن والمستوطن واللقيط والساقط واللاهي والعابث ومن هم من غير طينتها ينتسبون إليها للحصول على مبتغاهم لا مبتغاها.
وعلى ليلى يتدرب الشعراء والعشاق والرومانسيون وربما المجانين وعلى سقطرى يتدرب السياسيون والتجار والشحاذون والمتدينون وكما أنه ليس بالضرورة أن يكون كل من تعزل بليلى مبدعا كذلك هو الحال في سقطرى ليس بالضرورة أن يكون كل من تكلم باسم سقطرى صادقا ومخلصا.
مسكينة هي سقطرى كمسنة ليلى التي لا حول لها ولا قوة فيمن يستخدم اسمها لإشهار نفسه وكلاهما لا تستطيع أن تعترض أو أن تدافع عن نفسها أو أن تلجأ إلى القضاء فقد جار الكثير عليهما ولو نطقتا لانكشفت كثير من الخدع .... لك الله يا ليلى ويا سقطرى من جور هؤلاء وظلمهم ونعم بالله وكيلا.
لا يخشى هؤلاء من المتاجرة باسم سقطرى فهم يتاجرون بكل ما فيها وما عليها سواء أكانوا فقراء أم أغنياء أو أقوياء أو ضعفاء يتساوى الكل عندهم ويستخدمون الكل لأجل الوصول إلى مكاسبهم وكشوفاتهم احتوت كل مولود وكل حيوان وجماد الجميع عندهم مساكين مستحقون للصدقة ويكفى أن تزور أي جمعية أو منظمة أو مؤسسة أو أي لافتة من لا فتاتهم في سقطرى وستجد اسمك واسم عائلتك واسم الجنين الذي في بطن زوجتك وزوجة ولدك المستقبلية في قوائم طلباتهم وسترى أن كل هؤلاء تم لهم صرف معونة شهرية لو سلموا نصفها أو حتى ربعها لصاروا أغنياء.
ربما يعد هذا الكلام مستهلكا تردد كثيرا لكنه الحقيقة التي تؤرق أعزة النفوس الذين لا يسألون الناس إلحافا حقيقة توقظ مضجعك حين تكتشف أن اسمك واسم عائلتك في كشوفات فقراء اليمن الذين منحتهم الكويت كيت وكيت ومنحتهم السعودية كذا وكذا ومنحتهم الإمارات الغذاء والدواء والسكن وأن هذا الدعم أكده الكاتب الفلاني الشهير والمصور الدولي الكبير والشيخ الرباني العظيم والمسؤول المحلي الخبير
ولكن حين تتفقد حواليك عن وجود هذه الأشياء لا ترى شيئا فتصاب بالدهشة والمرض النفسي فتتهم نفسك كيف يؤكد كل هؤلاء هذا الدعم وأنت لا تعترف به ولا تراه فتراجع قدراتك العقلية والاستيعابية.
وتمتحن حواسك وأنه لمن أشد أنواع القسوة حين تجبر على الاعتراف بأخذ شيء لم تأخذه وحين تجبر على أن تكون فقيرا ولست بالفقير حتى تعاف اسمك ونسبك ووطنك فتشعر إذا قلت لأحدهم أنك سقطري أنه ينظر إليك كقطع صورة تجمعت من دول عدة فبيتك من الدولة الفلانية ومعوزك والقميص والنظارة من دولة أخرى هذا إن لم يشك الناظر إليك بنفسك الذي تتنفسه.
في هذه الأيام انتشر هاشتاج بعنوان # كلنا لأجل سقطرى# وهو عنوان بارز وملفت وجميل ولكن لا يخرج الغرض منه عن المتاجرة باسم سقطرى فالهدف الأساسي منه حصول القائمين عليه على مردود مالي يصلحون به من وضعهم المادي حتى يحين التفكير بمشروع آخر.
تم الاعلان عن إقامة الحفل تحت مسمى كلنا سقطرى في تاريخ 6/11/2022م في قاعة كروان في محافظة عدن ووصلت الدعوة إلى كثير من المسؤولين والتجار والإعلاميين ولم تصلني الدعوة ولم تصل كثير من السقطريين البارزين حتى لا ينكشف السحر وينقلب على صاحبه.
يذكر أن المحافظ رأفت الثقلي تم اشعاره بالحفل فأصدر توجيهات إلى مدير عام الشؤون الاجتماعية والعمل للتأكد من مؤسسة كلنا لأجل سقطرى كونها تتبع لشخص يدعى محمد خليفة والذي يدير مؤسسة أخرى في سقطرى فاكتشف المدير أن كلنا لأجل سقطرى لافتة جديدة غير مرخصة وأشعر المحافظ بذلك فوجه بتوقيف هذا المشروع ولكن الظاهر أن العمل على إقامة الحفل نشط ولا نعلم هل تم اقناع المحافظ بالسكوت عن الأمر أو لا.
المدعو محمد خليفة وهذا اسم الشهرة وليس اسمه الحقيقي اشتهر في سقطرى بإقامة ندوات ومراكز تدريبية واستطاع جلب الدعم من التحالف والإمارات لكل مشروع يقيمه كما أقام ندوات سياسية وغير سياسية... ويدعي أنه له علاقة بالأمين العام للأمم المتحدة وبالمخابرات الفرنسية والإماراتية وقد عمل في فترة وجيزة مع السفير عبدالله مسلم السقطري في جيبوتي لكنه لم يحصل توافق بينهما فأنهى السفير العقد معه حاليا يدعي أنه يعمل في مكتب من مكاتب الخارجية في محافظة عدن وهذا العمل مكنه من تسويق نفسه وتسويق مؤسسته الجديدة #كلنا لأجل سقطرى# كما يمتلك وكالة سياحية في سقطرى يسوق لها من خلال هذه المناصب التي يدعيها.
محمد خليفة وأمثاله كثير ربما توجههم قوى خارجية وهم في الحقيقة ذئاب جائعة تتنازل عن أي شيء مقابل الكسب المادي الشخصي فيبتعلون كل مصلحة تقدم باسم سقطرى مهما كان حجمها ويسرطونها على الريق ولا يبقون أي أثر نظرا لغياب الرقيب والحسيب وفي بعض الأمثال يقال إذا غاب القط ترندع يا فأر.