آخر الأخبار
ما مصير التعليم في كلية المجتمع بمحافظة سقطرى؟
مأساة كلية المجتمع نموذج بسيط للمأسي المتعددة التي يعاني منها التعليم في أرخبيل سقطرى، إذ لا تزال الكلية موصدة الأبواب في وجوه طلابها إلى اللحظة.
منذ العام الماضي بدأت الكلية بالتراجع عن تقديم خدماتها التعليمية، والمشكلة الأساسية هي أن العميد الموكل إليه إدارة الكلية تم استقطابه من الجانب الإماراتي لإدارة جامعة سقطرى العريضة التسمية المحدودة الخدمة والمسيسة، فالجامعة ليست سوى أربعة تخصصات، أو بالتسمية الدقيقة أربعة فصول في كل منها ما لا يتجاوز عشرين طالبا، ولذلك ركز الدكتور نديم بدوس العزيبي رئيس الجامعة جهوده كلها على خدمة الجامعة وأهمل كلية المجتمع سقطرى لكون عائداتها المالية عليه محدودة.
وقد ناشد الكثير من المختصين والمعلمين والطلاب السلطات المحلية بضرورة تغيير العميد منذ وقت سابق؛ إلا أنها لم تستجب لهم وظل العميد يدير الكلية بالإضافة إلى إدارته لجامعة سقطرى، ولأنه اطمئن من صعوبة تغييره بحكم علاقاته المتينة مع قيادات الانتقالي حاول إضعاف كلية المجتمع ووضع العقبات العديدة أمام تقديم الخدمة للطلاب ومنها فواتير الكهرباء الباهظة الثمن وقطع التيار بالاتفاق مع الجانب الإماراتي وكذلك مبالغ الإيجار لمبنى الكلية، ولذلك تعذر منذ بداية هذا العام بعدم استطاعته فتح الكلية، ولم يعلن عن القبول والتسجيل، الأمر الذي جعل بعض المدرسين والطلاب وبعض المختصين محاولة إيصال صوتهم إلى وزير التعليم العالي الدكتور خالد الوصابي.. وبناء على طلباتهم والشكاوى الكثيرة ضد العميد أصدر الوزير مذكرة بتغيير العميد وتعيين أحد الدكاترة الموظفين في الكلية والعاملين فيها منذ ما يزيد عن ست سنوات إلى اليوم خلفا له.
صدر قرار التعيين في بداية أغسطس ولكن إلى اليوم لم يتم التسليم بشكل رسمي، فقد ماطلت السلطة المحلية تنفيذ القرار واختلقت الكثير من المشكلات بتحريض من العميد السابق وأنصاره في سقطرى وخارجها وقد ختم هذا التحريض بعنوان عريض يتصدر صحيفة الأمناء في العدد 11/9/2022م يتهم الوزير الوصابي بتعيين أحد أعضاء الإخوان عميدا لكلية المجتمع.
وعلى الرغم من نفي الرجل علاقته بهذا الاتهام إلا أن ذلك لم يقنع السلطة المحلية بالمسارعة في تسليمه عمادة الكلية فهذه الايقونة هي أيقونة المجلس الانتقالي من لدن عيدروس الزبيدي وصولا إلى محافظ سقطرى وهي من أبرز طرقهم في تهميش من يعارضهم.
ختاما الكرة الآن في مرمى محافظ سقطرى، ولا نعلم إلى أي مدة يماطل في تنفيذ قرار الوزير وتسليم العميد الجديد مهامه وهل يبحث عن أعذار أخرى لمنع هذا التسليم؟ وما تأكدنا منه هو أنه لا يهتم للتعليم فهو جسر يمتطى لتنفيذ مهام العداء كما يقول البردوني.
وما نتساءل عنه أيضاً، هل من منقد للتعليم في الكلية؟ وهل يقف الطلاب والمعلمون والأهالي صامتون حيال تسييس التعليم والقضاء عليه في الكلية وفي غيرها؟ هذا ما نأمله ولم نره بعد.
*المقال خاص بالمهرية نت