آخر الأخبار

الشهر المشئوم في مخيلتي !!

الثلاثاء, 30 أغسطس, 2022

أيام قليلة تفصلنا عن أحداث أغسطس الدامية التي رفضت أن تغادر مخيلتي.. حاولت الابتعاد عنها لكن لا محالة. 
 
أبين - خنفر - جعار في صباح يوم الخميس 29 - أغسطس 2019 الساعه 9:50 تقريباً، أشرقت شمس حارقة في صباحٍ دامي على مدينتي.. أتذكر وقتها كنتا ذاهبا إلى المستشفى لأجل أطمئن على بنت جدي بعد ولادتها فجر يوم الخميس قبل أن أصل إلى المستشفى توقفت في سوق القات "سابقاً" لأجل أن تمر أطقم "حيدرة السيد" شقيق "عبداللطيف السيد" قائد قوات الحزام الأمني في أبين. 

  بعد أن مرت الأطقم من أمامنا بلحظات بدأ إطلاق النار العشوائي على المواطنين من قبل عناصر "السيد" وأنا كنت موجودا وقت الحادثه ولا أعلم كيف نجوت من هذا بعد أن تحول السوق إلى جرحى وقتلى متناثرة وأنين الجرحى لا يزال في أذني حتى اللحظة. 


  بعد أن حصلت هذي المجزره في السوق وتوجه "السيد" مع قطيعه إلى مستشفى الرازي ووقفوا أمام البوابة التي كان يوجد فيها اثنان من حراسة القوات الخاصة، وأثناء ما كانوا واقفين عند البوابه جاء طقم يتبع "الأمن" من "المثلث" كان فوقه "اثنان من الجنود" واحد يسوق الطقم والثاني ماسك سلاح المدفعية.. أول ما ظهر الطقم في التقاطع جنود "السيد" أصيبوا بالرعب؛ لكن أحد الجنود أسرع وأخذ الآر بي جي ووجهه على الطقم القادم نحوهم وأثناء ما ضرب على الطقم السواق تصرف بذكاء وأدار الطقم بسرعة حتى سقط الجندي الذي كان في الخلف وسارع مسلحو السيد بمباشرة الجندي المغمي عليه أرضا بوابل من الرصاص حتى فارق الحياة لكن سائق الطقم نجا بأعجوبة وأظن أنه لم يتوقف إلا في زنجبار.   

في بوابة المستشفى حيث يقف السيد وجنوده .. بعد كل هذا دخل إلى المستشفى وأرعب المرضى كل ذلك لأجل تصفية جرحى "الجيش الوطني".  
 
بعد أن مرت 20 دقيقة دامية سمعنا صوت "طائرات التحالف" تقصف الجيش الوطني والأمن في مدخل"مدينة عدن" نقطة "العلم" و "دوفس" وفي هذي الأثناء عدت منكسرا وحزينا وخائفا إلى المزرعة.   

وما إن وصلت إلى المزرعة وجلست فوق "تبه ترابية" أنظر إلى "جبل خنفر" وأشاهد عشرات الناس يطلعون إلى الجبل لأجل سرقة كل مافيه، وفي تلك الأثناء سمعت صوت رصاص من الجبل لأنه قريب منا! 
 
وما أن مرت دقائق حتى مر أحد الأشخاص فوق سيكل ..  وسألته هل أنت قادم من الجبل؟ ..  فقال : نعم     
كررت عليه سؤال آخر ماهذا الضرب الذي حصل ؟.. فأجابني وياريته ما أجابني ..!! قال طفلان بسن التاسعة كان معهم صندوق صغير فيه رصاص فطلب منهم أحد الجنود أن يعطوه الصندوق الذي تفودوه من الجبل  لكن الأطفال رفضوا يعطوه الصندوق .. وأول ما رفضوا "السيد" أخذ منهم الصندوق؛ لكن بعد أن قتلهم الإثنين. 

 
وللعلم الشخص كان يصعد الجبل لأجل يسرق مع الجماعه فوجد الاطفال وسرقهم وفوق كل هذا قتلهم بدم بارد ...!!

 
نعود إلى قصف الجيش الوطني في نقطتي "العلم ودوفس" بعد كل هذي الأحداث فتحت التلفون ودخلت أتصفح الفيسبوك وتويتر وأنا في قمة الحزن.. أثناء ما شاهدت الأخبار العربية والعالمية والمحلية تقول أكثر من 300 جندي وضابط سقطوا شهداء على أبواب مدينة عدن بطيران التحالف! 

 وأثناء ما كنت أتصفح شاهدت فيديو يدمي القلب من تصوير الإعلامي "عبدالرحمن المصري" كان التصوير واضحا وضوح الشمس أنه التحالف أتى لتحرير صنعاء من المليشيات الحوثية !!؟    

المزيد من علاء بن سهل