آخر الأخبار
عادات وتقاليد العيد في الأرخبيل
تشتهر في الأرخبيل عادات وتقاليد خاصة مع حلول الأعياد وهذه الطقوس منها ما هو مشتركة مع الشعوب الأخرى ومنها ما هو خاص بأهالي سقطرى.
وقد استوطنت هذه التقاليد سلوكيات سكان الأرخبيل منذ زمن ليس بالقريب وأغلب هذه الطقوس العيدية تميزها البساطة كما أنها قد تكون صورة منسوخة للمجتمعات اليمنية بشكل خاص والعربية بوجه عام مع شيء من الإضافات أو الاختصار.
هناك عادات وتقاليد ولدت في الأرخبيل لكنها انقرضت مع مرور الزمن وتأثر الأرخبيل بالثقافات المتنوعة التي اعتاد عليها وأصبحت مع الزمن ضمن العادات الأصلية للمجتمع.
يتجهز الناس للعيد ابتداء من دخول العشر الأخير من رمضان أو العشر من ذي الحجة بالنسبة للعيد الكبير فمن عادة الناس شراء ملابس جديدة لجميع أفراد الأسرة، وتغيير مفارش البيوت وبعض الأثاث ما استطاعوا؛ لذلك تكتض الأسواق في الأيام العشر، وينتشر الكثير من الباعة المتجولين وأصحاب البسطات بالإضافة إلى محلات التسوق الرئيسة.
يأتي الناس للتسوق من البوادي والقرى ومن المدن الصغير إلى العاصمة حديبوه والتي تعد مركز التسوق الرئيس، وهو عبارة عن شارعين أساسين بالإضافة إلى بضعة مراكز موزعة هنا وهناك بين الحارات وعلى طول امتداد الشارع الرئيسي، ولأن الأسواق محدودة وكذلك فترة العرض فإن الناس يتكلفون الشراء في أيام العشر الأولى خشية نفاذ البضائع أو نفاذ الأصناف والألوان المرغوبة على الرغم من ارتفاع الأسعار، بشكل لافت حتى أن أحد الدكاترة الأردنيون استغرب من ارتفاع الأسعار واصفا طمع التجار أن أسواقهم أغلى من الأردن التي تعد الأغلى عربيا على حد قوله.
ويبحث الناس عن المال بطرق شتى منهم من يتسلف ومنهم من يبيع شيئا من مقتنياته أو مواشيه ليواكب موجة غلاء الأسعار وليوفر لأهله احتياجاتهم أسوة بغيرهم فترى، لذلك تراهم وكأنهم على حال واحدة من النعمة.
ومن العادات القديمة قبل يوم العيد حلاقة شعر الذكور من دون سن البلوغ بشكل كامل(صفر) ويترك في مقدمة الرأس ضفيرتين على الجانبين يتم ازالتهما يوم زواج الشاب الذي يتم في سن مبكر عادة بحيث لا يتجاوز سن البلوغ، وكأن ذلك إيذانا أن الشاب خرج من عالم الطفولة إلى عالم الرجولة، وهي عادة تشمل الجميع بمن فيهم أولاد السلاطين، وقد انقرضت هذه العادة وحلت محلها هذه القصات الحديثة.
في ليلة العيد تعم الفرحة الكبير والصغير والذكر والأنثى ويقبل الجميع يجهزون ملابس العيد وتغسل غالبية الأثاث والملابس حتى الجديد منها، و يسمى هذا اليوم باللغة الدارجة:( شام دي مرحض) أي: يوم الغسيل، فيغتسل الكبير والصغير كما يبخرون ثياب العيد ويعطرونها ويتأكدون من أحجامها.
يجتمع الناس في المدن وفي القرى المتجاورة في مكان واحد وغالبا ما يكون في الأودية لتأدية صلاة العيد، مع ساعات الفجر الأولى فتتم الخطبة والصلاة في وقت لايتجاوز السادسة والنصف صباحا، ومن تم يرجعون بعد الصلاة إلى منازلهم لتجهيز موائد العيد.
وتشتمل مائدة العيد على كثير من الأكلات المتنوعة والمختلفة من بلد إلى آخر وزمن دون آخر ، ومن الأكلات القديمة مائدة الدخن السقطري يضاف إليه السمن أو تريد اللبن مع شيء من اللحم. و السائد حاليا طبق المعكرونة مع اللحم وبقية المشروبات والعصائر ومنهم من يكتفي بالأرز مع الدجاج أو الصيد...وخاصة في المدن.
كما تشتهر في العاصمة حديبوة خاصة أكلة فردية حيث يطبخ الأرز مع الصلصة بالإضافة إلى حبوب الفاصوليا الصغيرة وتسمى محليا (امبارازي) .
وقديما كانت توزع أطباق من الأكل في ليلة العيد عن كل طفل ميت على الجيران ويبدو أن الأمر مأخوذ من صدقة الفطر.، وفي عيد عرفة تذبح شاه عن كل فرد متوفى من العائلة إذا لم تتجاوز وفاته ثلاث سنوات و تسمى هذه العادة عرفيه.
وبعد الانتهاء من هذه الأكلات يبادر غالبية الناس إلى زيارة دويهم وأقاربهم في الحارات وبين القرى والمناطق وغالبا ما تتم الزيارة من الأولاد تجاه الأهل فتأتي النساء المتزوجات من خارج المحيط مع ازواجهن وأولادهن لزيارة الأهل والأقارب.
والتزاور عادة فرضها العرف السقطري ويعدها من الواجبات في العيد من الواجبات؛ لذلك يقبلون من مناطق بعيدة لزيارة دويهم مهما كلفهم ذلك من الجهد والمال. كما لا تقتصر زيارات العيد على الأهل فقط بل يعايد الناس من يمرون عليهم في طريق الذهاب أو الاياب والبعض يتعمد الزيارة ولو لم يكن له أقارب يزورهم.
وتتم تحية العيد بواسطة المصافحة وملامسة الأنف بالأنف، ويتبادلون بعده تهاني العيد تقال فيقول الزائر:" عيدكم مباركم" ويرد الحاضرون:" الله يعودنا سالمين"، كما يقول الزائر أيضا: من العايدين وهي دعوة يقصد بها الدعاء أن يعمركم الله ويمن عليكم بالصحة والعافية حتى نلتقي في العيد الآخر ويرد الحاضرون: "الله يعودنا سالمين" أو "عودنا الله سالمين غانمين" وبعدها يتبادل الطرفين السؤال عن الأحوال والأخبار ما طال بهم المجلس وحتى لحظة الوداع وتجلب مواد الضيافة وما يصحبها من عصائر وشاي وقهوة وتمور وغيره.