آخر الأخبار
اغتيال بصيص الأمل في سقطرى !
كان أمل فئة من الناس بتشكيل المجلس الرئاسي ورجوعه إلى اليمن كبيراً ولكن هذا الأمل خفت حين تناهى إلى أسماعهم رجوع المجلس إلى مقر إقامته في الرياض يقول أحد الناس معلقا على هذه العودة أن المجلس ذهب لإخراج زكاة الفطر وقضاء إجازة العيد ومن ثم يعود.
كثيرون هم الذين لم يشعروا بالارتياح للمجلس وقاموا بتحليلات عدة للوضع جلها مأساوية يائسة ما دامت السيطرة السعودية الإماراتية فاعلة وهؤلاء ليسوا سياسيين أو علماء إنما من عامة الناس.
وقد انسحبت هذه النظرة التشاؤمية على الوضع المحلي يقول أحد المغردين الشباب معلقاً بسخرية على قدوم سلطة الانتقالي إلى سقطرى برفقة الوزير سالم السقطري والوكلاء إن سقطرى من دونهم كانت بخير نزلت الأمطار وتلطف المناخ وانتشرت السحب بكثافة وعم الخير وحتى الكهرباء عملت بسلاسة وحين حطت أقدام هؤلاء في المطار انقشعت السحب وغاب المطر وانطفأت الكهرباء وحل الحر وهذا الأمر وإن كنا في بعض جوانبه غير صحيحاً إلا إنه يبين حجم اليأس الذي وصل إليه الناس من دور الحكومة.
وهناك مبررات لهذا اليأس فالأسعار في سقطرى لا مثيل لارتفاعها في أي محافظة فلم يحصل أي تخفيض في المواد الأساسية أو الملابس وغيرها رغم انخفاض العملة في الأسابيع الماضية.
ومن المضحك المبكي أن السلطة الواقعية أو سلطة الأمر الواقع كما يحلو للبعض تسميتها قامت بتسعير كافة الأشياء ولكن هذه التسعيرة كانت أغلى من البيع الواقعي للمواد و المضحك أكثر أن من يقوم بمراقبة الأسعار هذا العام مدرس تربوي كسب شرعيته من الحاق اسمه في كشوفات الحزام الأمني التابع للإمارات، وهي الشرعية ذاتها التي كسبها مدرس آخر للقيام بمهام ضابط أمن المطار ونحن لا نهتم لهذا أبدا وإن كنا نتطلع إلى قيام صاحب الاختصاص بمهام تخصصه لكن ما يهتم له الناس حالة المجاعة التي تهدد حياتهم وتصعب حصولهم على أساسيات حياتهم، فنظرا للغلاء لم يعد باستطاعة كثير منهم شراء المواد الأساسية وهذا ما جعل عشرات النساء والعجزة يترددون على بيوتات الناس في كل لحظة يطالبون بما جاد به الناس من زكواتهم.
ومن وجد من الناس مالا لشراء هذه المواد فإن عليه التفكير ملياً بنقلها إلى قطاعه وخاصة من يسكن بعيداً عن العاصمة فالموصلات أصبحت عسيرة ومحدود نظراً لارتفاع المشتقات النفطية حيث يتطلب ممن يذهب إلى قعره أو زاحق في جنوب الجزيرة مثلا أن يكتري سيارة بما لا يقل عن ستين ألفا.
والمعاناة كثيرة ومتنوعة في سقطرى على عكس ما يصور الأعلام وينشر من صور وتقارير عن توزيع المعونات على الناس على شاشته وبالغ في حجم ما يعطى من المعونات العينية والنقدية.
ذهبت مرة إلى السوق لشراء مادة السكر ودخلت محلا للمواد الغذائية فأخبرني التاجر عن سعر خمسين كيلو من السكر أنه بخمسين ألفا وكدت أن اشتري لكن رفيقا لي قال إن أسعار الماركت الإماراتي انقص قليلاً وككل اليمنيين فرحت أن هناك سعرا مقبولا وذهبت إلى الماركت وسألت الموظف عن سعر كيس أبو خمسين كيلو فذكر لي سعرا يقارب الأربعين ألفاً أخرجت فلوسي وقلت ناولني كيساً واحدا فقال اعطني أولا الكرت أو البطاقة الإماراتية فقلت لم أجلبها فقال أين تسكن فذكرت له حارتي فاعتذر مني وقال لا أبيع لك لأن مربعك ليس هنا يتوجب عليك الشراء من مربعك فقلت أنتم تبيعون أو توزعون هذه اجراءات التوزيع وليس البيع فقال العفو منك أنا موظف انفذ ما يملى علي.
المقال خاص بالمهرية نت