آخر الأخبار

الشامتين بثورة فبراير

الجمعة, 11 فبراير, 2022

الشامتين بثورة 11 فبراير، وهم ثلاث أصناف، محبطين وناقمين ومن سار على دربهم ، وحيثما وجدت المصلح، انحازوا معها .
 
وعليهم أن يعلموا أن نوائب الدنيا تدور، نذكرهم في زخم الثورة و ومشهد تقاطر للالتحاق بها، وذراعها الذي فتح  للجميع بدون فرز وتصنيف، وهي تعلم أن فيهم من المنافقين، وفيهم من الصادقين، على امل أن حالة الثورة وصمودها في وجه المؤامرات، وتصديها للثورة المضادة، كفيل بفرز المواقف وصلب المبادئ، و حقيقة الإيمان بفكرة الثورة وأهدافها .
 
ولازالت حالة الثورة قائمة، أربع سنوات كافية، لتعلن الثورة عن منتجها مخرجات الحوار، برنامج التحول المنشود، ومسودة الدستور، فتتحرك النقمة ( الثورة المضادة ) وتحشد المحبطين، و تجر في دربها كل ما هو سهل للشراء والإغراء .
 
وأعلنت الثورة المضادة في 21 مارس 2015م، يقودها رأس النظام البائد، الذي قامت ثورة فبراير لتغييره، وبالتالي تبقى فبراير ثورة الحق، و21 مارس ثورة النظام البائد، الثورة المضادة للحق، حقيقة لا غبار عليها .
 
ومن وقتها بدأت معاناة ثورة فبراير، في مواجهة أعتى نظام تسلطي استبدادي عفن، يستثمر كل تناقضات واختلافات القوى السياسية والاجتماعية والفكرية، ليجعل منها بؤر صراع سلبي مدمر، بدلا من أن تكون تنوع يثري الحياة، ويرتقي بها لمصاف المجتمعات المحترمة .
 
خلال الأربع سنوات من سيطرة ثورة فبراير على المشهد، استطاعت أن ترغم رأس النظام، أن يتنازل عن مشروع التوريث، المدعوم إقليميا، لينفذ رغبات أعداء الثورة الأم والجمهورية، من دول الحكم الأسري، الذي ترتعب من الهامش الديمقراطي في اليمن والتعدد السياسي، وحالة الارتقاء في التنمية السياسية، و المجتمع الحي و مقاومته لكل الانحرافات عن أهداف الثورة والجمهورية والمشروع الوطني، لصالح مشروع التوريث .
 
وخططا معا للانقلاب على ثورة فبراير، ودعم القوى الأكثر تعصبا وتخلفا وعنفا، لتحدث زوبعة تغرق بها ثورة فبراير وقيمها وأهدافها، وتطفئ شعلتها للابد، فوجدوا في الحوثيين اسلاف الامامة والكهنوت، بنسختها الموالية للثورة الخمينية، هم أكثر تعطشا للانقضاض على ثورة سبتمبر وأكتوبر وفبراير، لتعيد حكمها الكهنوتي لليمن، و اعتقد الغباء الإقليمي أن إنقاذ النظام، باستحضار الحوثيين للمشهد، وان من السهل احتوائهم .
 
فسلم السلاح للحوثيين، وفتحت لهم أبواب المعسكرات والمدن لينتقموا من ثورة فبراير، في ثورة مضادة، فقد الممون السيطرة عليها، وتحولت عبئاً، أوجد حرباً شاملة على اليمن لازالت تدور رحاها لم تبقِ ولم تذر .
 
ولم تمت فبراير ولم تستسلم، لازلت وهج يقاوم بشده، الحوثيين، والتحالف، سبع سنوات يديرون حرب استنزاف للثورة وقواها الحية، ويتفقون على استهداف تلك القوى، بنيران الأعداء والأصدقاء، وفي كل استهداف تزداد الثورة وهجا، ويزدادون الملتحقين بها، وأعدائها في انهيار.
 
الثورة تتصدى للتدخل السافر في شأن اليمن ، وتدعوا لحفظ السيادة والإرادة اليمنية الحرة، والعودة لمخرجات حوار ودولة اتحادية ضامنة للمواطنة، وتنفض من على كاهلها كل المنافقين والأفّاكين، وضعفاء النفوس والمبادئ والقيم، ممن خضع للإغراء والشراء .
 
واتجه الاستهداف نحو استثمار تناقضات الجنوب، والحرب على كل  ما يتعلق بالثورة، من سبتمبر وأكتوبر وفبراير، وانشأ تكوينات تحفظ الارتهان والتبعية، لفرض الوصاية على البلد،  تعلن علنا عن الثورة المضادة، على لسان سفير السعودية لدى اليمن، أن نظام صالح و أسرته هم وحدهم القادرون على تحرير صنعاء، وهذا يكفي ليفهم كل عقل فطن حجم المؤامرة .
 
لن تموت ولن تهزم فبراير، هي فكرة تعيش في وجدان امة وشعب تواق للحرية والعدالة والمواطنة، هي إرادة امة، قررت أن تعيش حرة ,لا تقبل الوصاية، وحتى وان اشتروا ذمم كل السلطات، ونثروا أموال العالم، و جنسوا البسطاء واستغلوا حاجة المحتاجين، ومارسوا كل وسائل الإهانة والإذلال، وتعذيب الناس في لقمة عيشهم وخدماتهم، سيأتي اليوم الذي تنتصر فيه فبراير، وتعلن عن إرادة الجماهير التي لا تهزم، أن غـداً لنـاظِـرِه لَقـريــبٌ”.
* هذا المقال خاص بموقع المهرية نت