آخر الأخبار

بن عديو كمشروع وطني

السبت, 25 ديسمبر, 2021

الوطن أكبر من أن يرتبط مصيره بوظيفة وشخص , وحزب سياسي أو مكون ثقافي أو اجتماعي , أو فكر أراد الاستحواذ والاستئثار به , الوطن هو البوتقة التي تجمع الجميع كشركاء محفوظي الحقوق والكرامة, دون تمييز وإقصاء وتهميش واجتثاث.

  الوطن فخر وانفة و مصلحة عامة , تتجاوز كل المصالح الضيقة , والأنانية , الوطن له حب من نوع خاص تهيج فيه العواطف الوطنية للأرض والإنسان والهوية , متحديا العالم , لا يقبل التبعية والارتهان .

  الوطن (جبهة داخلية ) في مجتمع متماسك , إنها سر قوة المشروع الوطني العادل , والقدرة على مواجهة الأخطار المحيطة , والقوة الكامنة على التصدي للأطماع والدسائس والمؤامرات , والتحام الجميع بثبات على الحق , وعنادهم بالولاء والانتماء , انه استنشاق رائحة التراب وشاهد على الهوية .

  وشر البلية على الوطن , هو الارتهان للخارج , والتبعية لصراعات إقليمية أو دولية , وأن يتحول فصيل في الوطن كلاب حراسة أطماع ومصالح الخارج , إقليميا أو دوليا , فيتحولون الدهاقنة الفعل السقيم , بفرز شركائهم والتخوين , ونسيان الهوية , والتماهي مع مشاريع تدميرية , وتسليم الأمر للطامعين بوطن , والقبول استباحت أعراض ومقدرات وكرامة امة ومصير شعب جاع بمخطط جهنمي , غرفة عملياته في الإقليم , وأدواته دهاقنة شر البلية .

  وشر البلية ما يضحك , أن يصدق البعض , أن الرجعية , ستقدم له دولة مدنية , وأن الخارج سيكون أرحم عليه من شركاء الداخل , و تنطلي عليه سيناريو الدعم لاستعادة دولة كانت كابوس تاريخي للداعم , فيجد نفسه وصمة عار على امتداد الزمن والوطن .

  لم يعترض شرفاء اليمن على تغيير المحافظ محمد صالح بن عديو كشخص , بل يعترضون على التخلص من الاوفياء في التكوين الأشم , وعلى المخلدون في مواقفهم مع الوطن , وعلى الصادقين والمخلصين للقيم والأخلاقيات الوطنية ,وعلى الصامدين في وجه التقلبات والتجاذبات التي تضر بالوطن , و القابضون على الهوية . اعترض مبني على مشاهد أمامهم نموذج عدن وسقطرى , ومحاصرة المرتكزات الاقتصادية والمؤسسات الحيوية , والتضييق على مصادر الدخل القومي , وإطلاق الفاسدين للعبث بالإيرادات , وتعطيل كل ما يتعلق بالدولة , وخلق معوقات الموازنة والاستقلال الذاتي , وإطلاق العنان للفوضى والعنف واللا دولة لتعكر صفو الحياة , كان لابد من التخلص من بن دغر , والميسري , وثم الجباري والجبواني , لا لشيء إلا لأنهم قالوا لا للمساس بالسيادة , وقالوا إن الوطن أغلى من دراهم ودولارات التوظيف السياسي القذر .

  مهما اختلفنا مع كل واحد منهم , فسنجد أننا نتفق معهم في وحدة وسلامة وسيادة وطن وكرامة أمة , ونقرأ معهم المشهد بوعي وحرية وعقل ومنطق . ونلاحظ أن التحالف يحن لقمامات النظام السابق , يحن لموظفين قبلوا ويقبلون العمل ضد مصالح الأمة والوطن , للحصول على مصالح خاصة أنانية , وأنهم مستعدون يكون الوكيل الأكثر سوءا من ذلك النظام , ويبيعون وطن ببخس .


  نتفق معهم ان التحالف يلعب  بالأغبياء ويستخدمهم , ويروج لهم وهم يداعب أحلامهم القديمة وتطلعات تجاوزها الزمن , واستطاع أن يصنع منهم شر البلية , وصاروا أضحوكة , وهم يلبسون العقال , وقبول تغيير جنسيتهم , مع التنازل على الهوية  المتجذرة  . محمد صالح بن عديو بالنسبة لنا , ليس شخص , بل مشروع , وموقف , وقيم وأخلاقيات, ومثال يحتذى به , هو رمز لوطن نتطلع إليه .

  إن قبل الرئيس التفريط ببن عديو , فقد فرط في مشروع الدولة الاتحادية , فرط في الشرعية , وأعلن انضمامه للطرف الآخر المستهدف اليمن وسيادته وإرداته , وفرط بالمرتكزات الاقتصادية , ومصدر الدخل القومي , وارتهن للتحالف , ومن خلفه العالم المنافق. 
  المقال خاص بموقع المهرية نت