آخر الأخبار
أيها المترفون!
﴿وإذا أرَدْنا أنْ نُهْلِكَ قريَةً أمَرْنا مُترفيها فَفَسَقوا فيها فحَقَّ عليها القولُ فدَمَّرْناها تَدْميراً﴾ ، بما يعني أنّ المترفين هم سبب إنزال العذاب الإلهيّ على المجتمعات، وإهلاكهم وتدمير مقدّراتهم بما كسبت أيديهم , وما ينتجه منهجهم , فالناس مسؤولون عن فسادهم وعن إصلاحهم بمقدار ما يمارسون من مسؤوليات.
والمترفون في بلدي هم من يحكمون قبضتهم اليوم على الأرض , و يطحنون المواطن بجشع وطمع ترفهم.
المترفون في بلدي , رواتبهم بالعملة الصعبة , ورواتب حراسهم وجنودهم بالعملة الصعبة , ونثريات تأتيهم من كل أطراف الخارج الداعمة للصراع , و بالعملة الصعبة , و مضاف اليها كم من رواتب أسماء وهمية , في الحراسات والمعسكرات والمؤسسات التي تحت امرتهم , تزعزع أمن واستقرار البلد .
المترفون تصل لأيديهم ميزانيات ضخم كرواتب وموازنة تشغيل وتغرير , يشترون ويبيعون كل شيء , سماسرة خيانات , ذمم وضمائر , قيم وأخلاقيات , أعراض واراضي , و المضاربة بالعملة الصعبة التي بأيديهم .
ضرب العملة المحلية , هو ضرب المواطن البسيط , الذي يستلم راتبة بتلك العملة المضروبة , وبالتالي يطحن بضربات متتالية من المترفين , العملة التي كلما هبطت ارتفع منسوب رواتبهم , ونثرياتهم , وميزانيات مؤامراتهم على المواطن , ورواتب ادواتهم الفاعلة على الأرض , هم المستفيد والمواطن المتضرر الوحيد .
هذا الترف في المضاربة بالعملة , أهان الجندي من الجيش العتيد الذي قضى عمره في خدمة الوطن كان جنوبا أو شمالا , وأهان كوادر وموظفي مؤسسات الدولة , وأهان المعلم والتربوي الذي أفنى حياته يبني أجيالا متتالية , وللأسف تخرج من مدرسته بعض المترفين , من المستهترين والفاشلين والفوضويين , صاروا اليوم في قمة المشهد , يحكمون ويتحكمون بحياة شعب وأمة, يبتزونهم بالقوة , ويخضعونهم بالبندقية , ويستحوذون بمقدرات وطن وحياة شعب بالعنف , بإذلال وإهانة كرامتهم , وكأنها ردود أفعال نفسية , او مس شيطاني .
والنتيجة وضع غير طبيعي وغير صحي , انقلبت فيه المعايير , وسقطت فيه القيم , وتفسخت فيه الأخلاقيات, لأن أدواته من المصابين و المبتدئين والغير مؤهلين وعديمي الخبرة , خالون من الوعي القيمي والأخلاقي , مصالحهم أن يكونوا فوق كل شيء , رواتبهم هي الأعلى , ورواتب الآخرين هي الأدنى , حياتهم تختلف عن حياة العامة , اهتموا في مصالحهم على حساب مصالح العامة , العامة من البسطاء , الذين عصرتهم الحياة , وقدموا شبابهم لخدمة وطن , لم يفكرون يوما بالترف , هم أصحاب الخبرات والمؤهلات , اليوم رواتبهم لا تفي باحتياجاتهم اليومية , هي الأدنى , وهي التي تتعرض للسقوط مع كل ارتفاع لرواتب المترفين , والبعض لا يستلم راتب إلا كل ستة أشهر , هم الذين يقدمون دمائهم في الجبهات , ومن بلغ في العمر عتيا , يقتله المرض , أو الجوع , أو قهر الحاجة , وأبنائهم وقود لحروب المترفين , يموتون ويتركون أسرهم في سلة مهملات سلطة الترف .
معركتنا إذا أيها المطحونين , مع المترفين سلطة و فساد وجشع , هم من صنعوا ظروف وبيئة واقعنا اليوم , هم الانسان الغير مناسب في مكان لا يناسبه , هم من ذل كل عزيز قوما , هم من طفش بسببهم البعض وهاجر بحثا عن وطن خالي من المترفين , ومنهم من رحل من الدنيا لرب غفور وهو خير الراحمين .
هذه معركتنا , وهؤلاء هم روادها المترفون المعروفون بسيماهم ومعيشتهم وبذخهم , وتسلطهم وطغيانهم , و لامبالاتهم بحال الناس البسطاء , تركوهم عاجزين عن الإيفاء باحتياجات أسرهم المعيشية , وتوفير متطلبات تدريس أبنائهم , أو حتى بقائهم على العيش كم شهر قادم , فاحذروا غضب الله وغضب الشعب , والله المستعان.
المقال خاص بموقع المهرية نت