آخر الأخبار

مهرجان خريف نوجد بسقطرى.. ابتذال في الأسئلة والعرض وامتهان للكرامة

الاربعاء, 11 أغسطس, 2021

برعاية إماراتية وبتمويل من خلفان بن مبارك المزروعي وشلته من الساسة الإماراتيين يقام في كل عام مهرجان خريف نوجد في منطقة المحطة جنوب محافظة سقطرى وهذه المرة الثالثة للمهرجان.   وتستوفد الإمارات لتنفيذ هذه المهمة الضابط الأمني السقطري الإماراتي الجنسية المدعو أبو حميد عبد الله المهري والذي انتسب إلى المهرة من غير صلة تربطه بها بصفته إعلامي يهتم بالشؤون السقطرية فقد كان يحمل كاميرا مذ زيارته الأولى إلى سقطرى وبذلك تمكن من تصوير نفسه تارة على ظهر صخرة أو بجانب شجرة مميزة أو مع حيوان... وترعرع على هذه الشهرة الإعلامية مع أنه لا يمتلك شهادة إعلامية.


  ارتقى الرجل يبتغي المكانة الإعلامية بأي ثمن حتى وصل إلى الهيام بحب إسرائيل وتمنى زيارتها وألف أغنية خذني زيارة تل أبيب؛ ولسنا هنا بصدد الحديث عن الرجل وتجاوزاته ولكن لكونه لم يتحرج من القضية المصيرية لدى العرب والمسلمين فكيف يتحرج من السخرية بعجوز سقطري جاهل أو من التهكم بامرأة فقيرة أو طفل لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا وقد ظن هؤلاء فيه أنه يدعمهم ويغدق عليهم العطاء وهم لا يعرفون شيئا عن التجارة الإعلامية وسقطرى الحديثة على التوتير والمقاطع المضحكة على التيك توك واليوتيوب وغير ذلك التي تنشر صور هذه المهرجانات وفيديوهات أولا بأول.

  العديد من المشاهدات والتجاوزات في مهرجان نوجد هذا العام أمعنت في السخرية والاستهزاء ومن أمثلة ذلك سؤال وجه لأحد الحضور. هل نزلت سفينة العيسي أم لم تنزل؟ فأجاب على الفور لم تنزل وهو لا يدرك الخلفية السياسية لهذا السؤال ولا استثمار تلك الإجابة والاحتفاء بها، ومن ثم أي تجهيل هذا إلا يوجد في قاموس الثقافة أو التراث والشرائع والفقه والسير سؤال يطرح على الرجل إلا هذا أم أنه يكفي فقط أن المتسابق يحصل على جائزة مالية وللإعلامي أضعافها من أصل المبلغ.

  كذلك يطلب من بعض الشيبان التصارع لفترة وجيزة ومن تم يمنحوا مبالغ مالية لا تزيد على أربعين ألفا غاية في الاستهزاء بعقول الناس إلى حد كبير مع أن بعض الكتاب يبرر لهم صنيعهم هذا أنهم يريدون مساعدة الناس بتلك الطريقة ولو أنهم أرادوا ذلك حقا لاختاروا الضعفة والمعوزين. 

  وقد تطور العرض هذه المرة فصار المهرجان كوكتيلي أو كشكولي يجمع الرجال والنساء والصغار والكبار برغم زهادة العطاء.
    مسكينة هي تلك المرأة التي تعفر ثيابها وجسمها بالتراب وترقص على غير معرفة أو تطبل وهي لا تجيد لتصير مسخرة الناس على وسائل الإعلام والإنترنت فهي لا تنتظر غير حفنة من المال تواجه بها قسوة الأوضاع الراهنة.

    ومن ضمن فقرات العرض فقرة الأفضل والأكبر أفضل الثمار وأفضل التيوس وأكبر جمل وأجمل ناقة وما إلى ذلك وهي ثقافة خليجية لا وجود لها في سقطرى والإقبال على المهرجان هذه المرة غير كبير حيث عزف كثير من الناس عن المشاركة كونهم يرون أن المشاركة مخسرة أكثر منها مربحة فمنطقة العرض بعيدة تكلف أجر الوصول إليها مبالغ باهظة والقائمين على المهرجان لا يدفعون شيئا سوى للفائز ما عليهم سوى الاستمتاع وتجهيز أدوات التصوير، وبالنظر من زاوية أخرى هناك خطورة قد تخسرك مالك فلازال الناس يذكرون ما حصل العام الماضي عندما فازت إحدى النوق بالمركز الأول فأعطوا مالكها ما يقارب ثلاثمائة ألف ريالا يمني وفي اليوم التالي غدا في الصباح ليجلب حليبها لعياله فوجدها ميتة فرجع بآنيته فارغة إلى عياله وعم الحزن في الدار فندم أشد الندم. 

  وكذلك ما زال في ذاكرة الناس ما حصل في مهرجان الزواج العام الماضي حيث التزم الإماراتيون للشباب بدفع عشرة ألف درهم لكل عريس وبناء على ذلك استدانوا جهازهم للعرس وعند التسليم سلموا لهم ظروف فيها ما لا يزيد على ثلاثة ألف درهم فقط والناس في ترقب هذا العام من الذي تجود به هذه الظروف. 

  وفي المسابقات هذا العام كانت فكرة السيادة والموالاة حاضرة بمعنى لابد أن يفوز الموالي لهم على غرار ما نسمع عندهم في قنواتهم قولهم تحصلت ناقة الأمير على المركز الأول وهذا ما حصل في المهرجان فقد فاز تيس شيخهم وفازت ناقة الرجل الذي نصبوه شيخ المشايخ سليمان شلولها بالمركز الأول بوصفها أجمل ناقة ولو افترضنا انها الأجمل فعلا فلماذا يزاحم الشيخ شلولها الناس ويسلبهم هذا الفتات ألم يكفيه ثلاث سيارات فارهة وراتب وكذا كذا ومساعدات ومعونات تقدم له باسم سقطرى وربما جال في خاطر الشيخ شيء من هذا الاكتفاء لكنه لا يجرؤ على المعارضة فالأمر غرس ثقافة لابد من تنفيذه. أخيرا مازال المهرجان قائما والأيام تخبرنا عن مسلسل من الاستخفاف بالعقول قادم في ظل حكومة مغيبة وتحالف ساكت وغازي خبيث. 
    المقال خاص بموقع المهرية نت     

المزيد من محمود السقطري