آخر الأخبار
وفاة عميد أطباء سقطرى قضاء حاضر أم أمر مقصود وتقصير جلي
في صبيحة يوم السبت الموافق 10/7/2021م فجعت سقطرى برحيل عبقري من عباقرتها في المجال الطبي وهو من أوائل الأطباء في الأرخبيل منذ الثمانينات وقد كرس جهده لمعالجة الناس في الأرخبيل منذ لحظات تخرجه في ظروف حرجة من ناحية الاستعدادات الطبية وقد نال ثناء الجميع وحبهم من العمال والدكاترة وعامة الناس السقاطره وغيرهم و قد تم ترشيحه في غير ما مرة إلى مناصب سيادية في المحافظة إلا أن هناك أيدي تقف في طريق صعوده وربما القدر كان يحيده لخدمة ضعفة الناس ومساكينهم في المجال الطبي.
ظل سعد القدومي وفيا لمهنته في المجال الطبي وتعاون مع كل الجهات والمنظمات لإنجاح العمل الطبي دون النظر إلى انتماءاتها وأغراضها ولم تستطع أي منظمة أو هيئة طيبة الاستغناء عنه منذ التحاقه بالعمل إلى حين وفاته.
يوم حزين جرحت فيه القلوب وسالت فيه المآقي واكتسى السندس بالسواد والنور بالظلام ذلك اليوم الذي نعي فيه الدكتور القدومي ولذلك امتلأت الصفحات كل الصفحات بالتعازي والصور القديمة والجديدة للمرحوم وكثرت الكتابات ممن يجيد ولا يجيد ممن يعرف ولا يعرف ولسان حاله يكفي أني عبرت عن حبي لهذا الرجل وليشهد التاريخ والدين والرحمن على ذلك وبذلك نال الرضا الأرض ونرجو أن ينال رضا السماء فالناس شهداء الله في أرضه.
يقول أحد الأساتذة لقد خسرت سقطرى برحيل القدومي الرجل الذي ينزل إلى مستوى الجميع فيخاطبه بلغته ولذلك رضي عنه العجوز الذي لا يجيد العربية وأحبته المسنة والشابة المستحية التي تحرج من التعبير عن مشكلتها إلا بلهجتها وفوق ذلك يضفي على معاينته نوعا من الدعابة والمرح فيخرج المريض من عنده مسرورا على الرغم من ألمه وحقا إذا كان الأطباء ملائكة الرحمة في الأرض فإن هذه الصفة متجذرة في سلوكيات الدكتور القدومي وأخلاقه.
مشهد جنائزي ضخم وسيل جارف من البشر رافق جثمان الدكتور القدومي إلى مثواه الأخير يحيط بالناس الوقار والسكينة وتلهج ألسنتهم وقلوبهم بالدعوة له بالمغفرة والرحمة ونزول روحه دار الفضيلة عند ربه.
هناك تساؤلات كثيرة حول ظروف موت الدكتور سعد القدومي فمن الكتاب من يلقي باللوم على قصور المشفى في الاستعدادات الكافية ومنهم يلوم الجانب الإماراتي لماذا لم يجلبوا طائرة لإسعافه إلى الإمارات كما حصل لكثير من الحالات الحرجة خاصة وأن الرجل يرقد في العناية منذ ثلاث ليال حتى وافاه الأجل في الليلة الثالثة لكن ربما يصدر اللوم نفسه أو أكثر منه لو تم اسعافه ومن ثم حل القضاء به.
ومنهم من يشك أن وراء الأمر يد خفية تريد أبعاد العباقرة من سقطرى إما بالإبعاد القسري الغربة أو بالقتل بأيدي خفية ويستدل على ذلك بالكثير من الشخصيات المهمة في سقطرى طواها الموت وغيبتها الحفر في ظروف غامضة ولحظات سريعة ولا ندري ما صحة تلك المزاعم أو تلك لكن ما نعلمه حقا أن الأجل قد حل وأن أمر الله لا مرد له سائلين الله أن يمن عليه بجناته ويجعل في ذريته خلفا له.
المقال خاص بموقع المهرية نت