آخر الأخبار

خذوا العبرة وحافظوا على استقرار شبوة

السبت, 26 يونيو, 2021

كنت في موكب كبير في فبراير 2018 متوجها إلى ساحل شبوة لوضع حجر الأساس لميناء قنا التجاري، وفي الرضمة حبان وجدنا أكثر من خمسمائة جندي تابعين للنخب التابعة للإمارات مع الدبابات والمصفحات والأطقم على جانبي الطريق، وكان يرافقني قادة عسكريين وأطقم وأكثر من مئتي جندي ومرافق مسلح.
  كان جنود ما يسمى بالنخبة صغار سن ومرتبكين فقد قيل لهم أن مجاميع من القاعدة ستمر من هذا الطريق وعليهم الاستعداد لخوض المعركة، كانوا قد نشروا بعد النقطة الأولى حوالي عشرين نقطة أخرى، وفي النقطة الأولى أوقفونا وذهب اثنان من قادة الأولوية المرافقين لي للتفاوض معهم الا أنهم رفضوا وقال قائدهم ممكن تتواصلوا بالقائد الإماراتي في بالحاف إذا تريدون العبور، عاد القائدان العسكريان إلى عندي وسألاني القرار فقلت لهما نحن وفد مدني في مهمة تنموية سنعود فقال أحدهما ولكننا حكومة ماذا سيقول عنا الناس فقلت لهم يقولوا ما يقولوا ولا تسيل قطرة دم في معركة بين أبناء شبوة.
  عدنا أدراجنا فسألني بعض الأخوة الركاب معي في السيارة أن كلام القائد كان وجيها فقلت لهم أن هذه معركة أن جرت سيطرب لها عيدروس الزبيدي وشلال وهاني بن بريك وسيرقصون على نخب دمائنا حتى ولو انتصرنا على هؤلا الجنود الشباب، لا يهمهم شبواني واحد لذلك نحن أوّلى بحفظ دماء أبنائنا وأن كانوا في النخب التابعة للإمارات.
  جنود النخب كانوا تشكيل عسكري منظم يتلقى أوامر من قيادة محددة وإن كانت هذه القيادة إماراتية وكان هذا التشكيل غير شرعي فإنه موجود على الأرض والناس تعاملوا مع النخب بإيجابية رغم معرفتهم بخطورة تلك التشكيلات القبلية، كان يقود تلك النخب شباب ليس لهم خلفية عسكرية ولا خبرة قتالية فقط يقودهم الحماس والبعض منهم تقوده حاجته المادية.
  كان لديهم 13 لواء بقوام يزيد عن أثني عشر ألف جندي وكانت القوات الحكومية داخل عتق لا تتجاوز الثلاث مئة جندي لكن الفرق أن جنود الحكومة كانوا مدربين ويدافعون عن الدولة. عندما دفع عيدروس وهاني وشلال بهؤلا الجنود للمعركة رغم جهود قيادة المحافظة بأن تبتعدوا عن إشعال الفتيل في شبوة وصل حد التوسل.. للأمانة بعضهم رفض دخول المعركة لإستشعاره فداحة الجرم في القتال بين أبناء شبوة لا لشي إلا لإرضاء ضباط الإمارات والمناطقيين في عدن، نشبت المعركة مع البعض الآخر وتم حسمها لصالح قوات الدولة في ساعات بخسائر محدودة جدا، ثم وصلت قوات مناطقية  من عدن بقوام لوائين تم تدميرهما عند أبواب عتق قتلا وجرحا وأسرى ولم يعد منهم الا القليل فر هاربآ. أصبحت الدولة هي صاحبة القرار في شبوه لا شريك لها كما كان الوضع في عصر النخب لذلك كان من الواجب عليها فرض سيطرة الدولة على كل شبر في المحافظة وهذا ما قامت به قيادة المحافظة.

أكتب هذا لأنبه أبنائنا الذين لازالوا يتبعون ما يسمى الانتقالي في محافظة شبوة أن يأخذوا العبرة من هذا السرد وأن يحافظوا على استقرار شبوة وحفظ دماء أبنائها لأنكم أن تورطتم في الصراع مع الدولة وأجهزتها العسكرية لن يرقص طربا إلا المناطقيين في عدن الذين يكنون لشبوة كل الحقد ليس منذ أن ألحقت بهم الهزيمة المرة في أغسطس 2019 لكن من قبل ويناير 86 خير شاهد على العلاقة الحميمة الطيبة بيننا وبين هؤلا..
أي سياسي لابد أن يقرأ الأحداث جيدا فالتاريخ معلم جيد كما تقول الحكمة ويستفيد ويفيد وهذا ما نأمله منكم.

 وزير النقل السابق صالح الجبواني في صفحته على فيسبوك

المزيد من صالح الجبواني