آخر الأخبار
أسوأ عام تشهده سقطرى
تتجدد في كل عام في مثل هذه الأيام مشاهد الأزمات الغذائية الحادة والطوابير الطويلة على المحال التجارية لاقتناء المواد الغذائية الأساسية بالإضافة إلى مادة القمح ونخالة الشعير سيناريوهات لمشاهد مأساوية صارت لازمة من لوازم العقد الأخير من الصيف وعلى طول امتداد فترة فصل الخريف لكنها هذا العام زائدة عن كل الأعوام فقد كانت السلطات السابقة تساهم ولو جزئيا في الحد من الأزمات أما حاليا فقد قرأ الناس الفاتحة على روح السلطة وكفنوها وغسلوا أيديهم منها.
وفي التاريخ نسمع عن تركة الرجل المريض وهذا الوصف يتحقق على حكومة الرياض بصورة أوضح وعلى سلطة الانتقالي في سقطرى أكثر من تحققه على من قيل فيه فكل إنسان في الأرخبيل سلطة نفسه ولا أثر ولا رائحة ولا صوت للدولة وليت السلطة ماتت هذه الموتة وحسب بل هي يد اضافية من أيدي العبث والفساد
فهناك مدراء إدارات حكومية رفيعة ومسؤولين في المحافظة أوكلت لهم مهمة الرقابة على السلع وعلى الأسعار يتفقون مع التجار على زيادة الأسعار لصالحهم ويغلقون بعض المحلات التجارية حتى يتم منحهم بعض المال.
وقد شارك التجار أيضا بنشر الدعايات عن توقف توريد البضائع إلى سقطرى حتى يستنفدوا بضائعهم وهذا ما جعل إقبال الناس مكثفا على الأسواق يحاولون جاهدين الحصول على المواد الأساسية ( الدقيق والسكر والشعير والأرز).
يتوقع بعض الناس أن هذا العام سيكون أسوأ عام تشهده سقطرى منذ ما يقارب عقد من الزمن فبالإضافة إلى انعدام المواد الغذائية هناك موجة عاتية من القحط توشك أن تؤدي بالثروة الحيوانية إلى الهلاك إن لم تطال الإنسان.
والبعض يرى على سبيل السخرية أن ذلك بركة من بركات حكومة الانتقالي التي أعدمت الرواتب والدعومات واعتدت على الحكومات ولخبطت الاستقرار وقضت على المعسكرات وباعت الذخائر والأسلحة وأفشلت الصحة والتعليم فلم يبق عليها إلا أن تساهم في انعدام الثروة الحيوانية والنباتية فلن تجد مياه ولا أعلاف ولا مواد غذائية تخص الحيوانات.
قال لي أحد البدو أنه إذا لم تنزل أمطار خلال الفترة القصيرة المتبقية على هبوب الرياح والتي لا تتجاوز أسبوعين ستكون هناك مجاعة فعلية على الجميع سواء على من هم في البادية أو في المدينة حيث يقدم الناس على شراء جميع المواد الغذائية حتى يتمكنوا من تغذية مواشيهم مهما كلفهم ذلك مبالغ وأموالا طائلة وهذا ما يجري هذه الأيام فقد رأينا من هؤلاء من يشتري حمولة ثلاث قلابات وقد حدثني أحدهم أنه اشترى ثمانين كيسا من الدقيق بما يقارب اثنين مليون ريال كلها للمواشي فقلت له من أين تجلبون مثل هذه المبالغ فقال لي سوف أعرض سيارتي للبيع إن لم أتمكن من التسديد.
في وسط هؤلاء الناس الذين يضطرون لشراء كميات كبيرة لانقاد مواشيهم هناك أناس لا يتمكنون في الأيام العادية من شراء كيسا واحدا من الدقيق ولا يستطيع أن يستدين أو بالأصح لا يدينه أحدا وفوق ذلك لم يصرف له الانتقالي راتبه لذلك منهم من باع ذهب امراته ومنهم من باع شيئا من الدار ومنهم باع مقتنياته الضرورية حتى يضمن قوت عياله خلال الفترة القادمة.
ونتاجا لهذا الفشل صدرت في هذه الأيام دعوات وأهازيج وأغاني ضد حكومة الانتقالي ملأت وسائل التواصل الاجتماعي وترددت في المحافل والأندية والمقايل. تسمها بالضعف والفشل وتدعوا على قاداتها بالزوال.
المقال خاص بموقع المهرية نت