آخر الأخبار

ماذا عليهم لو؟

الأحد, 30 مايو, 2021

   أسئلة كثيرة تطن في الأسماع وتشغل الأفكار حول مستقبل البلاد اليمن التي حكم عليها اليائسون والمحللون وقراء الأحداث أنها تراجعت إلى الخلف مئات السنين وحكم عليها آخرون أنها بلاد الهاوية و الحفرة والمطبات وما إلى ذلك من الأحكام .
 وعلى طارئ ذكر الحفرة اشتهر حاليا عمل درامي تركي باسم الحفرة وليس هذا من قبل الإعلان أو الترويج للدراما لكني استغربت سعة انتشاره فأين ما وجهت نظرك ترى الشعار مرسوما في الزوايا والملاعب واحتل الصدارة على وسائل النقل والمحال وإذا كان من علاقة بين موضوعنا وهذا العمل فهي أن أحداث هذه الدراما تحكي عن حي من الأحياء التركية تعاونت قوى عديدة لكسر روح المحبة والتعاون بين أفراد الحي ورغم فقرهم وحاجتهم إلا أنهم أبو الاستسلام وهذا ما لمسته في كثير من الشباب في سقطرى فقد قال لي أحدهم سنظل نقاوم ولو اجتمعت كل العالم ضدنا وقال آخر هناك شعار جميل في الحفرة حبذا لو نحوله لصالحنا فنقول (عبدربه أبو الكل واليمن بيت الكل) ومثل هذا ينبغي أن يترسخ في كل محافظة ومنطقة وحي.

 ليس من أهدافنا الإعلان للمسلسلات أو الترويج لها لكن هذا الكلام نتج من محاورتنا للشباب وهو فاكهة العرض والطلب حاليا وهو حديث المجالس ولعله مندوحة لهم للخروج من الواقع المعاش.

 وبعد هذه المقدمة لابد من العودة إلى الموضوع الرئيس وهو تساؤل مفاده ماذا عليهم لو؟ وفي القرآن الكريم نجد سؤال بنفس الصيغة لمشركي مكة (وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر...) وجاء الجواب في آية أخرى لتعريف الناس بالامتيازات الناتجة عن الإيمان (ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير...)

وعلى غرار هذا السؤال نود نوجه أسئلة للتحالف ولنفترض أن بيئة هذه الأسئلة سقطرى قياسا على بقية المحافظات اليمنية فنقول: ماذا على التحالف لو أنه أرسى الأمن في الأرخبيل ووقف في وجه كل المليشيات الخارجة عن القانون والدولة وأوقف كل دعوماته عنها؟

ماذا على التحالف لو أحكم سيطرته على الأطراف المتصارعة ووضع خطوطا عريضة لا يمكن المساس بها؟  
ماذا عليهم لو أن كل الامكانات والمعونات والأموال النقدية المقدمة من الجانب الإماراتي تصرف في الجوانب التطويرية والخدمية؟

ماذا عليهم لو نبذوا الاحتكار والتضييق وفتحوا أبواب الخدمات فوفروا الغاز والكهرباء والمشتقات النفطية والأدوية بشكل دائم وبحسب الحاجة؟  

ماذا عليهم لو أنهم عملوا بمبدأ غرس المحبة والتعاون مع الجميع وتركوا تكبرهم وغرورهم على الضعفة والمساكين؟
ماذا عليهم لو أنهم عملوا مع كل أطياف المجتمع دون النظر إلى أي اعتبارات مذهبية أو عرقية أو مالية أو سياسية حزبية؟
والحقيقة هي أسئلة كثيرة وكل تساؤل تتفرع عنه أسئلة أخرى عديدة وقد تكون بديهية ومستهلكة ترددت كثيرا لكن نكاد نتفق على أن نتيجتها واحدة وهي لو أنهم قاموا بذلك لحل السلام والأمن والتعاون والحب بين التحالف وكل أطياف المجتمع ولـتحقق لهم ما أردوا من أهدافهم ولو كانت تتعارض مع سياسية الحكومة بل من المتوقع أن يسحبوا بساط ثقة الشعب بالحكومة لصالحهم وحينها من المحتمل أن تصبح سقطرى الإمارة الثامنة من إمارات أبو ظبي وستكون العلاقة متينة بين سقطرى والسعودية.

   ولكن ربما القدر لم يرد ذلك وربما غرورهم السياسي أوهمهم أنهم قادرون على فعل أي شيء فركنوا على دهائهم واستكانوا إلى خططهم واعتمدوا على أموالهم فكانت النتيجة المؤكدة أن 90% من الشعب يرى أن التحالف محتل وماكر ومستثمر وقاتل لا يعرف العرف ولا يقر بالشرع والدين وذهبت الثقة إلى أقصى هوة ليس من المستطاع تداركها فقد أضرت السياسية اضطرت سياستهم بهم وانقلب سحرهم عليهم ومن المتوقع  أن يتصاعد العداء بين الطرفين ولن يقف عند حدود ما عهدوه من قبل  
   أخيرا لا يليق أن نلقى باللوم على التحالف وحده بل نحن من تسبب بنتائج هذه الأسئلة فالتحالف يخطط ويمكر ونحن أدواته ومن يأتمر بأمره ولم نستطع الإدراك أن عز أرضنا بأيدينا واستخفاف الآخر بنا سبقه الاستخفاف بأنفسنا فصار البعض يكسب حظوته وقوته وسلطته على أنقاض الآخرين وأشلائهم وهو ما أوقعنا جميعنا في الحفرة ولا نجاة منها إلا بوعينا ووقوفنا مع الأرض وحفاظنا على العرض والدين وألزمنا المحتل خرزه.

المقال خاص بموقع المهرية نت

المزيد من محمود السقطري