آخر الأخبار
من مشاهداتي في العيد
صور من الصمود والبطولة نراها تتجلى في كل بيت وحارة وفي كل صعيد تجمع فيه الناس للفرح والابتهاج.. الكل فرح الطفل والصغير والكبير والذكر والأنثى، في حين لا فرح الكل يبدو مبسوطا في ساعة تتجلى في بواطن ضمائرهم بوضوح تام أنها صور العسر والإقلال والديون.
وبالرغم من القسوة والحرب والمجاعة والحرمان والدمار والشتات والمؤامرات المتوالية إلا أن الناس لابد أن يمارسوا طقوسهم العيدية والعبادية لا يسمحون أن ينال منهم المتربص بغيته.
من أين جلبت أيها المسكين صدقة زكاة الفطر وأنت أحوج الناس إليها أين وجدت المال حتى كسوت عيالك أجمل الملابس أين ومتى وكيف أسئلة تتردد في خيالي ولم ألق لها من جواب سوى روح البطولة وعزيمة التحدي ومواجهة الحياة بظروفها القاسية لو ألقيت على شعب آخر لصاح ولنزح من دياره ورحل عن وطنه.
ترى الرجل منهم سعيدا بالرغم من الأزمات المقصودة التي تتعمد تركيع الشعب لكنه لن يركع إلا لخالقة أزمة في الغاز وفي البترول وفي المواد الأساسية قرأت مقولة لأحد الكتاب يصف حال الناس في اليمن فقال عندنا الكهرباء مقطوعة والجوال يعمل والبترول معدوم والسيارات تتحرك والرواتب متوقفة والأسواق مكتظة...
هذه الروح التي يمتلكها الإنسان اليمني مع كل هذه الأزمات يأبى الذلة والخضوع والهوان لسان حالهم قسما برب العالمين لن نستكين ولن نلين إلا لرب العالمين.
والتحالف يوهم الناس أن الجنة معه لكنهم أدركوا بعد طول تجربة أن جنته كجنة المسيح الدجال ماءها نار ونارها ماء فالتحالف يستطيع أن يمد الناس بالكهرباء والغاز والبترول وجميع احتياجاتهم الأساسية والضرورية ولو على بأسلوب تجاري فإن الناس لن يعترضوا ولكنه لا يفعل ويضيق على من يفعل ويفتعل الأزمات ويشارك في انعدام المواد الأساسية ونضوب المشتقات النفطية.
في العشر الأواخر فكر أحد التجار المحليين باستغلال أزمة المشتقات النفطية لكي يربح فجلب من المكلا ما يقارب عشرين برميلا من البترول ورغم السعر الباهظ جدا فقد قارب سعر البرميل الواحد (200 لترا) مليون ريالا إلا أن المضطرين من الناس تزاحموا عليه كل يريد أن يظفر ب20 جالونا كحد أدنى وبحسب ما تتيح إمكانياته المادية باختلاف مآربهم ومنافعهم منهم من يريد أن ينقد زراعته ومنهم من لديه أمراض يجلبهم للغسيل الكلوي وللمتابعات الطبية اليومية من أماكن بعيدة وغير ذلك.
ولم يترك التحالف هذه الخيار المر للناس بل زاحم أفراد التحالف وقاداته بسياراتهم وتعالوا على الناس بأموالهم وتفاوضوا مع التاجر حتى أخذوا حاجتهم من البترول.
يقول أحد المواطنين لأحد عساكر التحالف كنا نظن أنفسنا جوعى اكتشفنا أنكم أجوع منا وكنا نظن أنكم جئتم تحلوا أزماتنا والحقيقة أنكم تساعدوا في خلق أزماتنا ثم ذكر على سبيل النكتة( قالت: أنا والزمان عليك) في إشارة إلى أحدى القصص الأسطورية والتي تحكي أن رجلا أوصى ابنه أن يبحث له عن زوجة تقول له أنا وأنت على الزمان فبحث الابن فوجد امرأتين إحداهما بيضاء والأخرى سمراء والبيضاء تقول أنا والزمان عليك والسمراء تقول أنا وأنت على الزمان لكنه اختار البيضاء مغترا بجمالها وعاش معها فترة حتى حل به الفقر فتركته فرجع إلى السمراء وأعانته حتى صلح حاله هكذا صور هذا المواطن وجود التحالف في الأرخبيل.
وعودا على بدء فإن الناس يتحدون الصعاب لا تقف في طريقهم أي عقبة ولا يضيرهم أي كيد معتمدين على ربهم وهم موقنون أنهم منتصرون لا محالة طال الوقت أو قصر.
المقال خاص بموقع المهرية نت