آخر الأخبار

مشايخ سقطرى جهود جبابرة وضعف الاستجابة

الاربعاء, 07 أبريل, 2021

أصابع متعددة ومتنوعة تشير باللوم والاتهام والتقصير في الواجب الوطني والأمني والديني إلى المشايخ القبليين لسقطرى وهذه  الإشارات منها ما يصدر عن تعمد وسياسية ومنها ما يصدر عن حسن نية.

والحق أن المشايخ في الأرخبيل قاموا بجهود عظيمة لا يراها كثير من الناس وقد تخلت عنهم أغلب النخب المجتمعية من الخطباء والوعاظ ورجال الدين والكتاب والقادة السياسيين والإداريين والأكاديميين والمثقفين عامة فلم يقوموا بدورهم المناط بها حتى بالتوعية فضلا عن الدور الميداني لذلك وقعت فرضية المجاهدة على المشايخ وحدهم ووقع اللوم عليهم بالرغم من كونهم أضعف طبقات المجتمع تعليما وأموالا وحفاوة وتكريم

ولم يتوانَ هؤلاء الرجال لحظة ولم يفتروا في شدة وتركوا كل ما في أيديهم من اهتمامات ذاتية وأقبلوا يلبون دعوات المجتمع في الحصول على حقوقه ولم يتخلفوا عن الحضور في أي مجمع ولم يتراجعوا عن أي سعي خيري.

وعلى الرغم من ذلك الجهد لم تترك النخبة المثقفة المشايخ في حال سبيلهم فبدلا من مناصرتهم والإشادة بهم وتكريمهم راح البعض يكتب ضدهم ويتهمهم بالعمالة والارتزاق والجهل وربما يكون صحيحا أنهم أقل حظا من الثقافة والتعليم والحظوة المالية لكنهم بجهدهم خير من المثقف الذي يتباهى بشهاداته العليا ثم لا دور له في صلاح المجتمع بل صار عالة ينتظر غيره لانتزاع حقوقه

ويشير البعض أن المشايخ يستلمون رواتب ومعونات ومبالغ مالية عدة من جهات كثيرة السعودية والإمارات ومن الشرعية والسلطان... وغير ذلك وهذا الكلام لو كان صحيحا أو بعضا منه أو على فئة منهم فهذا العطاء قليل في حق سعيهم لأن جميع من يعطيهم يسترزق بأسمائهم وأفرادهم وقراهم ثم يتباهى أنه كسب ودهم هم وأهالي سقطرى عامة ومع ذلك فلا يمنحونهم سوى الفتات وهم يدخرون الكنوز ويسلبون خيرات الأرض والإنسان فمن الغريب أن نستكثر على المشايخ ببعض مما هو حقهم وما جاء باسمهم ولو كان الدعم صادقا لتبين ذلك في شتى حياتهم.

وهؤلاء المشايخ يلبون أي نداء يتأملون منه تقديم خدمة ولو طفيفة لأبناء سقطرى وقد يأتي بعضهم من البوادي والقرى النائية متحملا العناء والمشقة تلبية للدعوات المتواصلة التي تطلقها اللجان المجتمعية من الفصائل والأحزاب المتنوعة فحضروا لقاءات السلطان والإمارات والسعودية والشرعية والإصلاح والمؤتمر وغيرهم وقد يعيب البعض هذا التصرف وهو ليس عيبا بل مفخرة لهم أنهم يبحثون عن أي مظلة عسى أن يجدوا فيها كنن  يحمي سقطرى من الحر والقر.

وليس ذلك سبيل للارتزاق كما يصف البعض ولكنه البحث عن النجاة حالهم كالضمآن الذي يجري وراء السراب أو الغريق الذي يتشبث بالقشة عسى أن تنجده فهم نيتهم من ذلك الحضور مع الكل التخفيف من حدة العداوة والسعي نحو السلم وعندما يكتشفون من هذه المكونات أي خطأ أو خيانة تصدر عن الزعماء يردون عليهم بكل جرأة والنماذج على ذلك كثيرة فمنهم من صرخ في وجه السلطة المحلية ومنهم تكلم بقوة ضد التحالف وآخرين وقفوا ضد الإمارات والسلطان والانتقالي وغيره من الأحزاب.

ذكر لي أنه حصل لقاء قبل أسبوع جمعهم برئيس المجلس الانتقالي رأفت الثقلي فوجهوا له نقدا لاذعا قال له أحدهم ما الذي يبقيك في السلطة وأنت لم تحافظ على ما كان ولم تأتي بأي جديد وقد تردت الأوضاع في عهدك وازدادت سواء على سوء فرد عليه يستغفلهم أنا مستعد أسلم السلطة لكم فرد عليه آخر رجعها لأصحابها الذين سلبتها منهم.

وقد تناقل الناس الكثير من الكلمات الصادقة التي قالوها في وجه السلطات المتنوعة والتي تحمل الحرقة والتألم على أوضاع البلد المتردية وتحمل المتسببين جرائر أفعالهم وفي الجانب الآخر يستبشرون بالكلمات التي تحمل الحب والسلام والتعاون المعهود بين أبناء الأرخبيل ويبشرون الناس بها ولو كانت وعودا كاذبة يريد الساسة منها تصريفهم.

وقد قاموا بزيارات متواصلة إلى التحالف وإلى القيادات الإماراتية كان آخرها زيارتهم في يوم السبت 3/4/2021م إلى قائد التحالف في سقطرى لكن وللأسف يتعامل الطرف السعودي مع المشايخ كما يتعامل الشيطان مع الناس يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا

والمشايخ من البساطة بحيث يستغفلهم أصحاب المشاريع المدعومة ضد الدولة والهوية والداعمون والمانحون لكنهم حين تحين ساعة الجد لن يقفوا إلا مع الحق وسيغلبون مصلحة الوطن على كل مصلحة والنماذج على ذلك كثيرة.

ختاما: هذا المقال دعوة لبقية طوائف المجتمع ممن يجيد النقد و يعجز عن العمل أن يكفوا شرهم وليدعوا العامل يكمل طريقه وفق ما يستطيع وبحسب إمكانياته وقدراته.

وهو كذلك رسالة شكر وعرفان لكل الشرفاء والنبلاء من مشايخنا في الأرخبيل وأدعوهم لمواصلة العمل وأن لا يلتفتوا لكثرة النباح.  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* هذا المقال خاص بموقع "المهرية نت"

المزيد من محمود السقطري