آخر الأخبار
ليكن بداية خير.. رسائل لمحافط عدن الجديد
تستقبل عدن محافظها الجديد ( أحمد حامد لملس ), بقرار رئاسي متوافق عليه في اتفاق الرياض , توافق تحتاجه عدن لتستعيد عافيتها , لتعود الدولة بكل شخصياتها الاعتبارية لعدن , ليسود فيها النظام والقانون , ويضبط واقعها المنفلت , وتطبيع سبل الحياة المنهارة , إصلاح ما يمكن إصلاحه لتتنفس عدن الصعداء , وتتجاوز كل معاناتها ومآسيها , لتعود عدن بتألقها ترتدي حلتها الجميلة المتلألئة بفسيفساء التعايش والتنوع والحب والإخاء , لترتقي ويرتقي وطن وكرامة الإنسان فيه.
بقدر المعاناة والأوجاع والعبث الذي أصاب عدن , يشتاق الناس في عدن لاستقرار , يمكن الدولة كنظام وقانون يحكم الحياة في عدن , لضبط المنفلتين والعابثين , الباسطين والناهبين و المنتهكين والقتل في عدن , لتحد من الحروب العبثية والمطاردات التي يقودها المتورطون فسادا وإرهابا , ويرفضون الاستسلام لأي شكل من أشكال الدولة والنظام والقانون , الذي يهابونه , و كابوسهم في المحاسبة والعقاب , وفتح ملفات الحاضر المعيق للمستقبل.
تعرف الناس اليوم من يقف ضد أي انفراج لعدن والوطن , انفراج الدولة ضامنة لحقوق وحريات الجميع وإرادتهم في حق تقرير المصير , الدولة القادرة على أن تتيح فرص متكافئة للكل في المشاركة السياسية العادلة وحرية الرأي والتصويت في حق تقرير المصير , الضامنة لعدم سيطرة فئة وجماعة ومنطقة وايدلوجيا و نعرة على مصدر القرار والاختيار .
في كل مرة يعين محافظ لعدن , يتأمل الناس خيرا بتفاؤل , وتتفاءل عدن , ويبدأ التفكير بالمستقبل , وفجأة تتسرب الخيبة لتقضي على هذا التفاؤل والأمل , لأن البعض لا يخطو خطوة للأمام دون أن ينظر للخلف , باحثا في قمامات الماضي عن مبرر بقائه نافذا مسيطرا متحكما بالقرار والاختيار .
وفتح ملفات الماضي يأخذ اتجاهين:
اتجاه نقد وتقييم إيجابي , لأخذ العبر والدروس , وهذا يحتاج لوعي وعقلانية , وبحث علمي ودراسة مستفيضة بنظرة عامة ومن زوايا مختلفة , يهدف لدعم عملية التحول والتغيير لتجنب المآسي وتطبيب الجروح , وتفكيك التراكمات , وخلق توافقات و جسور ثقة ولغة مشتركة لنهضة وتطور .
اتجاه سلبي , في البحث بعواطف تغذي النعرات , وحماس يدفع للتهور والشطط , والتدافع بجهالة نحو البحث بين قمامات ذلك الماضي ما يبرر استمرار حالة الانقسام والتفكك والعداء والتناحر والحروب العبثية.
أخطر ما نواجهه اليوم هو الانهيار قيمي وأخلاقي , الذي يبرر نكران الهوية , والتدافع لإرضاء العدو التاريخي , حالة عدم قبول التطبيع مع الآخر والهوية اليمنية , وقبول التطبيع مع الصهاينة , حالة مستوى خطورتها تستدعي وقفة جادة , للعودة لجادة الصواب , ومن عدن لتعم كل الأراضي المحررة , لتوحيد الصف الجمهوري والوطني والإنساني والعربي , في مواجهة كل التحديات , يستدعي أن يوجه محافظ عدن المختار نظرته وفكره نحو هذا الهدف , لرأب الصدوع , و تجسير الهوة بين أبناء الوطن الواحد , يلملم شتات الأمة , وينزع فتيل الفتن والصراعات , ليكن بداية لخير ينزع الشر لوطن يستوعب الجميع .
الأمل موجود والتفاؤل في أعلى مستواه , والتحديات كبيرة , والمواجهة صعبة بين عصبية وجهالة وسلبية قاتلة , ووطنية وعقلانية وايجابية ناهضة أمة ووطن والله الموفق.
المقال خاص بموقع المهرية نت