آخر الأخبار

مستشار ترامب للأمن بقلب فضيحة مراسلات سرية لضرب اليمن وهذا ما كشفته التسريبات

المهرية نت - الجزيرة نت
الثلاثاء, 25 مارس, 2025 - 01:04 مساءً

في حادثة نادرة وتثير كثيرا من الجدل في الولايات المتحدة، أقر البيت الأبيض بضم صحفي عن طريق الخطأ إلى مجموعة مراسلة سرية للغاية تضم كبار المسؤولين الأميركيين لمناقشة توجيه ضربات ضد جماعة الحوثيين في اليمن، وسط أنباء عن أن الرئيس دونالد ترامب يدرس إقالة مستشار الأمن القومي مايكل والتز ويعتزم اتخاذ قرار خلال اليومين القادمين.

 

وفي أحدث التطورات نقل موقع بوليتيكو عن مسؤول أميركي أن مساعدين رفيعي المستوى في البيت البيض طرحا فكرة استقالة والتز لمنع إحراج ترامب.

 

وأشار هذا المسؤول -وفق بوليتيكو- إلى أن الرئيس ترامب سيتخذ القرار النهائي بشأن مستشاره للأمن القومي خلال اليوم أو اليومين المقبلين، لافتا إلى أن مصير والتز لم يحسم بعد ومن الوارد إجباره على الاستقالة.

 

من جانبها نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين أميركيين أن ترامب لا يعتزم إقالة مستشار الأمن القومي الذي أضاف صحفيا لمجموعة مراسلة سرية بالخطأ، وأفاد مصدران للشبكة أنه تم إطلاع ترامب على تقرير مجلة أتلانتيك تناول بحث مسؤولي الإدارة في مراسلة سرية ضرب اليمن.

 

وكان ترامب علق للصحفيين بأنه لا يعلم شيئا عن هذه المسألة، وأن يسمع بها لأول مرة، لكنه جدد التأكيد على أن الهجمات الأميركية على الحوثيين فعالة.

 

وبشأن الجدل حول كشف خطط حرب سرية عبر محادثة غير آمنة، أكد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أن لا أحد كان يبعث رسائل نصية تتضمن خطط الحرب.

 

وأكد هيغسيث أن قوات بلاده كانت تتعرض للهجوم من اليمن، وأن السفن لم تتمكن من الإبحار ولم تكن ترد على الهجمات إلا في إطار الدفاع. وأضاف أن "الرئيس ترامب قال: كفى" وأنه "ستتم إعادة الردع وفتح حرية الملاحة والقضاء في نهاية المطاف على الحوثيين".

 

من جانبه قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بريان هيوز إن سلسلة الرسائل التي بلغ عنها دليل على مدى تنسيق السياسات العميق والمدروس بين كبار المسؤولين، مضيفا أن المجلس يراجع كيفية إضافة رقم صحفي غير مقصود إلى قائمة الأشخاص الذين تضمنتهم المحادثة السرية.

 

وأضاف هيوز بعد أن كشف الصحفي جيفري غولدبرغ أنه تلقى مسبقا عبر تطبيق سيغنال خطة تفصيلية للغارات الأميركية في 15 مارس/آذار ضد الحوثيين "يبدو في هذا الوقت أن سلسلة الرسائل المذكورة في المقال أصلية، ونحن نحقق في كيفية إضافة رقم عن طريق الخطأ".

 

تفاصيل المراسلات

وانفجرت الفضيحة حين نشر رئيس تحرير مجلة "ذي أتلانتيك" جيفري غولدبرغ مقالا كشف فيه أنّ إدارة ترامب ضمّته عن طريق الخطأ إلى مجموعة مراسلة عبر تطبيق سيغنال تباحث خلالها كبار المسؤولين الأميركيين في تفاصيل خطة لشنّ غارات جوية ضدّ الحوثيين.

 

وكان من الممكن أن يكون التسريب ضارّا للغاية لو نشر غولدبرغ تفاصيل الخطة مسبقا، لكنّه لم يفعل ذلك حتى بعد بدء الغارات في 15 مارس/ آذار.

 

وفي مقاله قال غولدبرغ إنّ "قادة الأمن القومي الأميركي ضمّوني إلى محادثة جماعية حول الضربات العسكرية المقبلة في اليمن. لم أكن أعتقد أنّ ذلك قد يكون حقيقيا، ثم بدأت القنابل بالتساقط".

 

وأضاف أنّ وزير الدفاع أرسل -على مجموعة المراسلة- معلومات عن الضربات بما في ذلك "الأهداف والأسلحة التي ستنشرها الولايات المتحدة وتسلسل الهجمات".

 

 

وتابع "وفقا لرسالة هيغسيث الطويلة، سيتم الشعور بأول الانفجارات في اليمن بعد ساعتين، الساعة 1:45 مساء بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة" وهو سرعان ما تأكّد على أرض الواقع في اليمن.

 

وقال غولدبرغ إنّ القصة بدأت في 11 مارس/آذار بمبادرة من والتز الذي أضافه إلى هذه الدردشة الجماعية عبر تطبيق سيغنال الذي يُعتبر استخدامه شائعا بين المراسلين والسياسيين بفضل السريّة التي يتمتّع بها.

 

وأوضح أنّ مجموعة المراسلة ضمّت ما مجموعه 18 مسؤولا كبيرا جدا، من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ونائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الدفاع هيغسيث، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) جون راتكليف.

 

وبحسب مقال غولدبرغ فقد قال فانس في 14 مارس/آذار -عبر مجموعة المراسلة- إنّ شنّ هذه الغارات سيكون "خطأ" لأنّه يكره "إنقاذ أوروبا مرة أخرى" كون دولها أكثر تضررا من بلاده من هجمات الحوثيين على السفن.

 

وتعليقا على موقف فانس، قال مستشار الأمن القومي ووزير الدفاع إنّ واشنطن وحدها قادرة على تنفيذ المهمة.

 

ووفقا للمقال فقد كتب نائب الرئيس مخاطبا وزير الدفاع "إذا كنت تعتقد أنّ الأمر ضروري، فلنفعله. أنا أكره أن أساعد الأوروبيين مرة أخرى" ليجيب هيغسيث "أوافقك الرأي تماما. أكره سلوك الأوروبيين الاستغلالي. إنه أمرٌ مثير للشفقة" قبل أن يبرّر ضرورة شنّ الهجوم بوجوب "إعادة فتح الممرّات البحرية".

 

وبعد انتهاء الغارات، هنّأ أعضاء مجموعة الدردشة بعضهم بعضا بنجاح العملية، مستخدمين في ذلك عددا كبيرا من الرموز التعبيرية "إيموجي" وفقا للمقال.

 

وفي مقاله قال غولدبرغ "لم أصدّق أنّ مجلس الأمن القومي الرئاسي سيكون متهوّرا لدرجة إشراكه رئيس تحرير مجلة أتلانتيك" في مجموعة المراسلة هذه.

 

 

 

وعقب هذا الكشف، شدّد البيت الأبيض على أنّ ترامب ما زال داعما لفريقه لشؤون الأمن القومي. وقالت المتحدثة باسم الرئاسة كارولين ليفيت في بيان "ما زال لدى الرئيس ترامب ملء الثقة بفريقه للأمن القومي، لا سيّما مستشار الأمن القومي مايك والتز".

 

 

وبالمقابل، سارعت المعارضة الديمقراطية إلى الانقضاض على الإدارة الجمهورية بسبب هذه التسريبات الخطرة.

 

وقال زعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ تشاك شومر "إنه واحد من أكثر تسريبات الاستخبارات العسكرية إثارة للذهول" داعيا إلى إجراء "تحقيق كامل" في الكونغرس.

 

وكتب بيت بوتيدجيدج، الوزير السابق والشخصية البارزة بالحزب الديمقراطي، على منصّة "إكس" أنّه "من منظور أمني تشغيلي، يُعدّ هذا أكبر فشل ممكن".

 

وأضاف "هؤلاء الأشخاص ليسوا قادرين على حفظ أمن أميركا".

 

بدورها، كتبت هيلاري كلينتون المرشّحة الديمقراطية التي خسرت الانتخابات الرئاسية أمام ترامب عام 2016 -على منصة إكس- "قولوا لي إنّها مزحة!". وكانت قد هاجمها الجمهوريون بلا هوادة بسبب استخدامها حسابا بريديا خاصا لتوجيه رسائل رسمية عندما كانت وزيرة للخارجية.

 

وأرفقت كلينتون تعليقها برابط لمقال "ذي أتلانتيك" وقد أصبح هذا التعليق من الأكثر تداولا بهذا الشأن.

 

وبموجب القانون الأمريكي، قد يعد سوء التعامل مع المعلومات السرية أو إساءة استخدامها جريمة، لكن من غير الواضح ما إذا كانت المحادثة انتهكت هذه الأحكام.

 

كما تثير الرسائل -التي ذكر تقرير المجلة أن والتز مهد لاختفائها من تطبيق سيغنال بعد فترة، تساؤلات حول احتمال انتهاك قوانين حفظ السجلات الاتحادية.

 

 




تعليقات
square-white المزيد في محلي