آخر الأخبار
في ذكراها 34.. الوحدة اليمنية تواجه تحديات ومخاطر كبيرة (تقرير خاص)
مليشيا الانتقالي الانفصالي
الاربعاء, 22 مايو, 2024 - 09:10 صباحاً
تحلّ الذكرى الرابعة والثلاثين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، والبلد لا يزال يعاني من مخاطر التمزق والتشرذم والصراعات، في ظلّ ضبابية المشهد السياسي للبلد.
وتعود هذه الذكرى وشبح التمزق يكبر ويتصدّر الأحداث، إلا أن حضور الوحدة لا يزال باقيا في وجدان اليمنيين، وكل ما يجري هو تنفيذ أجندة تشطيرية تغذيها دول خارجية.
في مطلع الشهر الحالي عاد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الانفصالي من الإمارات ليعلن عن ترقيات لما يقارب ألفين من العناصر الأمنية والعسكرية التابعة للمجلس ، ملوّحا بالعنف في مواجهة الحكومة الشرعية.
وطالب الزبيدي بحوار من دون شروط، وهي إشارة إلى رفض الحوار ضمن المرجعيات الثلاث، التي تضمن سلامة ووحدة البلاد.
وفي بداية العام الحالي، أكد عيدروس المضي في مشروع الانفصال، وقال في كلمة له خلال تدشين أعمال الاجتماع التأسيسي لمجلس العموم التابع للانتقالي "إن دوافع الشعب تتزايد إلى انتهاج خيارات أخرى لانتزاع حقه سلما أو حربا، مضيفا أن ذلك حدث في السابق، وقد يتكرر إن لزم الأمر، وإن مسيرة استعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية، مسؤولية لا رجعة فيها".
الإمارات تهديد للوحدة
منذ دخول الإمارات في خط الأزمة اليمنية، مع انطلاق الحملة العسكرية بقيادة السعودية والإمارات في اليمن، أثناء محاولة جماعة "الحوثيين" السيطرة على العاصمة المؤقتة عدن في شهر آذار/ مارس 2015، والإمارات تتصدر مشهد الفوضى، بتبني سياسة شديدة التدخل في الشؤون اليمنية، حيث عملت منذ البداية على تغذية عناصر التوتر في اليمن، كما شكّلت وسلّحت فصائل عسكرية موازية للقوات الحكومية، ذات نزعات انفصالية، حيث باتت اليوم تشكل مصدر تهديد على وحدة وسلامة الأراضي اليمنية.
وبسط الانفصاليون التابعون للإمارات قبضتهم العسكرية والسياسية على عدن ومحافظات لحج والضالع وسقطرى وشبوة وأجزاء واسعة من أبين، فيما تحافظ حضرموت والمهرة على خيطٍ رفيع مع الوحدة اليمنية في الوقت الحالي، وسط تنامي النزعات الانفصالية المتسلحة بالثروة النفطية والمواقع الاستراتيجية.
وبعد عودة عيدروس الزبيدي من الإمارات، أصدر قرارات عسكرية وهدد بالانفصال الأمر الذي قد يشير إلى خلاف مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي -بعد فترة طويلة- من الوئام القائم على اتباع العليمي رغبات المجلس الانتقالي الانفصالي.
وكالعادة، يرتبط تصعيد ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي ضد السلطة اليمنية الشرعية بعودة بعض قادة "المجلس" من دولة الإمارات بعد زياراتهم لها، حيث يعودون من زياراتهم تلك وفي جعبتهم خطوات انفصالية وتصعيدية جديدة، تعكس نتائج تلك الزيارات المخالفة للأعراف الدبلوماسية والعلاقات بين الدول، وهي زيارات تستوجب المساءلة والتحقيق مع من يقومون بها، كما تستوجب احتجاجا رسميا على دولة الإمارات التي تنسق لمثل تلك الزيارات، خصوصا أنه يترتب عليها تهديد وحدة البلاد وسيادتها، وليست مجرد زيارات شخصية" وفقا لما قاله الصحفي والناشط مصعب عفيف.
ويضيف عفيف في حديثه لموقع "المهرية نت: "ترى الإمارات أن انفصال الجنوب يمثل مفتاح التحكم والسيطرة والنفوذ، حيث لجأت في السيطرة عبر وكلائها المحليين، على معظم المطارات والقواعد والموانئ البحرية ، لذلك عملت على إطلاق دعاية إعلامية للترويج للانفصال، وقدمت كل الدعم للمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي".
وتابع: " من أبرز الأسباب التي تقف خلف رغبة الإمارات في تقسيم اليمن، هي السعي إلى الاستحواذ على الموارد النفطية والغازية في الجنوب، ومنع ميناء عدن من العمل كي لا ينافس ميناء دبي، لذلك يستمر الانتقالي إجراءاته لتحقيق انفصال جنوب اليمن بخطوات، وبدعم وتخطيط إماراتي، ويتم ذلك بالتوازي مع سعي الإمارات لترسيخ سيطرتها في عدد من الجزر اليمنية وبناء قواعد عسكرية ومراكز مخابراتية فيها".
وأردف: "رغم الدعم الكبير الذي يتلقاه "الانتقالي" في الوقت الراهن، كأداة إماراتية للتخريب في البلاد وجعله غطاء لانتشارها العسكري في الجزر والسواحل اليمنية، لكنه غير قادر على إعلان الانفصال وفرض سيطرته على كل المحافظات الجنوبية، ولولا الحماية الإماراتية وتراخي السلطة الشرعية فإنه غير قادر على استمرار سيطرته على العاصمة المؤقتة عدن أو أي مدينة أخرى".
تحديات تواجه الوحدة اليمنية
يؤكد الباحث السياسي مروان فرحان، أن تحديات كبيرة تعيشها الوحدة كرمز وطني، فالتصعيد مستمر بالنسبة لدعاة الانفصال، فمشروع الانفصال ازدهر كثيرا منذ دخول التحالف على خط العمليات العسكرية في اليمن في العام 2015.
وفي حديثه لـ"المهرية نت"، يفيد أن خطاب عيدروس أمام القوات التابعة له يفتقد إلى الرشد والسياسة، ويستند إلى حالة من الثقة الزائدة جدا بالدعم الإماراتي، حيث أن التفكير باللجوء إلى الانفصال بالقوة، سيكلفه كل شيء".
ويضيف: "ما يقوله عيدروس عن الانفصال تفاهمات، لكن تكمن خطورة ما يقوم به ما يسمى المجلس الانتقالي، هو أنه يوفر أرضية لأطماع وكلائه الخارجيين؛ لخلخلة مصير الكيان الواحد والوطن الكبير، وإنه يرتكب ما يرقى ليكون بمثابة "خيانة وطنية" تحت مبرر استرداد وطن مزعوم".
ويوضح: " تتصرف دولة الإمارات بذهنية استعمارية في سبيل تحقيق رزمة من الأهداف، على رأسها منعُ استثمار المنافذ البحرية والسيطرة على الجزر اليمنية، وتمزيق النسيج الاجتماعي اليمني وبث سموم العنصرية والمناطقية بين أبناء البلد الواحد، لتتفرغ لسيطرة على جميع المواني اليمنية الرئيسية من المكلا شرقا إلى المخا على ساحل البحر الأحمرغربا".
الواحدة باقية
"وحدة 22 مايو كانت وستظلّ خلاصة نضالات اليمنيين الأحرار وحركتهم الوطنية عقودا، ومن يفكّر بالتخلّي عنها إنما يتخلى عن تاريخه ونضالات آبائه وأجداده، وعن أهم مكتسبات الوطنية اليمنية، ليس ثمّة من مبرّر سياسي أو أخلاقي يمكن أن يُجبر اليمنيين على أن يتخلوا عن وحدتهم التي تمثل رمز وطينتهم وكرامتهم واستقلالهم وسيادتهم الوطنية"، وفقا لما تحدث به الأكاديمي إبراهيم الحربي.
وفي حديثه لموقع "المهرية نت"، أكد أن الوحدة اليمنية في الجانب الاجتماعي ستظل عصيّة على الانتزاع والتمزيق، لأن هذا البُعد وجداني، ومن الصعب الدخول إلى قلب كل فرد لانتزاع منه حُب الوحدة، أو الأحلام الكبيرة بيمن قوي وعزيز ومستقل عصيّ عن التدخلات الخارجية وسيِّد نفسه".
وأضاف:" يعرف كل اليمنيين بأن الوحدة اليمنية هي المخرج الوحيد لهم من كل هذه الأزمات والحروب والفوضى، وأن الطريق لاستعادة إرادتهم الوطنية هو السبيل الوحيد لاستعادة دولتهم والحفاظ على ثوابتهم الوطنية المقدّسة".
وتابع: "الوحدة اليمنية التي استعادها الشعب بنضاله وتضحياته، هي الوعاء لمستقبل اليمن الكبير، وهي القاعدة الصلبة والقاسم المشترك للبناء السياسي الديمقراطي، بما يرتضيه الشعب من كيانات تحقّق له المشاركة، وتحول دون التسلط والاستبداد والتفرّد بالقرار، وتمنع عن أبناء الوطن الخلاف، وتحافظ على استقلاله".