آخر الأخبار
محافظة الضالع.. كرنفالات أمير العيد فرحة يقيمها المواطنون رغم الحرب(تقرير خاص)
كرنفالات أمير العيد في الضالع
الثلاثاء, 04 أغسطس, 2020 - 01:14 مساءً
جاء عيد الأضحى المبارك وفي طياته رتابة الحرب ومرارة الحصار في محافظة الضالع جنوبي اليمن.
ذلك هو الشكل الخارجي، غير أن اليمني بات رغم ذلك يعرف كيف يصنع سعادته ويعيش لحظاته، فلكل عيد جماله وصبغته، فكما كان عيد الفطر متميزا بتغيير جدول المسلم من الصوم للفطر، جاء عيد الأضحى متنوعا بعبادة أخرى تضفي مزيدا من الترابط الجمعي للمجتمع بتقديم قرابين ذبح الأضاحي تقديمها للأهل والمحتاج، ومع مرور القرون والأعوام ابتكر الإنسان من روح الدعابة والترفيه فكرة "أمير العيد" .
تقوم فكرة هذا الفلكلور الشعبي على لبس كوميدي بعضها بلبس نسائي ثم يلتحق الناس على نسق واحد وذلك بهدف التصافح والمعايدة بعد صلاة العيد.
يمر أمير العيد والذي يكون مجهول الهوية تماما، من قرية إلى أخرى مع المواطنين ويرافقهم ضارب البرع الشعبي حيث يبدأ الناس بالتهريج والتهزير، ولايتكلم هذا الأمير سوى بالحركة وملاحقة البعض بهدف الترفيه.
ويجتمع كبار الشخصيات والمشائخ والأعيان بالمنطقة ليتشاركوا مع الجميع في هذه المناسبة السنوية.
ويستمر أمير العيد والمواطنين في هذه العادة طوال أيام العيد حتى الظهيرة، يتخلله الرقص والتنقل من منطقة لأخرى.
وتقام هذه العادة في كثير من مديريات الضالع كما تقام في إب وتعز والكثير من محافظات الجمهورية.
ويعتبر كرنفال أمير العيد هو أحد أجمل الموروثات الفنية في عيد الأضحى لدى حياة غالبية المواطنين.
يقول عبده قايد لـ«المهرية نت» في عيد الأضحى تشعر بسعادة تترك في النفس شعور التآلف والتلاحم بين الناس، وتنسينا أجواء الحرب التي في نفوسنا، وأمير العيد يعتبر فلكلور شعبي يخلق لدى الأهالي الفرح والمتعة.
*اختفاء لمسات معينة*
يتحدث حمود صالح أحد كبار السن لـ«المهرية نت» أن أمير العيد كان قديما يمسك بمن يكون عيده أنثى ويضعوه على حمار ثم يبدأ الناس بالضحك عليه، في مزاح يضفي على قلوب الأهالي السعادة والمرح.
ويضيف حمود كانت العادة أن يمر أمير العيد كل يوم منطقة معينة وأن لا يزور المناطق التي قد زارها في الأيام الأولى، بحيث يمر جميع المناطق أما الآن فقد اقتصرت مؤخرا على أماكن معينة طوال أيام العيد.
ويرجع مراقبون محليون اختفاء بعض تفاصيل هذه العادات إلى اضطراب أوضاع البلد؛ وأن اختفاء بعض التفاصيل يعتبر اضمحلالا أوليا لتلك العادات التي قد تهدد باندثارها.
صحيح أن اليمنيين يخسرون الكثير في هذه الحرب ليس المال والبنون وحدهم، ولكن حتى جوانب من موروثاتهم الثقافية، وهو مايلاحظة المراقبون وماشهدناه في هذا العام؛ إلا أن السكان أبوا إلا أن يفرضوا فرحتهم ولو على المستوى البسيط، ولم يتركوا فرصة استراق مساحات الفرح لديهم رغم كل شيئ.