آخر الأخبار
"محمية حوف"... واحة خضراء تسحر العيون بجمالها الخلاب وتنوعها الفريد

محمية حوف- تصوير عبدالله الجرداي
الثلاثاء, 08 أغسطس, 2023 - 12:27 صباحاً
الغابات: أماكن تمنح الإنسان القدرة على التمتع بصفاء الذهن وإبطاء وتيرة التفكير، بفضل رائحة تربتها الندية، والنباتات الخضراء المورقة، والهدوء المطلق، ولها تأثير منعش على الأجسام المنهكة من ضجيج المدن ومنغصات الحياة.
ومن تلك الغابات محمية حوف التي تلبس حلتها الخضراء في موسم الخريف من كل عام، وتنفرد بتناغم فريد ومميز بين البيئة البحرية والبرية، وتحتضن بداخلها كنزا طبيعيا مليئا بالنباتات والحيوانات النادرة، ومناظر طبيعية في غاية الجمال.
وتصنف حوف كإحدى أكبر الغابات الموسمية في شبه الجزيرة العربية، وأدرجتها الحكومة اليمنية 2005، كمحمية طبيعية، وموطن للعديد من الطيور والحيوانات النادرة، فضلا عن أنها تحتوي على 250 نوعا من النباتات والأشجار لعل أهمها شجرة اللبان العربي.
وتعرف المحمية بأنها غابة من الضباب الكثيف، الذي يغطيها طيلة ثلاثة أشهر في السنة ابتداء من شهر يوليو واغسطس وسبتمبر، أو ما تسمى بأشهر موسم الخريف.
وتم إعلانها رسميا محمية طبيعية في أغسطس (آب) 2005، وتعد من أكبر الغابات الموسمية في شبه الجزيرة العربية، وموطنا للعديد من النباتات والحيوانات والطيور النادرة.
وتحد المحمية سلسلة جبال ساحلية يبلغ ارتفاعها أكثر من 1400 متر فوق مستوى سطح البحر، وتقطعها العديد من الوديان المنخفضة التي تتميز بالغطاء النباتي الكثيف والتنوع الحيواني، وتكون في قمة جمالها خلال نشاط الرياح الموسمية التي تؤدي إلى هطول الأمطار.
وتنفرد المحمية بالكثير من النباتات الاستوائية منذ مئات السنين ويوجد بداخلها 250 نوعا، كما يوجد بداخلها 88 نوعا من الأعشاب العطرية وعشرة أنواع من النباتات المتسلقة وغيرها من أنواع الأعشاب المختلفة حيث تشكل نباتات المحمية 7 % من أنواع النباتات في اليمن، والمقدرة ب 3 آلاف نوع وأهمها اللبان والسدر والحومر والفيطام وغيرها.
ويصفها الزوار بأنها جنة أرضية جاهدت طويلا للنجاة من عبث الإنسان، لتحتفظ بتنوعها البيئي قدر الإمكان، وفي طريقك على منحنيات بساطها النباتي الأخضر تستوقفك قطعان من البقر والأبل والأغنام، وتأسرك كائناتها المتنوعة والجميلة، وفيما أنت تتابع تفاصيل حياتها يقودك بعضها من البر نحو الماء لتنقلك البرمائيات كالسلاحف النادرة التي تستوطن جوفا إلى عالم آخر من عوالم الجمال المتعددة في عالم البحر بكائناته البديعة التي تزين الحياة في المحمية وتمنحها رونقا خاصا، ليصحبك وأنت تقطع مسافات الجمال بين البر والبحر وشعور الغبطة لمن يفتحون أعينهم كل صباح على هذه المشاهد، ويقضون بقية يومهم مع تفاصيل باذخة الجمال.
وتمتاز حوف بعادات وتقاليد مختلفة من بينها الطقوس الخاصة في الأعراس، وكذلك صناعة الأواني الفخارية، التي يستخدم جزء منها في تبريد الماء وأخرى تستخدم للبخور وحفظ الأطعمة والحليب وأكواب لشرب القهوة وغيرها.
وقبل أن تتلاشى دهشتك من روعة الكائنات البحرية والبرية في المحمية ستجد نفسك مشدودا نحو سيمفونية طبيعية نادرة تعزفها طيور تتوزع على خمسة وستين نوعا، منها ستة أنواع نادرة تحتضنها حوف المحمية التي يدهشك كل ما يحتويه بحرها وبرها وجوها فإذا أنت في خيال هو عين الحقيقة وأمام حقيقة يعدها من لم يرها ضربا من الخيال، فالمياه في حوف لا تكتفي بمهمتها الأساسية كمصدر للحياة، بل يجب عليك التوقف أمام ينابيع المياه العذبة، والبرك التي تتجمع فيها المياه، وتحوي أيضا مياها كبريتية تخرج من الجبال على أحد السواحل، بين منطقتي مرارة ورهن ويسميها الأهالي بالمهرية "حموه حرق" وتعني المياه الساخنة ويستخدمها الأهالي للاستشفاء من الأمراض الجلدية.
