توقف مستشفى زايد بن سلطان، ثاني أكبر مستشفى حكومي متخصص في مجال الأمومة والطفولة عن تقديم خدماته بالعاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين منذ نحو ستة أعوام .

المستشفى الواقع في مديرية بني الحارث أكبر مديريات أمانة العاصمة وأكثرها كثافة سكانية أصبح مغلق الأبواب أمام مرضى الأمومة والطفولة وعاجزاً عن استقبال أي حالات تذكر في مجال رعاية الأمهات أو الأطفال والمرضى.. فقد خرج عن الخدمة تماماً وعن الأهداف الذي أنشأ من أجلها.

ومنذ السادس من شهر فبراير من العام الحالي، خمسة أشهر مضت من إعلان تحويل أجزاء من المستشفى إلى مركز عزل خاصة بمصابين كورونا.

 لم يتوقع سكان مديرية بني الحارث أن تتوقف جميع خدمات المستشفى والذي كان قبلة للمرضى وللأسر اليمنية، فالمستشفى المكون من مواصفات حديثة ذات تجهيزات ومعدات طبية أصبح لا يقصده أحد بعد تخصيصه للحجر الصحي لمرضى كورونا.

يقول أحد الكوادر الطبية في المستشفى لـ"المهرية نت": إن القرارات الأخيرة بتخصيص أماكن في المستشفى لاستقبال مرضى "كورونا" عصفت بمسار المستشفى وساهمت في توقف نشاط المستشفى وبالتالي توقف الأقسام فيه، بسبب الإهمال والتسيب والعبث ما أدى إلى عطب وتخريب الكثير من الأجهزة الطبية التي كانت تخدم الآلاف المرضى من الأمهات والأطفال وحتى المواطنين في ظل انعدام مستشفى كبير يستوعب الاعداد الكبيرة في مديرية بني الحارث والمناطق الشمالية بصنعاء والتي تفتقر لوجود مستشفى حكومي في أكبر مديريات العاصمة.

خطأ فادح

قرار تخصيص مساحات داخل مستشفى زايد لمصابين فيروس كورونا، تسبب بتوقف المنظومة الصحية للأمومة والطفولة والأقسام الأخرى في المستشفى بشكل كامل.

يقول علي عيضة، أحد الساكنين بجوار المستشفى لـ"المهرية نت" منذ أن تم تخصيص أحد أشهر المستشفيات في البلاد وتحويله من علاج مرضى الأمومة والطفولة إلى استقبال المصابين بفيروس كورونا توقف المستشفى عن تقديم خدماته لهذه الشريحة الكبيرة من المجتمع.

ووصف عيضة القرار بالخطأ الفادح قائلاً: ارتكبت حكومة الإنقاذ ( تتبع الحوثيين_غير معترف بها دولياً) خطأ فادحاً بتحويل جزء من المستشفى إلى حجر صحي خاص بمرضى  كورونا ما تسبب في موت كثير من حالات الولادة التي لم تتمكن من الذهاب إلى المستشفى بعد أن ذاع صيته بأنه خاص بعلاج كورونا وان معدل الاصابة مرتفع جداً.

مغادرة الأطباء

يستذكر حارث علي، أحد الممرضين، عمل مستشفى زايد قبل تحويل جزء منه للعزل الصحي والعزوف عنه من قبل المواطنين، قائلاً: كان السكان يأتون إلينا في المستشفى من جميع المحافظات، وكان قبلة للمرضى خاصة الأمهات والأسر من ذوي الدخل المحدود.

وأضاف لـ"المهرية نت": الآن مبنى المستشفى موجود لكن لا وجد لأي خدمات طبية فيه فلا أطباء ولا دكاترة ولا ممرضين، المبنى يعد فارغاً إلا من المصابين بمرضى كورونا.

وتابع قائلاً: ترددنا كثيراً على المستشفى بحثاً عن الاطباء السابقين إلا اننا فوجئنا بأنهم قد غادروا المستشفى بسبب سوء الادارات المتعاقبة على المستشفى فقد تم تغيير أربع ادارات خلال فترة بسيطة".

ويـأتي توقف هذا المستشفى بعد توقف سابق لمستشفى السبعين للأمومة والطفولة في صنعاء، الذي يعد من أكبر المستشفيات الخاصة بعلاج النساء والأطفال.