آخر الأخبار
مركز المخا يختتم الندوة البحثية حول تجربة رواندا
ناقش المشاركون أهمية الاستفادة من التجربة الرواندية والبحث عن صيغة جديدة لتحقيق السلام في اليمن
الثلاثاء, 15 فبراير, 2022 - 09:40 مساءً
اختتمت اليوم الثلاثاء، أعمال الندوة البحثية الإقليمية حول "البرنامج الرواندي..التجربة الملهمة" التي أقامها مركز المخا للدراسات الاستراتيجية في مدينة اسطنبول التركية.
وناقش الحاضرون على مدار يومين متتاليين، تجربة دولة رواندا في الانتقال من مرحلة الإبادة الجماعية التي عصفت بالبلاد صيف 1994، إلى مصاف الدول الأكثر نمواً في العالم للاستفادة من هذه التجربة الملهمة في اليمن وشعوب الشرق الأوسط التي عصفت بها أزمات شبيهة في الأعوام الفائتة.
وفي جلسة اليوم التي أدارها الناشط والكاتب اليمني فؤاد الحميري، تم التطرق إلى مشروع العدالة الانتقالية في رواندا، ودور المسلمين في تجاوز الإبادة، وشواهد النهوض في هذا البلد الصغير والمتعدد الأعراق والديانات والذي يبلغ عدد سكانه حوالي 11 مليون نسمة.
وتحدث في الندوة السيد هابيمانا صالح، السفير الرواندي السابق لدى جمهورية مصر العربية، عن ملامح الإبادة الجماعية وتاريخها، ودور المسلمين القادمين من اليمن وعمان في تجاوزها، وسن قوانين تجريم ثقافة الانتقام وإلغاء المصطلحات الإثنية والقبلية في البلاد.
وأشار هابيمانا إلى دور المستعمر الألماني والبلجيكي في تغذية الصراعات الداخلية قبل الإبادة، في تشابه واضح للحالة اليمنية.
وتطرق إلى أبرز ما قامت به الدولة من سن قوانين العدالة الانتقالية، والمحاسبة، وحماية المرأة وسن قوانين للعدالة الجندرية، وقوانين النظافة والإتيكيت، والاهتمام بالتخطيط العمراني والهندسي والبنية التحتية، وإعادة إنشاء المدن بطرق حديثة، وتطوير قدرات الجيش والأمن، ونسج العلاقات المتوازنة مع المحيط والعالم، بالتوازي مع الحفاظ على الهوية والتمسك بالأصل والمحيط الأفريقي.
وتحدث السيد عبد الكريم إيباريزا مستشار الرئيس الرواندي، عن تاريخ الإبادة في رواندا، قائلاً : "أنا الناجي الوحيد من عائلتي، كان القتل من بيت إلى بيت، ولا يفرق بين طفل أو شيخ أو عجوز، وما جرى في رواندا لا يمكن وصفه، وما حدث بعدها من مصالحة كان معجزة".
وتطرقت السفيرة السابقة لجمهورية السودان في تايلاند سناء عوض، في حديثها عن شواهد النهوض الذي حصل في رواندا بالقول إن "ما ساعد الدولة في الانتقال هو المصالحة التي شملت أيضاً قانونا لعدم الانتقام، وتم تطبيق عقوبات صارمة على الخارجين عليه، وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات".
وأكدت أن القضاء على البطالة، ونظام إدارة الجودة، وسن قوانين للحفاظ على الإتكيت الشخصي والآداب العامة وجودة تقديم الخدمات وإعمال المؤسسات، والحوكمة ورقمنة الخدمات العامة بشكل كامل، ساهم في نقلة نوعية في البلاد الذي نحرتها الصراعات على مدى عقود.
وفي حديثه عن كيفية الاستفادة من التجربة الرواندية في اليمن، أشار الباحث اليمني عبد الله التميمي، إلى أن ما حدث رواندا معجزة، ونظرية جديدة يجب أن نستفيد منها فتجارب الشعوب مشتركات إنسانية، والإنسان هو المهم وبإمكانه صناعة الفرق.
وأكد على ضرورة قيام الباحثين ومراكز الدراسات اليمنية بعمل دراسة للتحول في رواندا والاستفادة منه، والحذر من التدخل الأجنبي لدعم الأقليات الذي يزرع الفرقة بين الشعوب، ولقرب ما حدث بإفريقيا بشكل عام مما يحدث في اليمن.
واختتمت الندوة بنقاش واسع من المشاركين عن كيفية الاستفادة من التجربة الرواندية في الصراع اليمني، والبحث عن صيغة جديدة لتحقيق السلام في اليمن بالاستفادة من التجارب الملهمة في رواندا والعالم.