حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الإثنين، من تعميق معدّلات الفقر وعدم المساواة بين الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية (193 دولة)، واتهم النظام المالي العالم بالإفلاس أخلاقيًا وإعاقة نموّ البلدان النامية.

جاء ذلك في كلمته أمام ممثلي الدول الأعضاء في الاجتماع الختامي للدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في المقر الدائم في نيويورك.

وقال غوتيريش: "عدت للتو من باكستان، ولا يمكن تصوّر رؤية منطقة تبلغ 3 أضعاف حجم بلدي (البرتغال) وهي غارقة في الفيضانات والمعاناة والدمار، على خلفية الصراعات الشرسة التي تعرّض ملايين الأرواح للخطر كل يوم".

والجمعة، زار غوتيريش باكستان، للتضامن مع ضحايا الفيضانات المدمّرة التي تجتاح البلاد منذ يونيو/حزيران الماضي.

وأضاف أن "تعميق الفقر وعدم المساواة لا يزالان يعيقان الانتعاش والتنمية"، لافتًا إلى "حالة طوارئ مناخية تؤدّي حرفياً إلى إشعال النار في كوكبنا" وفق تعبيره.

وتابع أن "النظام المالي العالمي مفلسٌ أخلاقياً، ويعاقب البلدان النامية ويعيق طريقها نحو الانتعاش المستدام".

وأكد أن الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة "تميّزت بسلسلة من التحديات العميقة، منها ارتفاع الأسعار وتآكل القوة الشرائية، وتزايد انعدام الأمن الغذائي، وتجمّع ظلال الركود العالمي".

وأشار إلى التحديات "جائحة كورونا، وظهور حالات طوارئ صحية أخرى مثل جدري القرود، وموجات حرّ قاتلة، وعواصف وكوارث طبيعية أخرى".

وأعرب غوتيريش عن امتنانه العميق لرئيس الدورة الـ76 عبد الله شاهد، الذي "قاد أعمال الدورة بمهارة فائقة خلال هذه الأوقات غير المسبوقة".

ولفت إلى أن شاهد "جلب رؤية جديدة لقضايا مثل المساواة بين الجنسين والعمل المناخي، والمنظور الفريد للدول الجزرية الصغيرة".

كما أعرب غوتيريش عن تطلّعه للعمل مع رئيس الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تشابا كوروسي، التي تفتتح أولى جلساتها الثلاثاء.

وتوقّع أن تمثل الدورة الـ77 "اختبارًا للنظام الدوليّ متعدّد الأطراف بشكلٍ لم يسبق له مثيل، واختبارًا للثقة بين الدول الأعضاء".

واختتم كلمته بالقول: "من خلال الدبلوماسية والتفاوض والتسوية، يمكننا مواصلة دعم الناس والمجتمعات وتمهيد الطريق لمستقبل أفضل وأكثر سلامًا لجميع الناس".