اندلعت أعمال الشغب مجددا في عدة مدن إسبانية في وقت متأخر من يوم الخميس بعد الاعتقال المثير للجدل لمغني راب بتهمة إهانة العائلة المالكة في إسبانيا.

ووقعت المظاهرات العنيفة لأول مرة ليلة الثلاثاء بعدما ألقت أجهزة الأمن القبض على مغني الراب بابلو هاسل، ونشبت أعمال شغب جديدة مساء الأربعاء في عدد من المدن الإسبانية من بينها مدريد وبرشلونة وجيرونا وغرناطة.

ووردت تقارير بشأن حدوث أعمال شغب مرة أخرى في وقت متأخر من يوم الخميس. وذكرت صحيفة لا فانجارديا أن المتظاهرين في برشلونة استخدموا صناديق القمامة لتشكيل حواجز وإشعال النار فيها.

كما تضررت المتاجر ودمرت نوافذ صحيفة “إل بريديكو” في الاضطرابات. وأظهرت لقطات تلفزيونية مثيري الشغب وهم يرشقون الشرطة بالحجارة والزجاجات.

كما تم الإبلاغ عن احتجاجات في فالنسيا وتاراجونا وساباديل وجيرونا وليدا وفيزكايا. وجرح عدة اشخاص بينهم شرطي على الاقل أصيب بحجر في رأسه.

وقالت الشرطة الكاتالونية إن ثمانية أشخاص اعتقلوا في برشلونة في ساعة متأخرة من مساء الخميس، بينما اعتقل ثمانية في فالنسيا.

وأصيب العشرات في الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة يوم الأربعاء وألقي القبض على 42 شخصا على الأقل، بحسب ما ذكرته وكالة أنباء “يوروبا برس” الإسبانية يوم الخميس نقلا عن السلطات.

وأصدرت إحدى المحاكم حكما بالسجن تسعة أشهر بحق هاسل، واسمه الحقيقي بابلو ريفادولا دورو، بسبب أداء أغان تتضمن إهانات للنظام الملكي وتمجد العنف.

وأثار سجن مغني الراب غضبا في إسبانيا، حيث تريد الحكومة اليسارية إدخال تغييرات تشريعية لتجنب مثل هذه الأحكام في المستقبل. لكن مثل هذه التغييرات ستأتي بعد فوات الأوان بالنسبة لهاسل.

وكان هاسل وصف الملك السابق خوان كارلوس الأول، الذي غادر إسبانيا إلى أبو ظبي بعد اتهامات بالفساد، بأنه “لص”، في كلمات أغانيه. وتميزت أعماله أيضا بالتلميحات العنيفة حول الساسة المحافظين.

واتهمت نائبة رئيس الوزراء كارمن كالفن من الحزب الاشتراكي يوم الخميس حزب يونيداس بوديموس الشريك الأصغر للائتلاف الحكومي، بالتحريض على المظاهرات التي شارك فيها الآلاف.

وقالت كالفو في حوار إذاعي إنه يجب ألا يتم الدفاع عن الحق في حرية التعبير بالعنف.

وقال بابلو ايتشينجه المتحدث باسم يونيداس بوديموس فى تغريدة في وقت سابق: “دعمي الكامل للشباب- المناهض للفاشيين- الذين يجوبون الشوارع للمطالبة بالعدالة وحرية التعبير”.

وكان هاسل رفض تسليم نفسه طواعية لقضاء عقوبة السجن. وألقت السلطات القبض عليه يوم الثلاثاء الماضي بعدما تردد أنه تحصن في الجامعة الواقعة في مدينة ليدا بكتالونيا.