في مبادرة لافتة لمساعدة الأسر الفقيرة في شهر رمضان، عرض الفنان التشكيلي الموريتاني خالد مولاي إدريس، لوحات كاريكاتيرية للبيع في مزاد علني عبر صفحته على "فيسبوك".

وقال مولاي إدريس للأناضول، إنه لاحظ تزايد اهتمام الموريتانيين في السنوات الأخيرة بالكاريكاتير فقرر أن يستغل لذلك لمساعدة الفقراء بتوفير سلال غذائية لعدد من الأسر المحتاجة في شهر رمضان.
وأضاف: "الفكرة جاءت في ظل ظروف جائحة كورونا وما سببته من إغلاق وزيادة نسبة الفقر في المجتمع الموريتاني، لذلك قررت القيام بهذه المبادرة لمساعدة بعض الأسر الفقيرة".

وأفاد أن العملية تتم من خلال عرض كاريكاتير يومي عبر صحفته على فيسبوك لمدة 24 ساعة بسعر يبدأ من قرابة 30 دولار، وبعد انقضاء المدة المخصصة للعرض تبدأ عملية شراء السلة الغذائية وإيصالها لإحدى الأسر المحتاجة في العاصمة نواكشوط.

وأشار الفنان الموريتاني إلى أنه خصص لهذا الغرض 30 رسمًا من الكاريكاتيرات الأكثر انتشارا (من إنتاجه الخاص) على صفحته الشخصية والتي يتم تداولها بشكل واسع محليا وعربيا.

وأردف: "كان التعاطي مع الفكرة إيجابيا بشكل كبير، حيث تم شراء كل الكاريكاتيرات التي تم عرضها حتى الآن وبأسعار معقولة، وتمكنا حتى الآن من توفير 13 سلة غذائية بأحجام معقولة".

وبين أنه يحمل شخصيا هذه السلال الغذائية في سيارته الخاصة لإيصالها إلى الأسر المحتاجة.

ويعد مولاي إدريس، أحد أشهر الفنانين التشكيليين الموريتانيين، شارك بمعارض دولية، وفاز بالعديد من الجوائز.

استطاع بداية تسعينات القرن الماضي، مع مجموعة من رفاقه، تأسيس اتحاد الفنانين التشكيليين الموريتانيين، لجمعهم في إطار واحد.

كما استطاع أن يساهم في المجهود التربوي من ناحية الرسومات المدرسية والمساهمة في التوعية الصحية.

وعمل إدريس على ترسيخ ثقافة الكاريكاتير بالصحافة المحلية، ونقل الثقافة الموريتانية للعالم عن طريق مشاركته في المهرجانات والمعارض الدولية.

وكانت علاقة "مولاي" بالفن التشكيلي بدأت في مراحل مبكرة، فحين كان طالبا في المرحلة الإعدادية استهواه الأمر، فبدأ الرسم على الجدران ثم الورق.

وعلى الرغم من الغياب التام لفضاءات الرسم في موريتانيا، فإنه تحول في فترة قصيرة نسبيا، إلى واحد من كبار الفنانين التشكيليين في الوطن العربي.​​​​​​​