آخر الأخبار
الحريري يعود لرئاسة وزراء لبنان ويتعهد بوقف الانهيار
الجمعة, 23 أكتوبر, 2020 - 12:20 صباحاً
كلف الرئيس اللبناني ميشال عون رئيس الوزراء الأسبق والسياسي سعد الحريري بتولي منصب رئيس الوزراء الخميس لتشكيل حكومة جديدة لمعالجة أعمق أزمة تواجهها البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990.
وبعد ترشيحه لرئاسة الوزراء للمرة الرابعة قال الحريري إنه سيشكل "حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين، مهمتها تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية، التي التزمت الكتل الرئيسية في البرلمان بدعم الحكومة لتطبيقها".
إلا أنه يواجه تحديات كبرى لتجاوز الصعاب على الساحة السياسية التي تقوم على المحاصصة الطائفية كي يتمكن من تشكيل حكومة عليها معالجة قائمة طويلة من المشكلات منها الأزمة المصرفية وانهيار سعر العملة المحلية وارتفاع معدلات الفقر وتضخم الدين الحكومي.
وسيتعين على الحكومة الجديدة كذلك مواجهة ارتفاع حالات كوفيد-19 وتداعيات انفجار ضخم وقع في مرفأ بيروت في أغسطس آب وأودى بحياة ما يقرب من 200 شخص وأوقع خسائر بمليارات الدولارات.
ودفع الانفجار الحكومة الحالية التي خلفت حكومة الحريري السابقة للاستقالة.
وشغل الحريري (50 عاما) منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات من قبل، وهو منصب يشغله مسلم سني في نظام المحاصصة الطائفية بلبنان. وأطاحت احتجاجات حاشدة اندلعت قبل نحو عام بحكومته الائتلافية السابقة، غضبا من النخبة الحاكمة بسبب عقود من الفساد والهدر داخل أجهزة الدولة.
وكان الحريري المرشح الأوحد في مشاورات اليوم الخميس، وحظي بدعم غالبية نواب البرلمان.
وقال للصحفيين "أتوجه إلى اللبنانيين الذين يعانون الصعوبات إلى حد اليأس، بأنني عازم على الالتزام بوعدي المقطوع لهم، بالعمل على وقف الانهيار الذي يتهدد اقتصادنا ومجتمعنا وأمننا، وعلى إعادة إعمار ما دمره انفجار المرفأ الرهيب في بيروت".
* عالق في دوامة
حذر جان كوبيس المسؤول البارز في الأمم المتحدة "القوى السياسية التقليدية" في لبنان من أن البلد لن يتمكن من النجاة إلا بحكومة فعالة لتجنب الفوضى. وقال "لا تعولوا على المعجزات أو على انتخابات خارجية أو على مانحين أجانب- الإنقاذ يجب أن يبدأ من لبنان وبلبنان".
وجاء تكليف الحريري، المتحالف مع الغرب ودول الخليج، في أعقاب خلافات سياسية استمرت أسابيع وعطلت الاتفاق على حكومة جديدة. وقد حظي بتأييد نواب تيار المستقبل الذي ينتمي له وحركة أمل الشيعية وحزب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وكتل نيابية أخرى أصغر.
وقالت جماعة حزب الله الشيعية التي شاركت في حكومة الحريري السابقة إنها لم ترشح أحدا للمنصب لكنها ستعمل على تسهيل العملية.
وقال محمد رعد رئيس كتلة حزب الله النيابية "مثلكم نحن لن نتعب ولن نمل، ولأننا نرى أن التفاهم الوطني، ولأن نجاح العملية السياسية في البلاد يتوقفان على هذا التفاهم... علينا أن نسهم في إبقاء مناخ إيجابي يوسع سبل التفاهم المطلوب".
ويشكل حزب الله وحلفاؤه بمن فيهم حركة أمل وحزب عون أغلبية في البرلمان.
ولم ترشح الكتلتان المسيحيتان الرئيسيتان الحريري. وقال التيار الوطني الحر بزعامة صهر الرئيس إنه لا يمكن أن يقود سياسي مخضرم حكومة اختصاصيين.
وامتنع أيضا حزب القوات اللبنانية، ثاني أكبر حزب مسيحي والمعارض الشديد لحزب الله، عن ترشيحه.
وسعت فرنسا في أغسطس آب إلى دفع السياسيين اللبنانيين لمعالجة الأزمة غير المسبوقة، لكن آمالها خابت بسبب ما بدا من افتقار لإدراك حساسية الوضع وعدم إحراز تقدم.
وقدم الحريري نفسه باعتباره "المرشح الطبيعي" لتشكيل حكومة جديدة يمكنها إحياء جهود فرنسا التي وضعت خارطة طريق لتنفيذ إصلاحات من شأنها أن تفتح الباب أمام عودة المساعدات الخارجية التي يحتاجها لبنان بشدة. وقال كذلك إنه يتعين على لبنان الموافقة على برنامج إصلاح لصندوق النقد الدولي للخروج من الأزمة.
وما زال الكثيرون في بيروت يتشككون في إمكانية حدوث أي تغيير. وحتى في منطقة الطريق الجديدة، وهي منطقة نفوذ لأسرة الحريري، يشعر اللبنانيون بالإنهاك بعد أن حولت سنوات من الاضطراب الاستياء العام إلى يأس.
وقال عدنان وهو صاحب متجر "حتى إذا جاءوا برئيس وزراء من السماء، لن تنجح أي حكومة في لبنان لأنه ليس هناك دولة بالأساس".
وفي شارع الحمرا في بيروت قالت مروة إنها تشعر بأنها عالقة في دوامة، وأضافت "أعتقد أننا كلنا ربما نغادر البلاد وسيبقون هم هنا".