قالت منظمة الصحة العالمية، إن 10 مستشفيات فقط تعمل في قطاع غزة إلى حدٍ ما، من بين المستشفيات الرئيسية الـ 36 التي كانت تخدم أكثر من مليوني شخص من سكان القطاع، وذلك نتيجة القيود الشديدة على أنواع الخدمات التي يمكنها تقديمها.

جاء ذلك في تقرير نشرته المنظمة، بعد زيارة عدد من موظفيها لمستشفى الشفاء، في مهمة قالت إنها "بالغة التعقيد"، نتيجة الإجراءات التي يفرضها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأدت لمنعهم أو رفض دخولهم لست مرات.

وأكّدت المنظمة أن "استعادة حتى الحد الأدنى من القدرة التشغيلية للمستشفى على المدى القصير يبدو غير معقول، وستتطلب جهودًا كبيرة لتقييم وإزالة الذخائر غير المنفجرة لضمان سلامة الشركاء، وقدرتهم على الوصول إلى المستشفى بالمعدات والإمدادات".

وأوضحت الصحة العالمية أن مباني أقسام الطوارئ والجراحة والولادة تعرّضت لأضرار جسيمة بسبب المتفجرات والحرائق، وأُحرق ما لا يقل عن 115 سريرًا في قسم الطوارئ، ودُمّرت 14 حضـّانة في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، ودُمّر مصنع الأكسجين بالمستشفى، بما يجعل مستشفى كمال عدوان المصدر الوحيد لإنتاج الأكسجين الطبي بشمال قطاع غزة".

وأكّدت المنظمة أهمية إجراء تقييم إضافي شامل لعمل المعدات الحيوية مثل الماسحات الضوئية المقطعية، وأجهزة التنفس الصناعي، والتعقيم، والمعدات الجراحية، وقالت إن "هذا الوضع أدى إلى ترك شمال غزة بدون قدرات المسح المقطعي وبقدرة مختبرية مُقلصة بما يحد بشكل كبير من كفاءة التشخيص".

كما لفتت الصحة العالمية إلى وجود عدد كبير من القبور حُفرت على عمق ضحل مقابل مباني قسم الطوارئ والإدارة والجراحة. وفي نفس المكان دُفنت الكثير من الجثث بشكل جزئي وكانت أطرافها ظاهرة.

وخلال الزيارة شاهد موظفو منظمة الصحة العالمية ما لا يقل عن 5 جثث ملقاة على الأرض ومغطاة جزئيا ومعرضة للحرارة. وأبلغ فريق المنظمة عن رائحة نفاذة للجثث المتحللة تعم مجمع المستشفى. وقالت المنظمة في بيانها: "الحفاظ على الكرامة حتى في الموت، هو عمل إنساني لا غنى عنه".

وقالت منظمة الصحة العالمية إن التوغل العسكري المقترح في رفح لا يمكن أن يؤدي سوى إلى مزيد من تقليص فرص الحصول على الرعاية الطبية، وستكون له عواقب صحية لا يمكن تصورها.

وكررت منظمة الصحة العالمية دعواتها لحماية المرضى والعاملين في المجال الصحي والإنساني والبنية التحتية الصحية والمدنيين. وشددت على ضرورة عدم عسكرة المستشفيات أو إساءة استخدامها أو مهاجمتها.

كما طالبت بآلية فعالة وشفافة وعملية للإخطار الإنساني، وبضمانات السلامة كي تكون حركة المساعدات داخل غزة، بما في ذلك من خلال نقاط التفتيش، ودعت المنظمة إلى فتح مزيد من المعابر البرية للسماح بالوصول إلى غزة وجميع أنحائها بشكل أكثر أمانا ومباشرة.