آخر الأخبار

طفلة غزاوية: تلوت القرآن تحت الركام همسا خشية القصف

ماريا أبو صافي

ماريا أبو صافي

المهرية نت - الأناضول
الخميس, 07 ديسمبر, 2023 - 09:12 صباحاً

"تلوت القرآن بصوت منخفض تحت الركام خشية الدبابات الإسرائيلية".. هكذا بدأت الطفلة الفلسطينية ماريا أحمد أبو صافي، برواية قصتها ومعاناتها برفقة شقيقتها لمدة 4 أيام تحت أنقاض منزلهم المدمر نتيجة غارة إسرائيلية في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.

 

وتم إنقاذ الطفلة ماريا وشقيقتها لانا وأسعفتا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، حيث التقى بها مراسل الأناضول، وروت له حكايتها وعلامات الإرهاق والتعب تبدو على وجهها.

 

وتتذكر ماريا تلك اللحظات قائلة: "حوصرت 4 أيام بدون أكل وشرب تحت الردم والحجارة، وكان المكان ضيقا جدا".

 

وتابعت: "كانت قدما أختي عالقتين وسط الركام وكانت تصرخ من شدة الألم، وظلت 3 أيام حتى استطاعت فك قدميها".

** رحلة مواساة

وأضافت ماريا أنها كانت تحاول مواساة أختها والتهوين عليها خلال أيام حصارهما، بتلاوة آيات من القرآن، حينما يشتد عليها الألم وتبدأ بالصراخ.

 

وقالت إنها بمجرد سماعها أصوات الدبابات كانت تقوم بخفض صوتها وهي تتلو القرآن، خشية أن يتم قصفهما من قبل القوات الإسرائيلية.

وذكرت ماريا أن الدبابات الإسرائيلية أطلقت النار، أثناء تواجدهما في المكان الضيق تحت الأنقاض.

 

وأردفت: "كانت لانا تتوجع وكنت أحكي لها قصصا خيالية، حتى تستطيع النوم، كانت لا تنام من شدة الوجع".

 

وأضافت: " كلما سألت لانا عن أبي وأمي وإخوتي كنت أحاول تسكينها والتخفيف عنها، وكانت كلما تنام وتستيقظ تسأل عن أمها".

** عملية إنقاذ

 

وحول عملية إنقاذها وشقيقتها، قالت ماريا إن شبابا قدموا وقاموا بإخراج أختها أولا ثم حملوها وسألوها عن اسمها وعائلتها وطمأنوها بأنهم سينقلونهما للمستشفى، ويقدمون لهما الطعام والماء.

 

وأوضحت أنهم نقلوها وأختها أولا على ظهر عربة تجرها دابة ثم بواسطة سيارة لمستشفى شهداء الأقصى، حيث لا تزال الشقيقتان تتلقيان الرعاية الطبية اللازمة.

 

يشار إلى أنه بعد الحرب الإسرائيلية انتشرت مقاطع مصورة من غزة لمواطنين يستخدمون عربات تجرها الحمير للتنقل بسبب نقص وقود السيارات، في ظل الحرب الإسرائيلية والحصار الخانق المفروض على القطاع منذ 7 أكتوبر / تشرين الماضي.

 

واشتدّت حدة القصف الإسرائيلي في مناطق القطاع والمعارك مع الفصائل الفلسطينية المسلحة مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مع انتهاء هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أُنجزت بوساطة قطرية مصرية أمريكية، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

 

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى مساء الثلاثاء 16 ألفا و248 قتيلا، بينهم 7112 طفلا و4885 امرأة، بالإضافة إلى 43 ألفا و616 جريحا، فضلا عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية. 




تعليقات
square-white المزيد في عربي