وقّع العراق وقطر، الخميس، "إعلان نوايا" مشتركا وعددا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في عدة مجالات بين الجانبين.

جاء ذلك في إطار زيارة لعدة ساعات أجراها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى العاصمة العراقية بغداد، وفق ما أفادت وكالة الأنباء العراقية "واع".

وبحسب الوكالة، "وقّع العراق وقطر إعلان نوايا مشتركا وعددا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، وحضر مراسم التوقيع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني".

ووقع الجانبان "مذكرة تفاهم في مجال النقل الجوي والبري، ومذكرة أخرى لإلغاء متطلبات التأشيرة لحاملي الجوازات الدبلوماسية"، وفق المصدر نفسه.

ونقلت "واع" عن متحدث الحكومة باسم العوادي، الخميس، أن إعلان النوايا المشترك بين العراق وقطر تضمّن 6 بنود، تناولت التنسيق والتشاور السياسي والأمني والبيئي في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتوسيع آفاق التعاون الاستثماري والتجاري بما يشمل مجال الطاقة.

وعلى صعيد المباحثات، نقلت "واع" عن الأمير تميم قوله، إن "الزيارة إلى العراق تعكس عمق العلاقة بين بلدينا الشقيقين".

وقال في مؤتمر صحفي عقده مع السوداني، إنه "تم بحث تعزيز العلاقات في مجال الطاقة والتجارة والاقتصاد".

وأضاف أنه "تم توقيع اتفاقيات بين القطاعين الخاصين في العراق وقطر"، لافتا إلى أنه "تم مناقشة المبادرات الإقليمية لتعزيز العلاقات بين دول المنطقة ومن بينها مشروع الربط الكهربائي".

وتابع أمير قطر: "ندرك أهمية العراق بالمنطقة، وأمن العراق جزء من استقرار المنطقة"، لافتا إلى "بحث آخر التطورات في المنطقة وأكدنا على ضرورة تغليب لغة الحوار".

وأعلن أنه اتفق مع السوداني على "أن التبادل التجاري بين العراق وقطر يجب أن ينمو".

من جانبه، جدد السوداني في المؤتمر الصحفي، تأكيد "إيجاد تكتل اقتصادي ناجح بين البلدان العربية وبلدان المنطقة (..) وتنسيق المواقف إزاء التحديات المشتركة".

وقال إن "العراق استعاد مكانته الطبيعية ودوره في المنطقة، وهو مستعد للعمل لتحقيق السلام والازدهار"، مشيرا إلى استضافة بلاده أواخر العام "مؤتمر بغداد 2023 للتكامل الاقتصادي والاستقرار الإقليمي".

وأضاف أن "العراق يملك احتياطيا نفطيا يصل إلى 145 مليار برميل"، معربا عن رغبة بلاده "باستثمارات متبادلة مع الأشقاء وخاصة في قطر".

وتابع أن "العراق مستعد للعمل مع الأشقاء لتحقيق السلام والتنمية والازدهار"، وبيّن أنه بحث مع أمير قطر "الفرص الاستثمارية في البناء والإعمار داخل العراق، ومشاركة الشركات القطرية بمشاريع البنى التحتية".

وشدد على أن "هناك رغبة جادّة من قطر للمشاركة في مشروع التنمية"، معربًا عن سعادة بلاده بذلك.

وفي وقت لاحق، أفادت وكالة الأنباء القطرية "قنا"، بأن "الجانبين اتفقا على أهمية نمو التبادل التجاري بين البلدين بشكل مستمر".

ونقلت عن الأمير تميم أنه أعلن عزم قطر "استثمار 5 مليارات دولار في عدد من القطاعات في العراق خلال السنوات القادمة".

وأشار إلى أن "البلدين وقّعا في هذا الصدد على إعلان نوايا مشترك مع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، بالإضافة إلى عدد من الاتفاقيات مع القطاع الخاص في قطر شملت الطاقة والكهرباء وتطوير الفنادق والمباني السكنية الحديثة وإدارة المستشفيات في العراق".

كما أوضح أمير قطر أن "المباحثات شملت أيضًا نقاش المبادرات الإقليمية لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين دول المنطقة، بما في ذلك دعم تطوير مشروع منظومة الربط الكهربائي الخليجي والربط بشبكة جنوب العراق لتوفير الاحتياجات العراقية للكهرباء".

وبحسب المصدر ذاته، بيّن الأمير تميم أن "دولة قطر تشارك في الاجتماعات المعنية بمبادرة العراق طريق التنمية".

كما أشار إلى أنه "تم التطرق خلال المباحثات إلى أبرز التطورات الإقليمية"، حيث شدد الجانبان على "أهمية الحوار والطرق السلمية لحل كل الخلافات".

وبحسب "قنا"، أشاد الأمير تميم "بدور العراق وأمنه في المنطقة، مؤكدا مواصلة دولة قطر دعم وحدة العراق واستقراره، ومساندة الشعب العراقي في تحقيق تطلعاته في الأمن والتنمية".

وفي وقت سابق الخميس، وصل الأمير تميم إلى بغداد، حيث استقبله السوداني بمراسم رسمية، وفق الوكالة العراقية.

وأمس الأربعاء، أعلن متحدث الحكومة العراقية في بيان نشرته "واع" عن الزيارة، مضيفا أنها "ذات أبعاد سياسية واقتصادية هامة".