آخر الأخبار
دراسة: التوتر مفيد ويؤدي إلى تنشيط العقل
تعبيرية
الأحد, 02 أكتوبر, 2022 - 03:18 صباحاً
خصلت دراسة طبية حديثة إلى نتائج مفاجئة مفادها أن التوتر مفيد للإنسان ومن شأنه تنشيط الذاكرة وتعزيز عمل العقل، لكنه يجب أن يكون معقولاً ومحدوداً وليس كبيراً.
وقالت جريدة "دايلي ميل" البريطانية في تقرير، إن الدراسة وجدت بأن التوتر والإجهاد يُمكن أن يكونا مفيدين لكن الإكثار منهما سيكون "ساماً" للإنسان ومدمراً لحالته الصحية.
ويرتبط الإجهاد عادة بالإرهاق العاطفي وضعف الصحة العقلية، لكن الدراسة الجديدة تشير إلى أن القليل منه يمكن أن يكون مفيداً لوظائف الدماغ.
وفي التجارب التي شملت فحوصات الدماغ، وجد باحثون في الولايات المتحدة أن الإجهاد يمكن أن يفيد بشكل إيجابي «ذاكرتنا العاملة» في ظروف معينة.
والذاكرة العاملة هي "المفكرة" الذهنية التي تحتوي على أفكار عابرة وهي مسؤولة عن الاحتفاظ بالمعلومات ومعالجتها مؤقتاً.
ووجد الباحثون أن البشر لديهم بقعة جميلة تُعرف باسم "المنطقة الهرمونية" حيث يمكن للضغط أن يحسن بالفعل ذاكرتنا العاملة، ولكن إذا زاد التوتر بشكل كبير يمكن أن يكون له تأثير "سام" على الوظيفة الإدراكية.
ويقول الباحثون في ورقتهم العلمية: "المستويات المنخفضة إلى المعتدلة من الإجهاد تفيد الذاكرة العاملة التي يُرمز لها بــ(WM)"
.
وتسلط هذه الدراسة الضوء على الأدلة الناشئة عن عملية يؤدي من خلالها الضغط الخفيف إلى فوائد عصبية معرفية.
وخلال الدراسة، فحص الباحثون الاستجابات العصبية لألف شاب، تتراوح أعمارهم بين 22 و37 عاماً، أثناء تحدي الذاكرة العاملة.
ويتضمن التحدي المعروف في علم النفس باسم n-back الموضوعات التي يتم تقديمها مع سلسلة من المحفزات والإشارة إلى متى يتطابق الحافز الحالي مع المنبه من الخطوات السابقة في التسلسل.
وخضع المشاركون لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي الذي يقيس نشاط الدماغ عن طريق اكتشاف التغيرات المرتبطة بتدفق الدم، وذلك أثناء مهمة الذاكرة العاملة لتحديد مستويات التوتر.
وأجاب المشاركون أيضاً على سؤال: إلى أي مدى شعروا أن حياتهم مرهقة وخارجة عن السيطرة؟ وتم تقييمهم لأربعة مستويات تؤثر على كيفية إدارة الأشخاص للأحداث المجهدة.
وكانت هذه المستويات الأربعة هي الكفاءة الذاتية (الثقة في القدرات الذاتية للفرد) والمعنى والهدف (أي الشعور بأن حياتهم مهمة وذات مغزى) والصداقة (أي تصور توفر الرفقة من الأصدقاء) والفائدة والدعم (أي توفر شبكة اجتماعية لتقديم الدعم المادي أو المساعدة).
ووجد الفريق أن أولئك الذين أبلغوا عن مستويات منخفضة إلى معتدلة من الإجهاد المتصور أظهروا زيادة في النشاط العصبي في شبكة الذاكرة العاملة في الدماغ أثناء أداء مهمة بالإضافة إلى زيادة في الأداء السلوكي.
ومع ذلك، فإن قوة هذا الارتباط استقرت عند مستويات عالية من التوتر، ما يشير إلى أن الإجهاد يساعد فقط في إدراك الدماغ إلى درجة معينة قبل أن يصبح مرتفعاً جداً.
ويقول الفريق البحثي في ورقتهم العلمية إن المستويات الشديدة من التوتر ضارة بـ "الأداء العصبي والسلوكي" للذاكرة العاملة.
وبالإضافة إلى ذلك، كانت فوائد الإجهاد المنخفض إلى المتوسط أقوى بين الأفراد الذين يتمتعون بإمكانية الوصول إلى مستويات أعلى من الموارد النفسية الاجتماعية الأربعة.
ويضيفون أن "الموارد النفسية والاجتماعية هي عوامل وقائية فعالة لأنها تخفف من حدة التوتر (ما يجعلها أقل حدة وأكثر قابلية للتحكم)".
ويقول العلماء إن "تأثير التخزين المؤقت هذا يمنع من أن يصبح الإجهاد ساماً".
واستنتج الباحثون أن "الفوائد المعرفية العصبية المحتملة" الناجمة عن الإجهاد أقل بحثاً من الآثار الضارة.
وأضافوا أن الدراسات السابقة التي أجريت على الفئران أظهرت بالفعل وجود صلة بين الإجهاد الخفيف وتحسين أداء الذاكرة.
ويُعرف الإجهاد بأنه "رد فعل الجسم للشعور بالتهديد أو تحت الضغط، وهو أمر شائع جداً، ويمكن أن يكون محفزاً لمساعدتنا على تحقيق الأشياء في حياتنا اليومية، ويمكن أن يساعدنا في تلبية متطلبات المنزل والعمل والحياة الأسرية" حسب التعريف الذي تعتمده السلطات الصحية في بريطانيا.
لكن التوتر الكبير يمكن أن يؤثر على مزاجنا وجسمنا وعلاقاتنا، خاصة عندما نشعر أنه خارج عن سيطرتنا، كما يمكن أن يجعلنا نشعر بالقلق وسرعة الانفعال ويؤثر على تقديرنا لذاتنا.
ويمكن أن يؤدي التعرض للكثير من التوتر على مدى فترة طويلة من الوقت أيضاً إلى الشعور بالإرهاق الجسدي والعقلي والعاطفي، وغالباً ما يسمى الإرهاق.