آخر الأخبار
قبح الإرهاب في المعركة
وقّعت اليمن والإمارات، اتفاقية للتعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب. جاء ذلك خلال اجتماع بين وزير الدفاع اليمني فريق ركن محسن الداعري، و وزير العدل الإماراتي عبدالله النعيمي، نيابة عن وزير الدولة لشؤون الدفاع .
خبر أثار عدة تساؤلات مطلوب البحث فيها.. أول تساؤل حول التحالف العربي الذي تشكل من قوتين رئيستين ( السعودية والإمارات ) لمساعدة الشرعية الدستورية في اليمن , ضد الانقلاب الحوثي , وهو انقلاب ضد عملية التغيير والتحول السياسي الذي توافقت عليه معظم القوى السياسية والذي كان الحوثي أحدها في حوار وطني , كاد أن يرسم دولة اتحادية أكثر ضمانا لحكم رشيد , وشراكة سياسية لجميع القوى بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم الفكرية والعقائدية , انقلاب قلب طاولة الحوار رأسا على عقب , يشعل حرب مهلكة , لا تبقي ولا تذر , شرعت للتدخلات الخارجية , وأضعفت كيان الدولة , لتسهل استباحت الأرض وما عليها للوصي الخارجي , الذي استطاع أن يشكل له أدوات ومخالب , افقدت اليمن سيادتها , وشعبها إرادته , و تسيد المشهد أدوات العنف والتطرف والغلو , الطائفي والمناطقي والجهوي والعقائدي , ولازالت التدخلات هي المسيطر الرئيسي على القرار والاختيار , على الموارد والمرتكزات الاقتصادية و منافذ البلد , والمؤسسات الحيوية , والجزر والسواحل , ونتائج المشاورات والتسويات .
والتساؤل الثاني عن الرباعية , التي أيضا من السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية , من يدير لعبة الحرب والموت في اليمن , و يرسم سيناريوهاتها ويمونها, هم من أخرج عملية تغيير شكل ومضمون الشرعية الدستورية , هم الداعمين والمنفذين لعملية محاربة الإرهاب , ودعم الفساد .
تبقى الأسئلة المهمة , حول طرفي هذا الاتفاق , وهما دولة الإمارات , كشريك فاعل في التحالف العربي والرباعية , و وزير الدفاع للشرعية اليمنية .
ما حاجة الإمارات لهذا الاتفاق ؟, مع شرعية اليوم كان لها يد في صناعتها ؟ بعد أن فككت الشرعية الدستورية , وشنت حرب على أدواتها , واستهدفت قواتها العسكرية في خرق واضح لمضمون التدخل , ومواثيق الأمم , وهي اليوم تعقد اتفاقا مع شرعية تستطيع فرض الإملاءات عليها , إملاءات الاستدعاء والحجز , بل هي من تملك قرار الحرب في اليمن , وتديرها كبيادق , وتتدخل وقت اللزوم عسكريا لحسم المعركة لصالح بيادقها واجنداتها , ومعركة الإرهاب نعرف جميعا فصولها ,كل من يرفض التدخل الخارجي هو إرهابي ,وكل من يقدم الولاء والطاعة لداعمي الحرب ,ويقبل التوظيف فيها هو شرعي ودستوري في نظر الداعمين .
حاجتها لهذا الاتفاق , ليس لمصلحة اليمن , بل لمعركتها مع شركائها في التحالف ,واختلاف الأطماع والأجندات القديمة والجديدة , وعندما تبدأ الأطماع , وتتقاطع الأجندات , يبدأ الصراع يتخذ شكل جديد , تبدأ المؤامرة تسري بين الجسد الواحد , في معركة سهلة على الإمارات والسعودية , وبريطانيا والولايات المتحدة , لأنها ليست على أراضيها , فهي على أرض اليمن وبأدوات يمنية غبية , والقانون لا يحمي المغفلين , وان وجدت أدوات اللعبة , الكل يلعب بها , والضحية وطن ومصير امة .
ستبقى معركة محاربة الإرهاب , العذر الأقبح من الذنب نفسه , أي الإرهاب الأقبح من الإرهاب نفسه , الذي مزق أواصر البلد , وأثخنه بالثارات , وعزز من دور أدوات العنف والتطرف والغلو , وشكلها بتشكيلات عسكرية , مهمتها هي تنفيذ المخطط , والمخطط هو القضاء على فكرة الدولة في اليمن , وتدمير فكرة الوحدة , واحتواء أدوات التنمية السياسية , من أحزاب ومنظمات ونقابات ,وتعطيل فكرة التغيير والتحول المنشود لحكم رشيد ونظام ديمقراطي , ودولة النظام والقانون , والمدنية , ليكن العنف وأدواته هو الحاكم والمتحكم , ولهذا يتم تخصيب البيئة له و لزراعة ادواته , والشعب يحصد ثماره اليوم , قتل وانتهاك وتدمير وخراب وثارات وشقاق وعقوق , وكل مفردات الشر هي اليوم السائدة , والله المستعان.
*المقال خاص بالمهرية نت*