آخر الأخبار

قبح الإرهاب في المعركة

الأحد, 18 ديسمبر, 2022

وقّعت اليمن والإمارات، اتفاقية للتعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب. جاء ذلك خلال اجتماع بين وزير الدفاع اليمني فريق ركن محسن الداعري، و وزير العدل الإماراتي عبدالله النعيمي، نيابة عن وزير الدولة لشؤون الدفاع .

خبر أثار عدة تساؤلات مطلوب البحث فيها.. أول تساؤل حول التحالف العربي الذي تشكل من قوتين رئيستين ( السعودية والإمارات ) لمساعدة  الشرعية الدستورية في اليمن , ضد الانقلاب الحوثي , وهو انقلاب ضد عملية التغيير والتحول السياسي الذي توافقت عليه معظم القوى السياسية والذي كان الحوثي أحدها في حوار وطني , كاد أن يرسم دولة اتحادية أكثر ضمانا لحكم رشيد , وشراكة سياسية لجميع القوى بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم الفكرية والعقائدية , انقلاب قلب  طاولة الحوار رأسا على عقب , يشعل حرب مهلكة , لا تبقي ولا تذر , شرعت للتدخلات الخارجية , وأضعفت كيان الدولة , لتسهل استباحت الأرض وما عليها للوصي الخارجي , الذي استطاع أن يشكل له أدوات ومخالب , افقدت اليمن سيادتها , وشعبها إرادته , و تسيد المشهد أدوات العنف والتطرف والغلو , الطائفي والمناطقي والجهوي والعقائدي , ولازالت التدخلات هي المسيطر الرئيسي على القرار والاختيار , على الموارد والمرتكزات الاقتصادية و منافذ البلد , والمؤسسات الحيوية , والجزر والسواحل , ونتائج المشاورات والتسويات .


  والتساؤل الثاني عن الرباعية , التي أيضا من السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية  , من يدير لعبة الحرب والموت في اليمن , و يرسم سيناريوهاتها ويمونها, هم من أخرج عملية تغيير شكل ومضمون الشرعية الدستورية , هم الداعمين والمنفذين لعملية محاربة الإرهاب , ودعم الفساد .

تبقى الأسئلة  المهمة , حول طرفي هذا الاتفاق , وهما دولة الإمارات , كشريك فاعل في التحالف العربي والرباعية , و وزير الدفاع للشرعية اليمنية . ما حاجة الإمارات لهذا الاتفاق ؟, مع شرعية اليوم كان لها يد في صناعتها ؟ بعد أن فككت الشرعية الدستورية , وشنت حرب على أدواتها , واستهدفت قواتها العسكرية في خرق واضح لمضمون التدخل , ومواثيق الأمم , وهي اليوم تعقد اتفاقا مع شرعية  تستطيع فرض الإملاءات عليها , إملاءات الاستدعاء والحجز , بل هي من تملك قرار الحرب في اليمن , وتديرها كبيادق , وتتدخل وقت اللزوم عسكريا لحسم المعركة لصالح بيادقها واجنداتها , ومعركة الإرهاب نعرف جميعا فصولها ,كل من يرفض التدخل الخارجي هو إرهابي ,وكل من يقدم الولاء والطاعة لداعمي الحرب ,ويقبل التوظيف فيها هو شرعي ودستوري في نظر الداعمين .

حاجتها لهذا الاتفاق , ليس لمصلحة اليمن , بل لمعركتها مع شركائها في التحالف ,واختلاف الأطماع والأجندات القديمة والجديدة , وعندما تبدأ الأطماع , وتتقاطع الأجندات , يبدأ الصراع يتخذ شكل جديد , تبدأ المؤامرة تسري بين الجسد الواحد , في معركة سهلة على الإمارات والسعودية , وبريطانيا والولايات المتحدة , لأنها ليست على أراضيها , فهي على أرض اليمن وبأدوات يمنية غبية , والقانون لا يحمي المغفلين , وان وجدت أدوات اللعبة , الكل يلعب بها , والضحية وطن ومصير امة .

ستبقى معركة محاربة الإرهاب , العذر الأقبح من الذنب نفسه , أي الإرهاب الأقبح من الإرهاب نفسه , الذي مزق أواصر البلد , وأثخنه بالثارات , وعزز من دور أدوات العنف والتطرف والغلو , وشكلها بتشكيلات عسكرية , مهمتها هي تنفيذ المخطط , والمخطط هو القضاء على فكرة الدولة في اليمن , وتدمير فكرة الوحدة , واحتواء أدوات التنمية السياسية , من أحزاب ومنظمات ونقابات ,وتعطيل فكرة التغيير والتحول المنشود لحكم رشيد ونظام ديمقراطي , ودولة النظام والقانون , والمدنية , ليكن العنف وأدواته هو الحاكم والمتحكم , ولهذا يتم تخصيب البيئة له و لزراعة ادواته , والشعب يحصد ثماره اليوم , قتل وانتهاك وتدمير وخراب وثارات وشقاق وعقوق , وكل مفردات الشر هي اليوم السائدة , والله المستعان.
 

*المقال خاص بالمهرية نت*