آخر الأخبار
أكتوبر الثورة .. 59 عاما من الخذلان
في الذكرى 59 لثورة 14 أكتوبر المجيدة , مجدها في ما تمثله من تطلعات الناس في التحرر من الاستعمار , ومن أذنابه من السلاطين والإقطاع , في استعادة حق الشعب في السيادة والكرامة على أرضه , لينعم بمقدرات بلده وخيراتها , في ان يعيش كما يعيش سائر الأمم المتحررة .
أكتوبر الثورة , قامت من أجل انتشال الريف من العصبيات والجهل والتخلف , و تحرر العقل في تلك المناطق من أغلال مخلفات ماض رث كان يرسخ حكما عشائريا قبليا طائفيا مناطقيا , ويعزز الفارق السلالي بين البشر , بالعرق واللون والمنطقة , وتحطيم الفوارق الطبقية , التي تصنف الناس لوجاهات و أسياد وعبيد ورعيه , وتقسم البلد لمناطق واتجاهات , وتعزز الكراهية والعنصرية .
59 عاما من الثورة , لازال التخلف والجهل هو السائد ,ولازالت العصبية والسلالية مؤثرة في ذهنية بعض المناطق , مع شبه تحرر شكلي في البعض الآخر .
59 عاما من الثورة لم تثمر ما يفي بتطلعات الفدائيين الذي قدموا دماءهم وأرواحهم وأشلائهم من اجل حرية الناس وكرامتهم , بل أثمرت صراعات اشد الما و وجع , رسخت تلك الصراعات المناطقية والسلالية والعصبية بكل قذارتها , وللأسف أن تلك القذارة غزت عدن بقوة بندقية الثورة , تجردها من كل ما هو جميل تشكل بفعل حضارة المستعمر , وفعل احتضانها لكل الأعراق والثقافات والأطياف , واستطاعت عدن حينها , أن تضبطهم بنظام وقانون , جعل من اختلافهم نعمة , لا نقمة , والمؤسف اليوم عدن مشبعة بالكراهية والعنصرية , وخلال 59 عاما يحاولون تجريد عدن من مقوماتها كمنطقة اقتصادية وميناء حر , ومن ألقها و تميزها وريادتها , كمنبر ثقافي وفكري وسياسي ونقابي ورياضي وفني ....... و الخ من كل ما هو جديد كانت عدن بوابته للمنطقة والوطن .
الحقيقة المرة التي يجب أن تقال , أن ما بعد 2015م هي أشد المراحل ضررا بعدن , المراحل الأولى كان التجريف يمارس على استحياء , بحكم ضوابط الدولة القائمة , وكان التجريف يحتاج لتشريع , ولهذا كان يسير ببط وحذر شديد , وعندما سقطت الدولة في 2015م سقط الخجل الحيا , ومورس التجريف ببجاحه , تحت مقولة عدن حقنا , وتجرأ البعض القول سندمر عدن نبنيها من جديد , والقصد هنا واضح يجب إفراغ عدن من أيقونتها الثقافية والفكرية , من تنوعها العرقي والثقافي والسياسي , يجب أن يفل إشعاع عدن , الذي أنار عدن والجنوب واليمن والمنطقة , ليعاد بناء عدن وفق مخطط أعد في الخارج , ومدعوم إقليميا , وتنفيذ أدوات الداخل الأكثر تعصب وعصبية , الأكثر عنف وكراهية لكل ما هو جميل ورائع في عدن .
واقع اليوم يستدعي دراسة 59 عاما من الصراعات الدموية , يستدعي قراءة مسرح العمليات الفدائية في الستينات , يستدعي الإجابة على كثير من الأسئلة التي يرددها الناس المخذولون اليوم من ثورة أكتوبر , لماذا قامت الحرب الأهلية في 67 ؟ ولماذا طرد فدائيي جبهة التحرير وكل فدائي معارض للجبهة القومية ؟ , وما سبب حروب الرفاق العبثية , ابتدأ من الانقلاب على الرئيس قحطان الشعبي للرئيس سالمين لحرب يناير 56 م لتسليم البلد للقوى التقليدية في الشمال بوحدة غير محسوبة العواقب , لحرب 94م الذي كان فيها الجنوبيين منقسمين مع وضد , والى اليوم الذي لازال البعض يعيد استدعاء ذلك الماضي , ويصفي حساباته مع خصومة , و يتكئ على ثاراته , ويستند على شيطنة الآخرين , سياسة فرق تسد الاستعمارية , ومحاربة الإرهاب التي خرجت من عباءة تلك السياسة , والهدف أن تعود لحضن المستعمر الباغي , الارتهان والتبعية لأذنابة في دول الخليج , والله المستعان مما يحدث , لو كان للشهداء القدرة على البوح لصبو لعناتهم عليكم , ولكن التاريخ سيسجل لعناته عليكم للأجيال القادمة , والتاريخ لا يرحم.
** المقال خاص بالمهرية نت **