آخر الأخبار
ما ذنب الصحفي أحمد ماهر؟!
التأمل في فيديو الصحفي أحمد ماهر , يضع أسئلة كثيرة منها ( ما ذنب الذين يختلفون مع النظام , ويؤمنون بأفكار قد تتعارض مع أفكار من يتحكمون بالأرض؟!
إنها مجموعة أسئلة تضعنا على طريق الحل , وهي الدولة المحترمة التي تستوعب كل الأفكار الإيجابية , وتضبطها بنظام وقانون ( الدستور ) الذي يضبط إيقاع العلاقات بين المختلفين , وينظم هذا الاختلاف ليكون إثراء للمجتمع والحياة السياسية والثقافية , لكي نرتقي للأفضل , ونسمو في مواقفنا من بعض .
لم يكن الزميل أحمد ماهر إرهابيا , بل إنه وجد في مرحلة يحكمها فكر أن تكون معي , أو أنت إرهابي إخواني متآمر .
الإشكالية التي سببت الأرق لواقع اليوم , إنك يجب أن تخضع للقوي والمستبد والمتعجرف , أو تتعرض للتنمر , ويمكن أن يصل بك الحال أن تختار ما يلبي تطلعاتك , وتتجه نحو من يحمل فكر الدولة التي تنشد , وتنتسب لها , وترتاح وأنت تسمع المجتمع الدولي والإقليمي , وهو يعترف بها كشرعية دستورية , ويزداد ارتياحك أنك لم تنتسب لأي شكل من أشكال المليشيا , ذات الانتماء والتكوين المناطقي والجهوي , الطائفي والمذهبي , وترى أنك في الطريق الصحيح .
وفجأة تتغير الموازين , لأن المخرج أراد ذلك , واستطاع بمؤامراته أن يعيد تموضع الأدوات , ليضعها بدلا من الشرعية , ويضع الشرعية في قائمة الإرهاب , واختلط الحابل بالنابل , يا تكون أداة رخيصة في مشروع لا ملامح له , غير أنه يعيد البلد للطاعة , ويعيد لرأس السلطة جعنان , وكل ما هو شرعي , أو بقرار شرعي , أو حتى انتماء شرعي , هو إرهابي , بمواصفات محاربة الإرهاب اليوم , وهي السياسة البديلة لفرق تسد الاستعمارية , التي وجدت من أجل تصفية الشرفاء والأحرار , وكل من يرفع صوت لا للتبعية والارتهان والوصاية .
الزميل العزيز والصحفي والقلم الحر أحمد ماهر , الذي سخر وقته وكتاباته للدفاع عن المظلومين والمقهورين , ورفض الكراهية والعنصرية , ودولة الاستبداد , دولة الصنم الذي يصنع بقوة المال والسلاح القادم من خلف الحدود ,ويبني حوله جسر من الأقربين عرقيا مناطقا سلاليا , مع قليل من متعصبي الايدلوجيا لزوم الحبكة , هو من يصرف لشعب صكوك الوطنية , وبراءة الذمة والغفران , هو من يحدد من الإرهابي من غير الإرهابي , وهو من ينفذ سيناريوهات العبث والمخطط خارجيا .
كم شخص خرج من تهمة الإرهاب براءة , وفجأة وجده الناس يتربع سلطة , فالإرهاب اليوم هو ترهيب , من ثم توظيف , هكذا تدار الأمور والضحايا كثر , والإنصاف بعيد المنال , والعدالة تحت السيطرة , والكل معلق من لغاليغة , والنتيجة مسرحيات هزلية , وحركات سمجة , يعتقد أصحابها أنهم أمام شعب فاقد الذاكرة , فهم لا يدركون أن الشعب الذي يشاهدهم , يمتلك من التجربة والوعي , وأن المعاناة قد عصرته , ويسخر من كل أعمالهم الغبية .
لم نر متهما مدانا في كل العمليات الإرهابية التي نفذت في عدن , أين قتلة المحافظ الشهيد جعفر محمد سعد ,وقتلة الأئمة ورجال الدولة والأمن والمعلمين والقائمة طويلة , أين كل المجرمين والمعلن القبض عليهم ؟!!
أطلقوا سراح الصحفي احمد ماهر , إن كنتم صادقين في ثقافة التصالح والتسامح , وكفى استخفافا بالعقول , وأوقفوا انتهاكاتكم لمختلفين عنكم والمخالفين لكم , الناس لن تسكت , فالصمت عار , والموت أرحم من الخنوع والاستسلام.
*المقال خاص بالمهرية نت