آخر الأخبار

من شرعية إلى دون مشروعية

الثلاثاء, 12 أبريل, 2022

لا ننكر أننا كنا بحاجة لإصلاح حال الشرعية، التي تهالكت بفعل الانشقاقات المتعاظمة، والمنازعات التي حالت دون وحدة الصف في مواجهة مشروع سلالي إمامي يبتلع الجميع.
 
خلل الشرعية ساهم فيه الجميع، وعلى رأسهم التحالف، الذي خرج عن هدف دعم الشرعية، إلى تفكيكها، وصناعة ودعم قوى خارجها، تتعارض والهدف المعلن، لتنفيذ هدف إجبار الشرعية ورئيسها على البقاء خارج الوطن، مرتهنون مهانون في بلد المهجر، تعرضوا لابتزاز وتسويف، كانت نتائجه حرب عبثية، خدمت لحدٍ بعيد الانقلاب الحوثي، وأصابت أجزاء في الشرعية بضرر قاتل.
 
هو ذات التحالف الذي يعلن فشل الشرعية اليوم، ويحملها فشله الحقيقي، تهور واستنزاف لأموال دعم التناقضات، والمؤامرة عليها، لو صبت كل تلك الأموال لدعم هدف المعركة، لتحقق النصر بتكلفة أقل وزمن قياسي.
 
ما يُحاك اليوم من سيناريو نقل السلطة، هو استمرار لعقلية الفشل، نقل يهد شرعية الثورة، ويبني عليها شرعية تواليه، وتنفذ مخططاته، يعيد تموضع الأدوات التي صنعها، في تشكيله تضم مركز قوى وعنف، وضعت في قالب مفخخ يمكن أن ينفجر بعود ثقاب، ليتحول شظايا تصيب كل جزء اليمن، وتعيد توجيه المعركة بقوة للداخل اليمني، وتحمي أراضيه من الضربات الموجعة.
 
سيناريو لم يستوعبه المواطن اليمني من أول تفحصه لأدوات المشاورات، والإعلان المسبق للأموال المستحقة، ومن ثم قنبلة نقل السلطة، المشاورات المشروطة بعدم الحديث عن سقطرى والمهرة، والريان وبلحاف وميون، وأين تذهب إيرادات بيع النفط والغاز، واقتصر الحديث عن إصلاح الشرعية، أو بمعنى آخر البحث عن وسائل للتخلص من منغصاتها عن السيادة، ومن خلال متابعة فيديوهات حوار الشق السياسي، اهتدى التحالف لمراده، وأعلن عن قنبلته التي تطلبت فرض أمر واقع بإرغام أدواته في المشاورات على التوقيع، ومن رفض أو حاول أن يعترض، احتجز تحت الإقامة الجبرية، ومورست في حقه كل وسائل الضغوطات والانتهاكات المدانة دولياً.
 
راهن التحالف على شعب منهك ومحطم، بعد ست سنوات من التجويع والتركيع، بعد حروبٍ عبثية تصدح فيها شعارات تدغدغ أحلام وتطلعات الجماهير، وهي تدمر كل تلك الأحلام، وتخنق كل صوت حر يصدح ضد الظلم والقهر، وانتهاك السيادة والإرادة.
 
اليوم يبحث هذا المواطن المسكين عن لقمة عيش تبقيه على قيد الحياة، و يقدم له التحالف وجبات جاهزة، في خطاب يروج للرخاء والاستقرار والانفراج، والدعم غير المحدود، على أمل أن يصبر ويصابر سنوات أخرى من العبث، والبحث عن أمل ضائع وغير مرئي ولا مؤشرات واضحة تشير إليه.
 
قرار نقل سلطة غير دستوري، أحيك في غرف مغلقة، ولم يستند لإرادة شعبية، ولا سيادة دستورية وقانونية، كان يمكن أن يحاك في أروقة مجلس النواب، في عقد جلسة يقدم فيها المسرحية بشكل أفضل، يعلن الرئيس استقالته، ويشكل مجلس النواب مجلساً رئاسياً، حتى هذه الخطوة مستحيل أن يقبلها الجميع، فلازال الشعب اليمني يحتفظ بضمير وطني، ويرفض الارتهان للاملاءات، ولازالت القوى الخيرة والشريفة مستبعدة، لرفضها الارتهان والقبول بإملاءات الخنوع.
 
التحالف يحيك مؤامراته بأدوات تقبل أن تنفذ ما يملى عليها، كما قيل (نحن مع السعودية تضربنا حيثما تريد في الداخل أو في الخارج)، هذه الوصفة السحرية للعملاء والمرتهنين، للباحثين عن سلطة تقدم لهم على طبق من الذل والمهانة، من تحالف منتقم شر انتقام من يمن الأصالة والتاريخ.
 
لا ندافع عن شرعية قبلت أن تكون أداة، لا في السابق ولا في الحاضر، بل ندافع عن ما تبقى من ضمير وطني، كان يرفض أن يتنازل عن الأرض والهوية، رغم ما تعرض له من ضغوطات، ونرفض الوصاية والارتهان، وحياكة السيناريوهات الغبية، والمسرحيات الهزلية، التي تغدق فيها أموال، ويضحك بها على شعب، وهي تشرعن استمرار الانتهاكات والتعذيب والتركيع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* هذا المقال خاص بموقع المهرية نت