آخر الأخبار
مشاورات الترويج للنظام البائد
ما زالت نخبة النظام القديم , تتحفنا بإعادة تسويق نفسها القادرة على إيجاد الحلول , متجاهلة كل ما سببته للوطن من وهن , كان آخرها تسليم البلد لقوى العنف والعصبية وتطرف , و فرز مناطقي وطائفية , ترسخ بسبب الاستخدام السيئ للتناقضات , لحماية الصنم و منظومته السياسية التي تشكل تلك النخبة عمودها الرئيسي .
من العيب ان يعاتب هولا شعبا حكموه 33 عاما بالحديد والنار , ونهبوا خيراته واحرقوا مجهود نضالاته , دمروا هامش ديمقراطي كان يقاوم استبدادهم وتسلطهم , ودمروا تعدد حزبي كان يكافح البقاء محافظا على بعض قيم الحريات والشراكة والتعدد الفكري والثقافي , الذي تعرض لالة سحق لا ترحم , أوصل الحال لثورة شعب , ما كان لها ان تكون لو لم تتوفر لها الظروف الموضوعية والذاتية .
يبقى السؤال لماذا عجزت الثورة الشعبية من تغيير هذا النظام ؟ وإحداث تغيير وتحول حقيقي يلبي تطلعات الثائرون من الشعب
ونخبه السياسية ؟
الحقيقة هي في قدرة النظام الذي كان متوغلا في تحالفات إقليمية ودولية خطيرة , وتامر على مستقبل البلد وتهديد السلام في المنطقة , كان شريكا مع قوى استخباراتية دولية وإقليمية تآمرية , تعبث بمصالح الأمة الإسلامية والعربية , وكان أداة من أدوات تلك القوى , في تعطيل نهضة البلد وتحويله لسوق كبير للبضائع التالفة والتهريب ,وشعب يعيش على فتات التسول , والدعم الدولي والعربي الذي يذهب لبنوك خارجية , واليوم نشهده واضحا في مشاريع استثمارية كبرى في دول العمالة والارتزاق .
أرجو أن لا تستغفلنا هذه النخب بما تيسر من إنجازات حركة العصر , وما حدث من تطور عمراني , وشق طرق , مقارنة بثلاثة وثلاثين عاما , لا تساوي شيء , مما قدم من دعم دولي وعربي , وضع اليمن في مسار أكثر الدول تسولا في العالم .
موقف تلك النخب يعد وسيلة دفاع عن استثماراتها المكتسبة من فساد السلطة , ومصالحها القذرة , ومصالح أسيادها , التي كانت تربي عجول و قطيع من المدافعين عن ذلك الفساد ومنظومته المستبدة التي استأثرت بالسلطة والثروة .
اليوم بعد( 12 عاما ) من الثورة , وثمان أعوام من الحرب العبثية ضد الثورة وقواها الحية , يراد للشعب والثائرين ان يتنازلوا عن ثورتهم , يقبلون بعودة النظام الذي اوقعهم في مستنقع الحرب , وهو القادر على ان ينتشلهم منها , وينقذهم من هذا المستنقع القذر , بدعم إقليمي ودولي , يكشف حجم التحالف مع النظام .
مشاورات الرياض ما هي إلا سيناريو تصالح وتسامح مع النظام البائد , اختير حضورها من كل ابوق الصراع , وأدوات العنف , وكل طارئ أوجدته الحرب , لغرض تنفيذ مخطط افشال الثورة , كانت الشبابية او الجنوبية , ثمان سنوات من الحرب , كافية لتقديم الدعم للثورة المضادة , ونشأة معوقات نجاح التغيير والتحول , كافيه لاستهداف القوى الحية للثورة , من المقاتلين.
المقال خاص بالمهرية نت