آخر الأخبار

النزق و الصبيانية و جنوب اليمن    

الأحد, 20 مارس, 2022

 ما يحدث في الجنوب , هو تكرار نزق وصبيانية الثوار منذ 67م , نزق جعل من عدن عاصمته , وبالتالى صارت حلبة صراعه مع الآخر .
  نزق وصبيانية وعنجهية , تريد الاستفراد بالسلطة والحكم , وترى وجود الآخر المختلف والمخالف , كان عقائديا أو فكريا أو حتى مشروع سياسي وثقافي , يعترض طريق الاستفراد .


  نزق يختار سياسة السيطرة والتمكين , وهي السياسة التي لا تتوافق و قيم العدالة والحريات والمواطنة والتوزيع العادل للثروة , وحق الشعب في تسيير أموره , فيسعى مضطرا للاستحواذ على مصادر الثروة والإيراد , وفرض الجبايات والاتاوات , واستخدم القمع والاستبداد والطغيان لتوفير ملاذ آمن له وأطماعه .  
  ما نراه اليوم من هجمة شرسة ضد الآخر في الجنوب , هو نزق سياسي لذات التيار الرافض بقبول الاخر والتقارب مع المختلف , وكان معارضا للمؤتمر الجنوبي الجامع , وهو الذي ذهب متفردا في تشكيل كيانه بتحالفات مع بقايا النظام البائد المرفوض شعبيا , هو نفسه الذي أقصى وهمش كل صوت مغاير , بل وشن حروب تصفيه لكل معارض يدعو للتغيير , وعندما اشتد الصراع الداخلي فيه , ارتمى بسذاجة لوحدة غير محسوبة العواقب , وعندما فقد مصالحه فيها  خرج منها يلعن ويشتم بأقذر الأوصاف , ورمى كل فشله وخيبته على الوحدة كقيمة , والهوية والاصالة والتاريخ الذي تنكر لهما , وذهب ينبش في قمامات الماضي عن هوية تخصه , ولم يجد غير مشروع استعماري رفضه أحرار وشرفاء الامة منذ نصف قرن , هو ذاته الذي حرض على قيم الجمهورية والوحدة والديمقراطية , فغرق في وحل من الكراهية والعنصرية , واختلت منظومته السياسية أخلاقيا وقيميا .  

  هو ذاته الذي ينهار أمام المشاريع الوطنية والإنسانية الكبيرة , فلجئ للدعم الخارجي المهين , وارتهن لأجندات هذا الدعم , وخرج في خطابه يعلن أنه أداة بيد الداعم يضرب به حيثما يريد في الداخل والخارج , ويبصم له بالأرض , ويعلن قبوله أن يكون تابع , وهو ما حدث فعلا صار أداة تنفذ مخططات إضعاف فكرة الدولة حيث ما وجدت , وتدمير المؤسسات , واختطاف أدوات التنمية السياسية والاجتماعية والثقافية , وأدوات العدالة والإنصاف , فسيطر على النقابات ومنظمات المجتمع المدني , وسعى بكل ما يملك من تعطيل دور العدالة والإنصاف , واستثمر سيطرته وتمكنه  في التصدي لأي فكره او مشروع يعيد نفس الدولة , ويحيي مؤسساتها , بالتحريض والحشد , وتأجيج نزق وصبيانية الحماس الثوري الغير واعي , وما لم يستطيع عمله بذلك يعلن نفير العنف والسلاح , وطرد ما تبقى من أشكال الدولة , وعجز على أن يكون البديل ولو في نسبة مقبولة .

    هو نفسه التيار الدموي , الذي يعلن أنه صاحب الحق بالجنوب , ويرفض كل من ينافسه بذلك الحق , ويدفع لتفجير الوضع في المناطق الأكثر استقرار وتحسنا من مناطق سيطرته , هو بكل اختصار اداءة تدمير , و ورقة تستثمر من قبل الأعداء , وعندما تحرق يداس عليها وترمي في المزبلة , ومصيرة مزبلة التاريخ الذي يرحم حيث سيكون مصدر خزي وعار في تاريخ الأمة ,حاضرها ومستقبلها .     المقال خاص بالمهرية نت