آخر الأخبار

واقع الثورة المفخخ

الأحد, 06 مارس, 2022

لم نختلف مع المؤتمر الشعبي العام كحزب سياسي , مكفول حقه في الممارسة السياسية , بل اختلفنا على اختطافه من قبل نافذين, للإبقاء على سلطة مختطفة, وتضييق الخناق على الحريات وحق الاخرين في الممارسة السياسية , والتبادل السلمي للسلطة , والتوزيع العادل للثروة .
  من يؤمن بدولة الحق والضامنة للمواطنة , يتمسك بمبدأ التعددية والديمقراطية , وحريص على ان يكون مع الدستور والنظم والقوانين الضابطة لكل ذلك .
  تبقى الأحزاب هي أدوات التنمية السياسية , وهي أيضا أعمدة النهضة , ان كانت صلبة وغير معوجة , صلحت التعددية والديمقراطية , ونهضت بالبلد .
  مشكلتنا ليست في التعددية والديمقراطية , بل في ضعف أدواتها وهشاشة أعمدتها ,إن أردنا إصلاحها , نهتم في إصلاح الأدوات , فلا حرية ولا ديمقراطية , ما لم تكن هناك تعددية سياسية , وأحزاب تؤمن بتلك المبادئ وتمارسها في إطارها الداخلي وهيئتها قبل ان تتغنى بها كشعارات للتسويق الانتخابي .
  النظم المتعددة الأحزاب والأفكار تعتبر جزءا أساسيا أصيلا من أي دولة ديمقراطية تسير على نهج سليم , وتعلن شعار الحرية والاستقلال .
  من يحارب الأحزاب , ويضيق الخناق على التعدد السياسي والفكري , يعلن بشكل واضح وجلي أنه ديكتاتوري رجعي متخلف , استبدادي يعمل على اختطاف الدولة والوطن لذاته , ولا صوت يعلو فوق صوته , ويستبدل التكتل الحزبي المستند على الأفكار , ل تكتلات ضيقه مناطقية طائفية و إثنية , تستند على النعرات والتمايز العرقي , والحق الإلهي والسلالي .
  هذا ما شهدناه في السابق , من حزب السلطة , الذي جعل من الديمقراطية عنوان عريض مفرغ من المبادئ , والتعددية وسيلة لتفريخ أحزاب داعمة لسلطته وجبروته , واهتم بتدمير مقدرات الأحزاب المبدئية الفاعلة على الأرض , وفخخ أحزاب السلطة بمشائخ القبائل وشيوخ التعصب الديني والسلالي , وحولها لأوعية للصراع الأيديولوجي , والتناقضات السلبية .
  مما فجر ثورة ترفض اختطاف الجمهورية والوحدة والسلطة والاستئثار بالتعددية والديمقراطية واحتوائها لخدمة أطماعه وفساده .
  وتطلع الناس من تلك الثورة ان تنمي أدوات العمل , والبدء بدعم أحزاب سياسية قوية , تستطيع ان تساهم في تحقيق تطلعات الناس في دولة محترمة , ضامنة للمواطنة , تعددية وديمقراطية , خاليه من الاصنام , والعنف والاستبداد والتطرف والغلو , والنعرات والكراهية , وكل امراض الماضي البائس .  
مرحلة الثورة التي لازال مخاضها يقاوم كل المؤامرات والدسائس والاطماع , وفيه تطفوا للسطح شوائب النضال , من المنافقين الافاقين , والذين يجيدون القفز السريع من قارب لقارب بحثا عن المصالح , والتطفل على عملية التحول المنشود , ويشوهونها و يعكرون صفو التغيير فيها , و واقعنا اليوم صورة من تلك الصور , يطفو على سطحه شوائب التطرف والعصبية والغلو والكراهية والعنصرية , و وجد من وظف تلك الشوائب العفنة, وسلحها ببندقية , و اطلقها لتعفن مسار التحول , وتستهدف أدوات التنمية السياسية والاقتصادية , خدمة لأطماع ذلك المخرج .

  استهدف حزب الإصلاح السياسي وفجرت مقراته , واختطف الحزب الاشتراكي , وإدخاله غرفة الإنعاش , واستخدم حزب المؤتمر الشعبي , واليوم تقتحم مقراته ويستهدف , ولا وجود لا ي نشاط حزبي يذكر , بل تم انعاش الطائفية والمناطقية , لتكن أعمدة دولة مجهولة الهوية , تتنازعها اصنام من صنع المخرج , مفخخة ثكنات عسكرية إثنية نفعية , تتفجر من حين لأخر في وجوهنا , وتحدث اضرار جسيمة في مسار الثورة وأهدافها النبيلة , وتشوه مبادئها وأخلاقياتها .
  ما نحتاجه هو تصحيح المسار , والعودة لجادة الصواب , ودعم التعددية والديمقراطية , وحشد كل الإمكانيات لتشكيل وعي حقيقي بأهمية أدوات التنمية السياسية والتعدد الحزبي والفكري , وتقبل الآخر كما هو لا كما نريد , والانضباط القانوني والدستوري , وهيكلة القوات المسلحة في اطار وطني منضبط لقرار سيادي , يحمي ثوابت ومبادئ الثورة والتحول المنشود , وإرادة الناس في ديمقراطية حقيقية وصندق نزيه يفضي لإرادة حقيقية للشعب كمصدر للسلطات. 
  المقال خاص بموقع المهرية نت