آخر الأخبار
قصص السقطريين في البحث عن الهوية
في ظل تخلي كثير من الناس عن هويتهم اليمنية ووجود الإغراءات الكبيرة وربما التهديدات للتنازل عنها وعدم حرص الدولة على تنمية الشعور بالهوية اليمنية وأهمية الانتماء إليها يتحمل الكثير من السقطريين مشاق السفر من سقطرى إلى حضرموت أو المهرة أو شبوة وعدن لأجل الحصول على الهوية( البطاقة، الجواز).
أنا أحد هؤلاء الذين عانوا المشاق من أجل الحصول على الجواز اليمني فقد ذهبت إلى مكتب الهجرة والجوازات في سقطرى يحدوني الأمل أن أجد حلا لمعاملاتي المتعثرة بسبب انتهاء جوازي الشخصي ولكن وللأسف لم أحصل منهم حتى على ورقة تمكنني من السير في معاملاتي أو حتى أوراقا أستطيع إرسالها إلى إحدى المحافظات لاستكمال اجراءات استبدال الجواز كما هو الحال سابقا وذلك لأن العلاقة بين مكتب الهجرة سقطرى وبقية المكاتب المماثلة في المحافظات الأخرى متعثرة لأن مدير مكتب سقطرى الهجرة وحاشيته جاء تسلموا إدارة المكاتب قسرا من قبل الانتقالي والذي هو الآخر غير شرعي وفوق ذلك لم يتمكنوا من التنسيق أيضا مع مكتب الهجرة والجوزات في عدن المحكومة من الانتقالي ولا يقتصر الأمر على استبدال جوازا جديدا أو استخراج آخرا بل يشمل البطائق أيضا
في حصولك على هوية لك و لعائلتك تواجهك العديد من المتاعب ومنها ضرورة السفر إلى خارج سقطرى والذي يتطلب حجز مقعد على طيران اليمنية بـ150$ ذهابا ومثله إيابا عن الفرد الواحد ومن ثم متطلبات الحياة الأخرى من سكن وموصلات وتغذية إلى غير ذلك وكل ذلك في سبيل الحصول على هوية لا تتجاوز قيمتها 10000ريال.
لا أقول سلسلة من المتاعب بل سلاسل من المعاناة فعندما وصلت أنا ورفيقي إلى المكلا ذهبنا في الصباح مع حلول الثامنة وعندما وصلنا مكتب الهجرة وجدنا أمامنا ما يقارب 300 رجل في طابور مستقيم كلهم يتطلع إلى الوصول إلى شباك المعاملة فرجعنا وقلنا نجرب حظنا غدا وعندما جئنا في الغد قابلنا الشرطي قائلا اليوم خاص بالنساء حينها اقترحت على زميلي الذهاب إلى المهرة وفعلا جمعنا أغراضنا وتوجهنا إلى المهرة لكي أحصل على جوازا مجددا ولكي يحصل رفيقي على بطاقة شخصية مجدده عوضا عن المنتهية.
وبعد رحلة تقارب 11 ساعة تمكنا من الوصال واستئجار غرفة في فندق متواضع الخدمات غالي الإيجار ، وفي الصباح استأجرنا سيارة لتقلنا إلى مكتب الهجرة والجوازات والذي يجاوره مكتب الأحوال وكان حظنا أنه ليس هناك ازدحاما كبيرا ولذلك تمكنا من إنهاء المعاملات بسرعة ولكنهم قالوا سوف يتم تسليمكم هوياتكم بعد أسبوع اضطرنا ذلك إلى الاقامة حتى انقضاء المدة ومن ثم ذهبنا على رأس الأسبوع المقبل إلى مكتب الأحوال أولا من أجل بطاقة رفيقي وهناك أخبرنا الموظف أن هناك خطأ في البيانات يتم تصحيحها ولكن عليكما الانتظار أسبوعا آخر قلت لرفيقي علينا الذهاب إلى الهجرة فلربما حظي يكون أجمل من حظك ولكن لم يبارح حظي حظ رفيقي فقد كانت إجابة الموظف مثل إجابة موظف الأحوال.
في المهرة قابلنا العديد من السقطريين جاءوا من أجل استخراج الهوية ومنهم سليمان أبو أحمد أحد مشايخ المنطقة الشرقية والذي جاءت معه عائلته بزوجته وبنته وحكى لنا عن سلاسل من التعب والاجهاد المادي والنفسي والجسدي، قلت له أليس من رجل رشيد في الحكومات المتعاقبة في سقطرى حتى يتعاقد من أحد التجار ويجلب آلات إصدار آلي للبطائق والجوازات فالموضوع لا يحتاج سوى ترخيص من الحكومة ومن ثم شراء هذه المعدات وتركيبها كما هو الحال في بقية المحافظات فتنهد وقال وأين هو ذاك الرجل هل رأيته وأضاف السقطريون يعانون أتعاب عدة في الحصول على الهوية وعلى الأوراق الثبوتية والتوكيلات والعقود وحتى أبسط الأشياء وهو التصديق على الشهادات من الخارجية كل ذلك يتطلب منهم السفر وفوق ذلك يمارس الموظفون في هذه المكاتب الخدمية استغلال السقاطرة وتأخيرهم ولا يقدرون أنهم تحملوا الاتعاب من أجل هذه الأوراق ودفعوا الغالي والرخيص للحصول عليها.
ختاماً: أدعو رجال السلطة والتجار والمخلصين إلى إيجاد حلا عاجلا لهذه القضية كما أتطلع من القائمين على المكاتب الخدمية في المحافظات الجنوبية تسهيل الاجراءات لأهالي سقطرى ومحاسبة المستغلين والمرتشين.
المقال خاص بموقع المهرية نت