آخر الأخبار
ما يحدث الآن
أجواء احتفالية عالية تعج بها شوارع أغلب المحافظات اليمنية من المهرة شرقا ومرورا بسقطرى جنوبا إلى صنعاء غربا وذلك لفوز المنتخب اليمني للناشئين في بطولة غرب آسيا الثامنة للناشئين التي أقيمت في المملكة العربية السعودية فقد عمت الفرحة جميع اليمنيين بمختلف أعمارهم وأجناسهم .
ولا أعتقد أن الفرحة اقتصرت على فوز المنتخب اليمني فقط بل هي أكبر من ذلك بكثير فالفوز هو شفرة تفتح خزينة الرسائل التي يبعثها اليمنيون إلى العالم عامة وإلى السعودية خاصة فاليمنيون يتعثرون ولكن لا ينكسرون قبل المباراة بعثت إحدى الناشطات اليمنيات في الخارج تغريدة بالصوت والصورة وهي تبكي فرحا وتحية للمنتخب اليمني الذي وصل إلى هذه المرحلة وهو بلا حكومة ويعاني من انهيار في الجانب الاقتصادي والأمني وغيرها من المشكلات.
أنا من الناس الذين لا يهتمون بالرياضة كثيرا وخاصة كرة القدم ولكن وجدت نفسي لا إراديا أسير مع الموكب الذي قادة الطلاب الحضارم وتوافدت عليهم الجموع من كل أزقة المعلا وحاراتها حتى امتلأ الشارع الرئيسي بالناس وقرعت الطبول وتعالت الأغاني والأناشيد التي تهنيء المنتخب اليمني رقص الجميع الصغير والكبير والنساء والرجال وزعردت السيارات ورقصت وغنت وصفقت بمن فيها واطلقت من أسطح المنازل قنابل الفرح المضيئة والكل عبر عن فرحة بطريقته ونفسيته ولكن توحدت الشعارات حيوا اليماني حيوا ... وبالروح والدم نفديك يا يمن وحضر العسكر ورجال الانتقالي بأعلام الجنوب ولكن لا شعارات غير حيوا اليماني وبالروح والدم نفديك يا يمن.
وقفت مذهولا أمام مشهد لا مراءة تقود سيارتها وتتوقف في الزحام ولكنها لم تتوقف من التصفيق والغناء لصالح المنتخب تفاعلا مع الجمهور هي ومن معها من الطاقم النساء وبعض البنات نزلن من سيارات الأجرة وقمن بالتصوير والمشاركة مع سيل الفرح الذي يزداد في التوسع في كل لحظة.
ووصلت مسيرتي مع الحشد ووقفت بجانب أحد السواقين فما تأفف ولم يغضب كما هي العادة لو تعطلت حركة الشارع الرئيسي من الزحام بل فرح وطرب مع الجمهور ولكنه تسأل ما الذي يحدث بعد هذا الفوز في العلاقة بين اليمن والسعودية؟ وصرح بتخوفه فقال: أخشى أنه لا وديعة قادمة ولا اقتصاد ولا عافية في الأوضاع بعد هذه فرد عليه أحدهم لا مش إلى هذه الدرجة المملكة العربية السعودية أكبر من أن تحنق على مباراة ناشئين فقال نتمنى ذلك والأيام بيننا ترينا ما يحدث؟
ومازالت الليلة حية عامرة بالفرحة والغناء والطبول ونحن على مشارف الواحدة صباحا وأظنها لا تنام أبدا ولا تقتصر حياة هذه الليلة على المعلا فحسب بل المشاهد ذاتها في المنصورة وفي خور مكسر وفي كريتر وفي أغلب أحياء عدن بحسب ما علمت.
ولكن السؤال لماذا هذا الفرح الزائد اليوم؟ ثم ألم يسبق وأن فاز منتخبنا في مراحل سابقة وفي غيرما مرة ما الذي يجعل الفرحة اليوم أكبر؟ و لا أستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة البسيطة الصعبة ومن يجيب عنها هو التحالف( السعودية والإمارات) وكذلك الحكومات المختلفة (الشرعية والانتقالية والحوثية...).
وقد تسأل أحد أصدقائي في الفيس بوك هل نفوز أم نحن تحت البند؟ وأقول له ها نحن قد فزنا فهل الفوز يكسبنا ويعزنا أم يخسرنا ويدلنا؟
المقال خاص بموقع المهرية نت