آخر الأخبار

مواقع سياحية وتاريخية في سقطرى لا نعرف قيمتها

الأحد, 28 نوفمبر, 2021

  كثيرة هي المواقع السياحية والتاريخية في سقطرى وهي متنوعة في بيئتها وخلقها ومدهشة وعجيبة في طرازها وتصميمها ولكن الأعجب منها أن أكثر أبناء سقطرى لا يعجبون بها ولا يهتمون بها والأكثر إعجابا أن الكثير من أبناء القرى والمناطق التي فيها هذه المواقع الفريدة لا يعرفون أدنى معلومة عنها فضلا أن يقوموا بترويج سياحي أو ينشرون صورا أو يكتبون مقالا أو يصححون معلومة من المعلومات التي تنشر في الأنترنت ووسائل الإعلام بصورة مغلوطة عن هذا الموقع في منطقتهم.

  أسفي وأي أسف من طبع كان هو ديدني سابقا ومازال يقبع في ذاكراتي ويتغلب على سلوكي فلا اقوم أبدا بزيارة موقع أثري ولا أنشر صورة مدهشة تثير إعجاب العالم بل لا استشعر كغيري بأهميتها إلا حين تكتسح صفحات التواصل الاجتماعي. 

    في مطلع هذا الأسبوع كنت أتابع بعض المعاملات في جامعة عدن وعندما قرأت الموظفة بياناتي سألتني هل أنت من سقطرى قلت نعم قالت نشرت صورة حديثة عن سقطرى لقارب على البحر والمياه تحته صافية حتى تجلى الحصى في عمق البحر فهل هذه صورة حقيقة أو مركبة مفبركة قلت نعم هي صورة حقيقية وحاولت اقناعها بذلك وذكرت لها أني زرت المكان أكثر من مرة لكن صورة الاندهاش على ملامحها يجعلها تشك أن في الأمر خدعة بصرية عدت إلى سكني بحث عن الصورة بشراهة عالية فوجدتها وهي بعدسة سائح أجنبي محترف نشرها في حسابه ومن تم تلقفها الكثير من اليمنيين منه وحقيقة هي صورة مدهشة تظهر لك فيها صورة القارب وكأنه في الهواء بين السماء والبحر كما أنها تجاور صخرة في وسط البحر وفيها نفحة من اليابسة ضفاف البحر بكثيبه الأبيض الممتد والناصع البياض مع لمسة من الجبل الذي تكاد تعانق غاربه أكوام من الكثيب النقي وينصفه خرير ماء يتدفق بغزارة نحو البحر وعلى حافيته أشجار سندسية خضراء فائقة الجمال. 

  قمت بزيارة هذا المكان وكثير من الأماكن التي تشبهه ولم يكن يثير إعجابي لأني معتاد عليه ولو لم أكن ضمن فريق سياحي ما وقفت عنده أبدا وأذكر أني رافقت فريق تصوير إحدى القنوات فأوقني عند خور دي سيرهين في العاصمة حديبوه وصور الخور من جميع اتجاهاته ويتعجب المصور من سحر المكان وجمال المنظر التصويري سألته ما الذي يثيرك في هذا المكان؟ فما هو سوى مياه مكتظة في وادي تواصل سيرها نحو البحر وبضع شجيرات من النخيل و بعض الطيور الغادية والرائحة ولم أكمل سؤالي له حتى أحسست أنه أراد أن يخنقني أو يسد فمي واستعاض عن ذلك بعباراته الزهدية الصوفية الحضرمية فقال خاف الله مثل هذه الصور تبتاع بالملايين ويمكن عرضها على الدوام ولا يمل منها المشاهد. 

  بعض هذه المواقع بحاجة إلى تحين وقت مناسب وفصل مناسب لإبراز جماله في الصورة وهذا مما لاشك فيه بحاجة إلى محترف وفريق ووسائل تقنية متطورة ولكن البعض من الأماكن تظهر جمالها على الدوام و في كل حين وربما بالوسائل العادية ومن غير محترفين ولكن هي أيضا لم تلق الحيز المطلوب من الاهتمام. 
  ولا أقصد بهذا الاهتمام التصوير فقط بل من كآفة النواحي التي تجعل منه موقعا سياحيا وتاريخيا مهما فالمعلومة التاريخية والأحداث والقصص والأمثال المرتبطة بهذا الموقع ومناخاته ومعلوماته العلمية الموثقة كما يجب أن يكون هذا الاهتمام من أهل القرية او المنطقة خاصة وسقطرى عامة قبل غيرهم ولكن للأسف كثير ممن رأينا يهتم بهذا الجانب من غير أبناء سقطرى ولذلك ظهرت الكثير من المعلومات مغلوطة تتداخل فيها الحقيقة والزيف كما أن بعض الشباب يقومون بتسجيل ذكرياتهم واسمائهم على الصخور فيشوه جمالها وعلى  الأشجار فيزهق روحها ختاما هي دعوة يملأها الحب ويحملها أثير الإشفاق على هذه المواقع من العبث والضياع أوجهها لأبناء سقطرى عامة ولأبناء القرى والمناطق التي تتواجد فيها هذه المواقع خاصة أن يحافظوا على جمالها وأن يفرضوا قوانين تحميها من العبث وأن يقوموا بإظهار هذا الجمال للعالم وأن يقوموا بتوثيق كل ما يرتبط بهذا الموقع من معلومات وأحداث وقصص. 
  المقال خاص بموقع المهرية نت