آخر الأخبار
أكثر من علامة سؤال ؟؟؟؟؟؟؟
إذا كان الجهاد من أجل الحق ضرورة , لحتمية نيل الاستقلال والحرية , هي فترة نضال محكومة بقيم وأخلاقيات الجهاد من اجل الحق , لابد ان تفضي لمرحلة بناء وتنمية , يستحسن تقليل الزمن والكلفة , كلما طال بها الزمن , كبرت الكلفة , و وجدت حواضن تخلق أدوات العنف خارج تلك القيم ومبادئ النضال , ينفلت المشهد ويغرق الجميع في وحل من العنف الغير منضبط , فمن الصعوبة استعادة التحكم بالمشهد وضبطه , فنجد انفسنا ضحايا لكم هائل من الخطايا .
اكبر خطيئة, ان يبقى العنف مسيطرا , يدير المشهد , ويسهم في تخلق أدواته لمزيد من العنف , والسيطرة والتمكين على رقاب الناس , وفرض واقع لا يلبي تطلعاتهم وأحلامهم التي ينشدونها .
هنا يأتي دور المجتمع المدني , والسياج الثقافي والفكري , الذي لابد ان ينتج ما يمكن إنتاجه , لسحب البساط من تحت قوى العنف , و وقف الة انتاج أدوات العنف , بل تجفيف حواضن توالدها .
يبقى العنف مشكلة رئيسية , ما لم يتيح المجال لمرحلة بناء العقل والإنسان , بما يساهم في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية , وبالتالي يتركز الحل للوصول لقناعة مفادها إيقاف الة العنف , والبدء في بناء الإنسان الإيجابي المنتج , الانسان السلمي المتسامح مع الاخر و المتصالح مع الذات , قناعة ان تستبدل البندقية بالقلم , والعمل على استعادة الحياة , و وقف نزيف الدم , والتركيز على كيف نعيش بسلام ونتعايش بأمان , بوطن يستوعب كل أبنائه .
يجب ان نستبدل شعار الموت من اجل الوطن , الذي يبرر لبقاء العنف , بشعار نعيش من اجل وطن يستوعب الجميع , ونقطع أواصر تغذية الموت ومبرراته ( الآخر المتهم دوما ), النرويج لمبررات الحياة والسعادة ( الآخر الشريك ), والفرص المتكافئة , والحرية والعدالة , والكرامة للأخر الشريك قبل كرامتي , فكرامتي محفوظة بحفظ كرامة وطن ومواطن دون استثناء او تخوين واقصاء وتهميش .
معركتنا اليوم مع العنف , هو عدونا الأول , الذي لازالت ادواته تنشئ المزيد من أدوات القمع والقهر , وبدعم خارجي سخي , هذا الخارج البخيل جدا في تقديم دعمه للمجتمع المدني او الثقافي او الفكري , لتمكينه في قيادة المشهد نحو تنمية الحياة , والإخاء والتشارك والتوافق على وطن يستوعب الكل , ويضبط العلاقات بينهم بحيث لا ضرر ولا ضرار .
معركتنا اليوم مع من يدعو لتجنيد الشباب لمعارك عبثية , تحت عناوين فضفاضة , عجز عن تطبيق أي منها على المدى القصير كان او الطويل , بل زاد من حجم التراكمات والفرقة والشتات والوجع والالم والقهر , واليوم يجند ليبقى مسيطرا متحكما على المشهد بالعنف الثوري , الغير منضبط بوعي وحكمة ورشد , بل مزيد من الهرجلة والمرجلة , والانفلات العام في شتى سبل الحياة .
ما أمسنا اليوم لأن نفتح مراكز تدريب الإنسان , الثروة البشرية التي نهض بها العالم المحترم وتطور , وتخلف بسبب تخلفها العالم الغير محترم وانهار لأسفل السافلين .
ما أمسنا لفتح معاهد ومراكز ومدارس تأهيل الإنسان , وتطوير مداركة , وتحسين مستوى التفكير , بعيدا عن العداوة والخصومة الفاجرة , لتوجيه الناس للعمل الإيجابي المفيد , والتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية , و نفتح فرص متكافئة للمؤهلين علميا وثقافيا , فرص عادلة بمعايير الكفاءة والمهارة والإبداع , مع صقل كل ذلك, دون احتكار لتلك الفرص , والعبث في منظومة العدالة التي هي أساس الحياة الكريمة .
كنت في قمة السعادة وأنا أساهم في حفل افتتاح معهد ( مركز فيوتشوب ) لتطوير المهارات لدى الشباب , بحضور مدير مكتب صندوق التنمية والمهارات بالعاصمة عدن , الدكتور عبد الله داغم و واستمعت لمشاريع يدعمها لتنهض بشباب عدن , وكنت أكثر سعادة وانا اتحدث مع شباب تواق للعلم ومتلهف لدراسة لغات العالم , ليكتسب مهارة التواصل مع العالم , والاطلاع على كل جديد , والحصول على المعلومة المفيدة , شباب ضاق ذرعا بالعنف , وغير مستعد ان يكون ضحية لاستمرار العنف , وجندي يحمي ثكنات مرتهنة للخارج , عليها أكثر من علامة سؤال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وتعجب !!!!.