آخر الأخبار

جريمة العند والمشهد العسكري

الاربعاء, 01 سبتمبر, 2021


الجريمة البشعة التي راح ضحيتها شباب بمقتبل العمر في قاعدة العند العسكرية، هل نلوم المجرم أم حامي حمى القاعدة؟

نحن في حالة حرب، ما يستدعي تحركات الجنود والأفراد مدروسة وبحذر، مبنية على معلومات استخباراتية، لضمان سلامة الجميع، أفراد ومعدات ومواقع.

الصواريخ أطلقت دون أن يعترضها أي مضادات كانت، حتى مضادات بسيطة تحمي أجواء المعسكر من أي اختراق كان، وتم الاختراق بكل أريحية، وأصابت الهدف بدقة متناهية، مما يؤكد على قوة استخبارات العدو، واختراقه العسكري، مما يثير عدد من الأسئلة المهمة التي تراود الجماهير المتابعة والمهتمة بالمعركة المصيرية مع الانقلابين (جماعة الحوثي وأذنابهم)
من هذه الأسئلة، هل هو إهمال وعدم مبالاة وضعف في التخطيط والاستراتيجية والاستخبارات أم أنه خيانة؟ أم أنها مؤامرة فصولها، تصفية قوات صارت تشكل قلق للتحالف وأجنداته، وفي كل الحالات نحتاج نحن الشعب المعنيين بنتائج هذه المعركة أن نعرف ما يدور، ولا نقبل أن تمر مرور الكرام، كما مرت علينا استهداف منصة العند في 2019م والذي راح ضحيتها قيادات عسكرية، لها موقف وطني ما، لا يروق للتحالف، ثم تلاها استهداف أبو اليمامة، بعد خطابه الرافض لتواجد قوات طارق عفاش على أراضي الجنوب، واستهداف مطار عدن والحكومة اليمنية واتفاق الرياض، دون أن نرى أو نسمع أي نتائج تحقيق صادق وأمين، يصارح هذا الشعب التائه بحقيقة الأمور، بدلا من أن يجعله ضحية للشائعات، والاستثمار القذر للجرائم، الذي راح ضحيتها شباب وكوادر وقادة لهم ثقلهم في معركتنا المصيرية مع الانقلاب.

من الغباء أن تتكرر المأساة، والتكرار معاني كثيرة.. عن أبي هريرة رَضِيَ الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((لا يُلْدَغُ المؤمنُ من جُحْرٍ مرتين))؛ رواه الشيخان.

فنحن أمام خيارين، الغباء، أو عدم الإيمان بالقضية، وفي كل الحالتين، هو تفريط بأهم ما لدينا، وهو الإنسان، والشباب الواعد، دون حماية، دون تخطيط واستراتيجية تحمي هذا الإنسان، دون أي نشاط استخباراتي، من أهم أركان المعركة، وبالتالي هو انتحار، انتحار الغبي، أو انتحار مقصود ينفذه حامي حمى الجنود والأفراد من منطلق عدم إيمان بالقضية، مما يشق الصف ويحدث شروخ يتسلل منها المغرضون لغرض تنفيذ أحقادهم، وتصفية خلافاتهم، واختلافهم كان مذهبيا أو فكريا أو اختلاف في الرؤية، أو خلاف حول السلطة والثروة والجاه، أم تفوق الأنا والأنانية التي تفقد روح العمل المشترك، وتزيح المختلف باعتباره معيق لتنفيذ أجندات فاسدة وأطماع.

حتى لا نترك الناس ضحايا الإشاعات والاجتهادات المغرضة، نحتاج لتحقيق عادل ونزيهة، نحتاج أن ينكشف الغطاء عن الحقيقة ولو كانت مؤلمة، الحل مبني عليها، وبدونها تستمر العملية، وتحصد المزيد من الضحايا.

إشاعات خطيرة يتداولها الناس، عن خلافات حادة بين تلك المكونات، وتهريب أسلحة، ومطاردات ومداهمات بينها البين، الناس ترى تحركات مريبة، لا تعرف خلفياتها، نحتاج أن تتضح الحقيقة حتى لا تجرنا الإشاعات إلى ما لا يحمد عقباه.

كنا ندرك من وقت مبكر أن تلك التشكيلات العسكرية ذات الولاء المذهبي والطائفي والمناطقي، خطر يهدد المعركة، وحذرنا كثير، واتهمنا بتحطيم الهمم، وهي الآن تتفجر في وجوهنا، وتحطم هممنا لأشلاء، شبابنا اليوم يذبح بدم بارد، ونتعرض للهزائم المتتالية، والاتهامات السخيفة لبعضهم بعض، بينما الخلل في العقلية، إذا أردنا أن نحاكم علينا نحاكم العقل الذي تقبل الفكرة، وزرعها في وسط المعركة، وأسس لها الحاضنة، لتنمو وتترعرع، ويشتد عودها، وتمتلك القوة والقرار، واليوم تفرض علينا رؤيتها وأفكارها وتطرفها وتعصبها، وتتفجر في وجوهنا عمليات عسكرية تقتل وتستبيح دماء الشباب، بمؤامرات نحن فيها النقطة الأضعف، وضحايا كل ذلك، وضاعت أحلامنا وطموحاتنا وآمالنا الكبيرة، يفرض علينا أمل وحلم أن تتوقف الحرب فجأة، ونستعيد نفس الحياة، وإيقاف آلة القتل والدمار، ونعود لواقع رفضناه، كان أفضل مما وصلنا إليه.

المقال خاص بموقع "المهرية نت " .