آخر الأخبار
عقاب المواطن
أفسدوا حياتنا، تاجروا بمعاناتنا!!
استثمروا جراحنا، واستغلوا دمائنا، لمصالحهم الضيقة!!
فلم يعد للشهداء غير صور وشعارات مبروزة!!
وللأحياء جور العقاب، وجحيم الواقع، ونتائج سوآت طمع الدنيا!!
لم يترك للمواطن نعمة من نعم الله إلا وعكرت، واستخدمت في العقاب، الذي لا ثواب له!!
العملة انهارت أمام مضاربتهم، واحتكارها في مصارفهم، وشكلت لها أوعية خاصة بهم، التي تغذي حروبهم وصراعاتهم، وتصرف وفق مزاجهم، ورواتب ونثريات.
والمواطن قضية مثار خلاف مع الغريم، خلاف لا ناقة له فيها ولا جمل.. خلاف السلطة، والثروة، والمناصفة.
يتفقون ولا يتفقون، تتوقف أصوات البنادق، وحركات الأطقم، ومطابخ الإعلام الحربي، لتعود تحاصر المواطن في عدن، بحرب غير معلنة، بطبخات من الانتهاكات والمداهمات والتصفيات التي تطبخ سرا مع ولوج ظلام الليل، وظلمة الكهرباء، بمزاج خلايا نائمة، أو محاربة الإرهاب والإخوان.
انتعشت حياتهم، حينما جاع المواطن، وكرامتهم في الذل المواطن، تعطل كل شيء لخدمة المزاج، منظومة العدالة، والنظام والقانون، وتجميد دور المؤسسات، وإلغاء فكرة الدولة من الثقافة والهوية والمشروع.
هذه صورة المليشيا، منطق الفوضى، حيث لا انضباط قيمي وأخلاقي ومؤسسي، تبقى الفوضى مصدر الاجتهاد في الاتهام والتخوين والتكفير، إنه الإرهاب بعينة، وشكله الأكثر عفنا، حيث يستخدم الحق للباطل وإرهاب الناس.
المواطن، مجرد كرة القدم يستمتع بها اللاعبون ويتفننوا بحركات المراوغة واللعب ثم تقذف للأخر، وفي نهاية المطاف ترمى في سلة المهملات ويحتفل أحدهم بالنصر والآخر يتوعد بنصر أكبر.
من سخافة المراوغة والغباء، أن يصدم المواطن باللامعقول وما لا يتوقعه.
معقول أن تستمر أكبر ظاهرة من ظواهر الفساد، في الطاقة المستأجرة أو المشتراة، تدمر مؤسسة عريقة لكهرباء عدن، حيث يتوقف الإنتاج الوطني ويكتفي بإنتاج طاقة في الحدود الدنيا، بما يسمح بفساد شراء الطاقة، وبدعم الجن والعفاريت، الذي تجدهم في كل منعطف تحول، يغيرون ردائهم بما تشتهي أنفسهم الجشعة، وأطماع أسيادهم.
معقولة أن يتحرر الريال اليمني، على أيدي المضاربين به، وتوكل القضية للصرافين، وتجار الأزمات، والبنوك التجارية، ويترك البنك المركزي مهمل محارب، ومحاصر بتهم زائفة، دون إصلاح أو ترميم لهيكله، لتشل الحركة المالية، ويتوقف شريان تغذية الوعاء، ليمتلئ وعائهم بالمال الحرام والمنهوب من قوت وجهد المواطن الغلبان وتعطيل صرف الرواتب، وتشغيل ما تبقى من منشآت حيوية ومرتكزات اقتصادية، خارج سلطة الارتهان.
الهدف واضح قتل روح الشرعية الدستورية، وفكرة الدولة وقيمها ومبادئها، لتبقى الفوضى والفساد ينهش جسد الوطن والمواطن.
إنه العقاب المفروض، والاستسلام المطلوب، والسكوت والصمت المعيب، على فقدان وطن وسيادة وإرادة، على انهيار قيم وأخلاقيات ومبادئ، ليتولى الأسوأ، والقابل للتوظيف، والعميل الذي ينفذ الأجندة، ويطلق لسانه العويل بكم من شعارات التزوير، وبرامج التغرير، ويسوق الأعذار، يستهدف التغيير والتحول المنشود، وضرب تطلعات الناس في دولة محترمة تحترم حقهم بالحياة وتحفظ سيادة وطن وكرامة مواطنيه.
المقال خاص بموقع المهرية نت