آخر الأخبار

سيدي الرئيس هل لازلت على قيد الحياة ؟!

السبت, 19 يونيو, 2021

سيدي الرئيس أنت  المتبقي لنا من شكل وفكرة الدولة , وآخر ما أنتجه لنا صندوق الانتخاب الديمقراطي , أي أنك ما تبقى من شرعية دستورية , صمتك معيبا بحقها , وضعفك هو ضعف قيادة المنظومة , وضعف المنظومة يضعف القاعدة , ويدمر أركانها ويفكك أوصالها , قراراتك ما لم تسند دعائم الدولة وتلك الشرعية , تتحول لكارثة حتى تصل لجريمة , يحاكمك التاريخ عليها , ويضعك الشعب موضع الشبهات , فهل تدرك مآلات الضعف من القوة في اتخاذ القرار , وأهمية التفاعل مع الأحداث , والتخاطب المستمر مع الجماهير , إيصال الرسائل الإيجابية , لتصنع حراكا إيجابيا يخدم القضية والمشروع السياسي والثورة والجمهورية والديمقراطية , ما لم تدرك فهي الكارثة , والكارثة الأعظم أن أدركت وأهملت.


عن أي مصير نتحدث , لسلطة مهاجرة , ومستمتعة بالهجرة , هكذا هو شعور الناس , لأنها لم تسمع منك ما يثبت عكس ذلك , ولم تجب على السؤال الذي يردده الأطفال قبل الكبار , أين الرئيس ؟ ولماذا لا يعود لأرض الوطن ؟ وماهي الموانع والأسباب والدواعي ؟ , .....وكثير من الأسئلة التي لم يجد لها الناس إجابات صريحة و واضحة .


سيدي الرئيس , هناك سؤال محوري كبير يتطلب الإجابة عليه , ما الذي يحدث في الوطن ؟ هل قررتم تمزيقه لكانتونات ضعيفة وهشة ؟ ليسهل ابتلاع ما يمكن ابتلاعه , وتدمير ما يمكن تدميره , وتسليم ما تبقى لعصابات ومليشيات متناحرة , تتكفل في عملية العبث والتدمير الذاتي .


سيدي الرئيس , لم تتخلق تلك الطفيليات التي تعبث بحياة الناس في المناطق المحررة , دون قرارات كانت المفتاح لهذا التخلق , دون تهاون في صناعة الحواضن ,والأسباب والمسببات , دون إضعاف واضح لفكرة الدولة , وإصلاح مؤسساتها , وتدعيم أعمدتها , وضبط إيقاع الحياة العامة , بنظم وقوانين الشرعية التي تمثلونها , فترك الحابل بالنابل , وتخلقت فيروسات العنف , وفتحت منافذ تغذيتها أمام أعينكم , حتى صارت ندا لكم , تنازعك السلطة , واليوم صرتم الحلقة الأضعف , وصرنا ضحايا هذا الضعف , وضحايا فيروسات العنف وعبثها .
سيدي الرئيس , هل لازلت تعيش ؟, ومستمتع بمضجعك في المهجر ؟, وهل تصلك أخبارنا ؟, هل تعلم أن الجيش الوطني الذي يقاتل لاستعادة شرعيتك بدون مرتبات , وأن عددا مهولا من الموظفين المدنيين والعسكريين ورجال الأمن بدون رواتب , وما يصرف من رواتب بمعدل مائة دولار للفرد لا تكفي باحتياجات الحياة البسيطة لأسرة لتعيش أسبوع واحد دون أن تجوع و تتضور جوعا .


هل تعلم أن الريال اليمني في المناطق المحررة , وصل لحدود ألف ريال , والأسعار في ازدياد مستمر , والجوع يهدد سكان المدن والأرياف , والمجاعة صارت واقعا , وإن عدن صارت قرية , تفتقد للكهرباء وشربة ماء , وأمن وأمان , وسكانها يتركونها مهاجرين , باحثين عن حياة أفضل , ومصير أجمل من مصيرها التعيس , باعوا ممتلكاتهم ومساكنهم , وذهبوا باحثين عن أرض تحميهم وتستوعبهم , وتوفر لهم شيء من الكرامة الآدمية والإنسانية , يؤمنهم من خوف ويطعمهم من جوع , وتوفر لهم أبسط سبل الحياة الآدمية.


سيدي الرئيس , كلهم يتنصلون عن المسئولية , ويرمونها لعرضك , أنت الرئيس , وأنت الشرعية ,وأنت الدولة , وهم يسوقون انفسهم حركات ثورية , امتطت الثورة لتعطل مسار التحول الثوري , والمستقبل المنشود .
ففشلوا في أن يكونوا البديل الثوري , القادر على تغيير حقيقي على الأرض , فاشلون و جاثمين على صدور الناس بالعنف والبندقية , ويصنعون من تلك البندقية برلمانا لهم , ومؤسساتهم وسطوتهم على الناس , وتكميم أفواههم , وتقييد حريتهم , بالبندقية يسطون على المؤسسة , وينصبون عليها مناصر , لتتحول لوكر من المناصرين الغير مؤهلين , وتدمر ويخسر موظفيها رواتبهم ولقمة عيشهم  ,وهكذا دمرت مؤسسات وتركت خراب تسكنها الفئران والغربان.


أخيرا سيدي الرئيس , كنت أفضل أن تزورنا ولو للحظات , لترى وضع اللاجئين , والخيم يلتحفون السماء ويفترشون العراء , لترى الفقر والتشرد والتسول , لترى حالة الجرحى و وضع أسر الشهداء ,وتقول لنا ما يحدث في ميون وسقطرى , وتطمئن  الإنسان الذي يعتريه الخوف والجوع في وطن أنت ولي أمره ومحاسب أمام الله قبل الدستور والقوانين الوضعية.
  المقال خاص بموقع المهرية نت

اليمن ولقمة الخانوق
الاربعاء, 24 أبريل, 2024
معركتنا مع القوى العفنة
الإثنين, 15 أبريل, 2024