آخر الأخبار
عكرتم الوطن بأسلحتكم فلا تعكروا بيوت الله
أدخلوا بيت الله آمنين مطمئنين، فيها الكل متساوون، من لديه جاه أو سلطة أو نفوذ عليه أن يخلعه كما يخلع أحذيته في باب المسجد، ويدخل خاليًا من كل رتب ومراتب الحياة الفانية. في يوم الجمعة، وفي مسجدنا أبوبكر الصديق، ونحن نقرأ القرآن ونتضرع لله في هدوء وسكينة قبل خطبة الجمعة، وفجأة يزورنا قادة عسكريون من الحجم الثقيل في عدن، وعساكرهم المسلحون، وأقولها بصراحة كمدني شعرت بخطورة الموقف، الخطورة تكمن في أي حركة مقصودة أو غير مقصودة تثير الحراسات، الذين لا هم لهم غير تأمين حياة القائد، وأي حركة تثير الشكوك قد تفجر موقفاً، ضحيته أبرياء، من حق القائد أن يتعبد في بيت الله، ومن حق الناس أيضاً أن يشعروا بالأمان والطمأنينة في بيت الله، حق القائد حق خاص به، وحق الاخرين حق عام، وفي القوانين والتشريعات يسقط الحق الخاص إن أضر بالحق العام. يمكن للقائد أن يحفظ حقه الخاص، أن يصلي خارج المسجد، ويحيط نفسه بالأطقم العسكرية والمدرعات يأمن روحه وما قد يتسبب من أذيه للآخرين. وأيضًا عند خروجنا من المسجد كانت المفاجئة ثكنة عسكرية في الانتظار، إنها القبضة الأمنية الرخوة في تأمين أمن الوطن وأمن المواطن، ولكنها شديدة في تأمين حياة القادة وكراسي السلطة وجاه النفوذ العسكري والقبلي، فنجدها اليوم قلة من تحركات الناس والمطالبة بحقوقهم، فتتحرك في اتجاه تبديد هذا القلق، في ترهيب الناس وتكميم أفواههم، واليوم كانت الرسالة لنا وللخطيب ولكل تواق للتغيير وتصحيح المسار السياسي، وإصلاح الحال الاقتصادي ومعيشة الناس، لكل باحث عن الكرامة والحرية والعدالة، وكل متذمر من الوضع، وكل حرّ يرفض المهانة والاذلال، يرفض الفساد والاستبداد، يرفض الاستئثار بالسلطة وتبديد مقدرات البلد وثروتها، يرفض أن يكون أداة في ما يحدث من انهيار وتدهور وتفسخ. لا أخفيكم سرًا أنني مدني لم أملك في حياتي بندقية، ولا مسدس رغم أنني تلقيت عروضًا مغرية في ذلك فرفضتها، لأنها لا تتناسب مع ثقافتي المدنية، التي سلاحها الفكر والثقافة، بالقلم والكلمة. أتمنى ممن تبقى من رجال الدولة، أن يمنعوا دخول المساجد بالأسلحة والمتفجرات، ويعتبرونها مشروع قتل، أخاطب ما تبقى من دولة ورجالها الذين نفتقدهم اليوم، مع الأسف تم غزوا مؤسسات الدولة برجال العنف والسلاح، النفوذ القبلي والعشائري، حيث معيار الوظيفة (انت من فين)، الحقيقة المرة التي أخرجت كل الفيروسات الضارة من مخبئها، لنراها اليوم تنخر في جسد هذه الدولة، وعندما ضعفت الدولة تم الدوس على القوانين والدستور، وبالتالي داسوا على حقوق الضعفاء والبسطاء والمدنيين، حق المواطن وحقه بالحياة بكرامة وأمن وأمان. *هذا المقال خاص بموقع المهرية نت